أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي، أن الدول العربية تواجه تحديًا كبيرًا في القضاء على الأمية. وقال: لا يمثل هذا التحدي العمل على محو الامية الابجدية والإلمام بمبادئ القراءة والكتابة فقط، إنما يتجاوزها لمحو الأمية الوظيفية وإتقان المهارات الأساسية اللازمة للعيش والعمل في العالم المعاصر. جاء ذلك في كلمته بالجلسة الافتتاحية للدورة التاسعة عشرة للمجلس المركزي لاتحاد المعلمين العرب، التي انطلقت اليوم الإثنين بمقر الأمانة العامة للجامعة تحت شعار "من أجل حماية وحدة الاتحاد وتعزيز دوره وتحقيق أهدافه". تستمر أعمال هذه الدورة على مدى 3 أيام، وتركز على تفعيل أهداف اتحاد المعلمين العرب التي تؤكد ضرورة تطوير منظومة التربية والتعليم والبحث العلمي، وحماية العمل التربوي باعتباره عملًا إنتاجيًا، وتشجيع المبادرات بين صفوف المعلمين العرب، وتمكين المعلم في الوطن العربي من المشاركة عبر نقابته في إعداد المناهج والخطط التربوية، والتمسك باللغة العربية والاعتزاز بها، والعمل على نشرها وايفائها بحاجات التربية والتعليم، وتعميق الثقافة العربية. وأوضح "العربي" أن القمة العربية اعتمدت المبادرة التي أطلقتها مصر خلال الدورة 25 للقمة التي انعقدت في الكويت عام 2014 بإعلان العقد الحالي عقدًا للقضاء على الأمية في جميع انحاء الوطن العربي وذلك من خلال اعتماد برنامج عمل يهدف للتخلص من هذه الظاهرة خلال السنوات العشر المقبلة. وقال: تنفيذًا لأهداف العقد العربي لمحو الامية وتعليم الكبار (2015-2024)، عقدت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) الاجتماع الأول للجنة التنسيق العليا للعقد خلال شهر يناير 2015، وجار حاليًا الاعداد والتحضير لعقد الاجتماع الثاني خلال شهر مارس عام 2016 للعمل على وضع أهداف العقد العربي لمحو الامية موضع التنفيذ. وتابع: إن الجامعة إيمانًا منها بأن تطوير التعليم العربي قضية أساسية في عملية التنمية، من الضروري أن تتمتع بأولوية خاصة، واقتناعًا بدور التعليم في إحداث التقدم، تبذل جهودًا متواصلة لإصلاح وتطوير وتحديث برامج التعليم على المستوى العربي، وكان من أهمها، إعتماد "خطة تطوير التعليم في العالم العربي"، التي أقرتها قمة دمشق في (مارس 2008). وأضاف أنه إدراكًا لأهمية دور المعلم في تحقيق التطوير التربوي والتعليمي، تسعى جامعة الدول العربية لاعتماد "الإطار الإسترشادي: لمعايير أداء المعلم العربي: سياسات وبرامج" الذي يهدف إلى وضع السياسات والبرامج التي من شأنها تطوير أداء المعلم العربي، وذلك للتأكيد على الدور المركزي للمعلم المنوط به تربية الأجيال وكونه الرائد الذي يمنح عقول التلاميذ الفرص الحقيقية لتشكيل وتطوير مهاراتهم على التفكير العلمي. وأكد أن الاهتمام بتطوير المنظومة التعليمية لا يمكن أن يتحقق بدون الاهتمام بالمعلم، فالمعلم له رسالة تربوية هدفها تهذيب عقول أبنائنا الطلبة واكتشاف وصقل مواهبهم، كما أن له رسالة وطنية أيضًا تهدف إلى تعزيز التجانس بين أفراد المجتمع وتحمي أبناءنا من كل مظاهر التطرف والطائفية وغيرها من المظاهر السلبية، فالمعلم هو البنية الأساسية ليس في المنظومة التعليمية فحسب بل في تطور وأمن واستقرار المجتمع برمته وينبغي على المؤسسات التربوية والتعليمية أن توفر المناخ الجيد للمعلم حتى يستطيع العمل على تطوير مهارات الطالب التقنية والعلمية والعمل على تخريج طلاب قادرين على الوفاء بمتطلبات المجتمع وسوق العمل، وأن يكون للمعلم العربي دورًا في مكافحة الإرهاب والإسهام في انجاح المشروع النهضوي العربي بما يحقق الوحدة العربية المنشودة. وأوضح أن التعليم يعد المنارة التي يهتدي بها الناس إلى الطريق القويم الذي يسلكونه في الحياة، والإسلام يولى أهمية بالغة للتعليم حتى أن أول ما انزل من القرآن الكريم كان "اقرأ"، فالتعليم والمعرفة ضرورة لرخاء ونهضة الشعوب، فهو يسهم بشكل أساسي في تعزيز الرخاء والتقدم للشعوب، والدولة التي تعمل على تطوير نظامها التعليمي هي الدولة التي تتفوق في كل المجالات وعلى كل الأصعدة سواء الاجتماعيّة أو الثقافية أو الاقتصادية أو السياسية، ولذلك يجب العمل على تغيير المناهج وإصلاح العملية التربوية والتعليمية، وتنقيتها من كل عوامل هدم القيم والتفرقة طائفيًا أو مذهبيًا أو عرقيًا، وفي هذا الإطار أدعو إلى توحيد مناهج التعليم دعمًا للعمل العربي المشترك. وأعرب في ختام كلمته، عن أمله في أن تكلل أعمال هذا الاجتماع بالنجاح وأن تتمخض عنه رؤية عربية تعمل على تعزيز وتطوير التعاون المشترك في مجال التعليم.