طالبت دراسة إعلامية بسرعة إصدار التشريعات المنظمة للإعلام ووضع ضوابط مهنية ومعايير أخلاقية وإنسانية وموضوعية تراعي ظروف المجتمع والرأي العام مع التوعية بمخاطر الإرهاب وإبراز الأضرار المباشرة التي تقع على المواطنين جراء أعمال العنف، بحيث يصبح القضاء على الإرهاب قضية قومية يهتم بها كل المواطنين. كما طالبت الدراسة التي أعدها وعرضها الأستاذ نزار العطيفي نائب رئيس التحرير بوكالة أنباء الشرق الأوسط أمام المؤتمر الدولى "دور الإعلام في التصدى للإرهاب"، والذي تنظمه رابطة الجامعات الإسلامية بأسيوط بتنسيق السياسات الإعلامية بين وسائل الإعلام المختلفة فيما يتعلق بالقضايا المتعلقة بالإرهاب والأمن القومي وعدم التهويل في التعامل مع الأحداث الإرهابية على كونها قصة خبرية أو سبق إعلامي، ولكن يتم التعامل معها على أنها عدوان على الدولة والمجتمع وعدم تقديم تحليلات أو آراء تخدم الإرهابيين بذريعة الحياد أو حرية التعبير، فلا حياد في مواجهة الإرهاب والتخريب. ونبهت الدراسة على ضرورة تدريب العاملين بوسائل الإعلام - خاصة مقدمي البرامج التليفزيونية والقائمين على إعدادها - على التعامل مع القضايا المتعلقة بالإرهاب والأمن القومى وعلى وضع نشاطات ومظاهرات المناصرين للجماعة الإرهابية وحلفائها في حجمها الطبيعي وعدم تسليط الأضواء عليها والرجوع إلى مصادر موثوقة قبل نشر أي أخبار تتعلق بالإرهاب، مع الاعتماد على القصص الإنسانية لجذب التعاطف الواسع من المواطنين مع أجهزة الدولة في مواجهة الإرهاب. وأشارت الدراسة إلى أهمية وضع التشريعات الكفيلة بإغلاق المواقع التي تروج للعنف وللأفكار المتطرفة، لاسيما المواقع التي تنسب نفسها إلى الإسلام، وتقدم صورة مشوهة عن الدين الحنيف والتي تصدر فتاوي لا تمت للإسلام بصلة وهي دخيلة عليه،وإتاحة الفرصة للعلماء المختصين وقادة الفكر والرأي المعتدلين لإبراز صورة الإسلام السمحة الداعية إلى التسامح والوسطية والاعتدال والعدل والدعوة بالحكمة والموعظة. كما أشارت الدراسة إلى ضرورة عقد دورات وتدريبات مشتركة بين ممثلي الجهات الرسمية والإعلام على كيفية التعامل مع الحوارات الخاصة بالإرهاب إعلاميا، بما يضمن الصالح العام للابتعاد قدر الإمكان عن الإثارة في طريقة نشر الأخبار المتعلقة بالأحداث الإرهابية، وضرورة اتخاذ الحذر فيما يتعلق بنشر معلومات تتناول الأحداث الإرهابية، والامتناع عن عرض أو وصف الجرائم الإرهابية بكافة أشكالها وصورها بطريقة تنطوي على إضفاء البطولة على مرتكبيها أو تبرير دوافعهم أو منح مرتكبيها والمحفزين عليها الأعذار، مع فهم خطاب الجماعات المتطرفة الإعلامي ومنظوماتها ومرجعياتها الفكرية والتنظيمية. ولاحظت الدراسة أن الجماعات الإرهابية للأسف استفادت من وسائل الإعلام الجديدة بالإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي مثل اليوتيوب وتويتر وفيس بوك والواتس أب وانستاجرام، لنشر الفكر الإرهابي، حيث تكشف الدراسات الحديثة أن 80% من الذين انتسبوا إلى تنظيم داعش تم تجنيدهم عبر تلك الوسائل التي أصبحت ميدانا للجماعات المتشددة والإرهابية، لإطلاق التهديدات عبر حسابات مجهولة في حالة من الإرهاب الإلكتروني. كما أن الإعلام والإرهاب يحاول كل منهما السعي وراء الآخر، وهناك من اعتبر أن العلاقة بينهما أشبه ما تكون بعلاقة بين طرفين، أحدهما يصنع الحدث والآخر يقوم بتسويقه، كما أن الإعلام في ذات الوقت صنع من الإرهابين بطولة زائفة بالتركيز على أعمالهم التي قد ينبهر بها البعض، خاصة في ضوء ما قد يواجهه المجتمع من أزمات تحدث أحيانا فجوة بين المواطن ومجتمعه وتجعله عرضة للتأثر بما يبثه الإرهابيون. ومن المقرر أن يختتم المؤتمر أعماله في وقت لاحق بإعلان استراتجية إعلامية للتصدى للإرهاب، شارك في طرحها أساتذة إعلام ورؤساء الجامعات الإسلامية وممثلي وسائل الإعلام بمصر و10 دول عربية وإسلامية.