"الرشاح يهدد حياتنا ومنازلنا بالانهيار"، بهذه الجملة العفوية، بدأت أم محمد السيدة البسيطة، التي تسكن في منطقة "بركة الحاج" التابعة للمرج حديثها، مثلها مثل ألاف السكان الذين يسكنون بالمنطقة، حول الرشاح حياتهم لجحيم، قتل الزرع والحرث ونشر الأمراض. حول الرشاح "بركة الحاج"، من مكان يرتاده الحجيج في الماضي، أثناء رحلتهم إلي مكةالمكرمة، أبان العصور الإسلامية، لانتشار أشجار الفواكه والآبار والنخيل به، لمكان موبوء يصيب كل من يسكن به بالأمراض الصدرية، بسبب انتشار القمامة والراوئح الكريهة والإهمال. تكمل أم محمد بصوت حزين حديثها، وهي تشير بأصبعها وكأنها توجه اتهامًا للرشاح، تقول:" تمر في قلب الرشاح مواسير الكهرباء، التي تتراكم القمامة والزبالة خلفها، وهو ما يهدد السكان أو أي شخص يقترب من مياه الرشاح بالموت"، غطت مياه الرشاح مساحات واسعة، حتى وصلت للبنية التحتية، من كهرباء ووصلت لمياه الشرب، وتهدد المنازل بالانهيار، بعد أن وصلت لأساسات بعض المنازل. يفسر مصطفي الجندي، أحد سكان المنطقة، مشكلة الرشاح وزيادة المياه فيه، بعد أن قام المسئولون بعمل محطة رفع في (القلج)، فكان من الطبيعي أن تركد المياه في منطقة بركة الحاج، لانخفاض منسوب الأرض بها، هذا بالإضافة لمد مواسير الصرف الصحي من المنازل، لتقوم بالتصريف مباشرة في الرشاح، وهو ما أدي لتدفق المياه تحت المنازل المهددة بالانهيار، بعد أن استقرت المياه تحت البيوت، ووصلت لمنطقة الزراعات والجناين وأدت لتلوث الزرع وموته. يلتقط محمد الحسيني، الحديث بغضب يقول ل"بوابةالأهرام"،:" كلما ردمنا حول البيوت ترتفع مياه الرشاح المختلطة بمياه الصرف الصحي حولها لدرجة أننا نضع الحجارة والأخشاب حتى نستطيع دخول منازلنا"، المعاناة التي يعيشها محمد في الدخول لمنزله، يعاني منها جميع سكان المنطقة التي تحاصرهم مياه الرشاح القاتل. لا يقتصر الأمر علي صعوبة الدخول للمنازل، بعد أن انتشرت الحشرات الزاحفة والباعوض والنموس والذباب في كل مكان، وهو ما أدي لإصابة معظم السكان بالأمراض الصدرية، أما الأطفال فيواجهون خطر الأمراض والتلوث، أو الموت بالسقوط في مياه الرشاح، أو الصعق بالكهرباء التي وصلت إليها مياه الرشاح. لم يتوقف الرشاح عند حد حصد الأرواح، بل قتل الزرع والحرث، يقف الحاج إسماعيل محمد، وسط أرضه التي وصلت إليها مياه الرشاح، ومن حوله بقايا زروع النخيل وأشجار الفاكهة، التي جفت وماتت، بسبب مياه الرشاح الملوثة، يقول في غضب:" كانت المنطقة تشتهر بالجناين والزراعات والنخيل، واليوم كل شيء تبدل وضاع"، يحمل الرجل الحكومة مسؤولية الذي حدث، بسبب تدخلات المسئولين الغير مدروسة، والتي تتسبب في تفاقم المشكلة. يبرر الرجل ذلك وهو يشير علي طريق يعبر من أمام أرضه، وهو يقول:" كان هذا الطريق عبارة عن ترعة نروي منها أراضينا، قامت المحافظة بردمها وتحويلها لطريق، وهو ما جعلنا نضطر لدق مواسير في الأرض، لنروي به الزرع، ففوجينا بأن المياه التي تخرج ملوثة بمياه الرشاح". لا يوجد حل أخر لدي الفلاحين والمزارعين في المنطقة، أما روي أراضيهم بمياه المجاري والرشاح أو ترك الزرع يموت. حول الرشاح حياة أولياء الأمور لجحيم، بعد تكرر حوادث سقوط الطلاب والأطفال في الرشاح، أثناء ذهابهم وإيابهم للمدرسة، لم تتوقف مياه الرشاح علي أبواب المدارس، بل تسربت لفناء بعض المدارس ووصلت للفصول في الدور الأرضي، وحولتها لبرك، وهو يهدد أساسات الأبنية التعليمية وحياة الطلاب. كان حل مشكلة الرشاح أحد الوعود الانتخابية، التي رفعها مرشحو مجلس الشعب، خلال المعركة الانتخابية الأخيرة، قال أحمد علي عضو مجلس الشعب عن دائرة المرج ل"بوابة الأهرام"،، بمجرد الانتهاء من شبكة الصرف الصحي، التي ستخدم منطقة مؤسسة الزكاة والشيخ منصور والعزبة البيضاء، ستنتهي معاناة أهالي بركة الحاج وسيتم ردم الرشاح، وأضاف في تصريحات ل" بوابة الأهرام"، ردم الرشاح لابد وأن يتم على أيدي متخصصين وبطريقة فنية حتى لا تهدم المساكن في منطقة بركة الحاج وتتلف الأراضي الزراعية بشكل أكبر مما هو عليه الآن، فلابد من إنشاء صرف مغطى مرتبط بالرشاح البلبيسي قبل ردمه وأنه سوف يقوم على ذلك صندوق تطوير العشوائيات حسب الخطة المتفق عليها في 30-11-2016. أما رضا رفاعي، عضو المجلس المحلي السابق، فأكد ل"بوابة الأهرام"، أن مشكلة المصرف البلبيسي بدأ يعاني منها ساكني بركة الحاج ومحمد نجيب ومؤسسة الزكاة منذ أواخر 2010 ، ويشير بأنه بالرجوع للمسؤولين، اكتشفنا أن السبب في المشكلة يكمن في ماسورة محطة مياه المرج، التي تفرغ شوائبها ومخلفاتها في المصرف البلبيسي، ولحل هذه المشكلة يستوجب انشاء شبكة لفصل هذه المخلفات عن المياه، والتي أدت لائتلاف مئات من الأفدنة الزراعية، ويتضرر بسببها الأهالي، بعد أن وصلت المياه لأساسات منازلهم. بركة الحاج واحدة من المناطق المنسية التي تعاني الإهمال، يأتي المرشحون لمجلس النواب قبل بدء الانتخابات يعرضون خططهم ويلهون الناس بالأحلام والآمال المبنية من ورق، هنا ستكون مستشفى وهنا مدرسة، وسننظف الرشاح، وسنشفى الأمراض، ينجح المرشحو ويصبحون أعضاء للدائرة التابع لها البركة وتبقى المشكلات بلا حلول. #