من هنا ومن حي المرج تحديدا منطقة مؤسسة الزكاة، تبدأ حكاية "رشاح عناني"، الشاهد على فساد مجالس المدن والأحياء التي رفعت سيفها في وجه البيئة بدلا من أن تدافع عنها وعلى غرار بورتو السخنة وبورتو مارينا جاء رشاح عناني لينافسهما بقوة ويتصدر قمة جبل الإهمال بمنطقة تعد من كبري عشوائيات العاصمة، حيث ابتلي سكان الحي به في ظل ازدياد مياه الصرف الصحي وعلو منسوبها عن المسموح حتى فاض بالقاذورات والحشرات والزواحف وأغرق كل من حوله دون أن يلتفت كرام الحي أو ينتبهوا للكارثة. أما عن طبيعة الرشاح الذي يلتف حوله الكثير من المناطق الأهلة بالسكان فظهرت المأساة الحقيقية التي يعيشها الأهالي منذ عشرات السنين بسبب عدم وجود صرف صحي مغطي، والاعتماد على عربات الشفط والرمي لسحب مياه الصرف والقائها في "الرشاحات" في مشهد يعيد لعصر "التنين". توغل أكثر في المكان ستجد مجموعة من الرشاحات الصغيرة تسيطر على منطقة حي المرج وسط صمت المسئولين الذين لم يتحرك لهم ساكنا لرفع المعاناة عن الحي حتى أصبحت مياه الصرف تغطي الأرض الزراعية أحيانا وتودي بحياة الزرع فتقتل المزارعين ومن جهة أخرى أحدثت تلك المياه ربكة في حركة المارة. اقتربت عدسات "البوابة نيوز" من الأهالي حيث أكد الحج صالح محروس أن معظم البيوت تغرق في المجاري، غير أن هناك كارثة أكبر وهى تربية أنواع من الأسماك في هذه المياه العكرة المسممة وصيدها وبيعها للفقراء معلقا "الغلابة كتير وكيلو سمك معفن أرخص من ربع كيلو لحمة هنعمل إيه". اقتربنا أكثر من ذلك الكائن "الرشاح" فوجدناه محملا بكل ألوان القاذورات من طحالب وقمامة ومخلفات مصانع فضلا عن الحيوانات النافقة التي اصطفت على جانبيه. محمد سراج، من أهالي المنطقة الموبوءة والذي أكد: كل يوم في حالات غرق بالرشاح ومعظم الغرقي أطفال لا يتجاوزوا سن العاشرة بسبب عدم "تدبيش الرشاح" غير الأمراض التي حاصرتنا من أمراض جلدية لأمراض عيون لحساسية صدر، فأين أصحاب القرار مما نعانيه. منذ 15 عاما ومنطقة "مؤسسة الزكاة" كما هى لم يطرأ عليها جديد، أوبئة وأمراض ومياه الصرف الصحي تزيد في الرشاح يوما بعد يوم حتى انها آلات تفيض وتغرق المباني والبيوت والزرع، لماذا لا يردم هذا الرشاح وأين المحافظ ورئيس الحي. أما الحاجة وطنية عمر خمسينية العمر، والتي اشتاطت غضبا قائلة: المنطقة تخلو من أعمدة الإنارة ولا توجد بها لمبة واحدة، وكل يوم والتاني ولادنا يعترضهم اللصوص ويثبتوهم، صحتنا "عدمت" من الميه الوحشة والزبالة والريحة التي لا تطاق، بناخد النفس بصعوبة ونظرنا راح، هاتوا مسئول من الكبار يجي يعاين ويشوف ويقضي يومين معانا، أن هو تحمل هو الحياة نسكت احنا ونحط الجزم على راسنا ونسكت.