«الموسيقى القبطية والموسيقى اليهودية في أحضان النيل» هو عنوان الكتاب الصادر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، للباحث أحمد الطويل الذي يكشف فيه أسرار وتفاصيل مثيرة وموثقة تكشف لجوء إسرائيل إلى سرقة الألحان والموسيقى الكنسية القبطية الأصيلة وإلصاقها بملحنيها وموسيقيها. وتوصل المؤلف في دراسته إلى أن إسرائيل تحاول اختراق الفن المصرى والثقافة المصرية بأية صورة «انتحال، أو اقتباس، أو سطو» مثلما حدث في ألحان «رايح فين يا مسلينى» و«قولوا لعين الشمس»، وأن الألحان التي تنسب لليهود المصريين أمثال داوود حسنى كانت نابعة من البيئة المصرية وليست من تراث يهودى خالص. وتناول الكتاب موسيقى الأديان القبطية واليهودية، والتأثير المتبادل بين موسيقى أبناء الوطن الواحد، سواء موسيقى ألحان قبطية أو شعبيية أو ألحان موسيقى عربية تقليدية، وكذلك تأثر كبار الموسيقيين المصريين عموما بالألحان القبطية أمثال محمد عثمان، سيد درويش، زكريا أحمد، محمد عبدالوهاب، رياض السنباطى، أحمد صدقى، محمود الشريف، محمد فوزى، بليغ حمدى، منير مراد، عمار الشريعى وغيرهم، ومدى تفاعلهم مع هذه الألحان وإحساسهم بها، ما قد يكون منبعا جديدا يضاف للروافد أو المؤثرات الأخرى، والتي شكلت الوجدان الموسيقى المصرى، وتناول المؤلف أيضا تأثير الفنان القبطى في تلحينه للترانيم القبطية بالموسيقى الشعبية المصرية، كما تعرض للتشابه بين الألحان القبطية والإسلامية. ورأى المؤلف أن مصادر الموسيقى القبطية إجمالا ترجع إلى ثلاثة مصادر أساسية أولها: موسيقى قدماء المصريين، فقد اقتبست الكنيسة القبطية من هياكل العبادة المصرية كثيرا من العادات، مثل «الكساء الكهنوتى» الذي يرتديه رجال الدين المسيحى، والتشابه في كثير من إجراءات الوفاة والجنازات، وذكرى الأربعين للميت، وقد سجل القدماء المصريون صور تلك التفاصيل على جدران معابدهم، كذلك نقلت بعض الألحان الفرعونية لاستخدامها كألحان كنسية مثل لحن «أبئوروا»، والذي يؤدى في أسبوع الآلام، فقد كان السلام الفرعونى لتنصيب فرعون بعد موت أبيه. وأكد أن اليهود لم يكن لهم سلم أو مقام موسيقى خاص ينسب لهم كما للشعوب الأخرى، لكنهم اقتبسوه من أساليب الغناء والرقص من الشعوب المجاورة؛ مصر والآشوريين واليونانيين وغيرهم، كما لا توجد لليهود موسيقى مستقلة بهم وكيف يضاهى الشعوب الأخرى.