مع انطلاق الدورة 57" لصالون القاهرة، والمقامة حاليًا بقصر الفنون، يعرض نحو 70 فنانا، أعمالًا فنية في مجالات التصوير، النحت، الرسم، الخزف، التجهيز في الفراغ، الفوتوغرافيا، والجرافيك. ومن بين الأعمال المعروضة، قدمت الفنانة إيمان أسامة "التجهيز في الفراغ"، والذي أثار جدلا واسعًا بين صفوف التشكيليين، نظرًا للتقارب والتشابه الكبير بين أعمال الفنانة الراحلة أمال قناوي وما قدمته الفنانة في الصالون. وأمال قناوي التي رحلت عن عالمنا في 2012، صاحبة بصمة كبير في هذا المجال، ومع انطلاق الدورة نشر العديد من الفنانين أعمال للفنانة أمال قناوي على صفحاتهم بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، مطالبين المسئولين عن الصالون بالاعتذار، والفنانة التي قامت بعرض الأعمال دون نسبها للفنانة الراحلة أن تعتذر ويتم التحقيق في الأمر. وجاء وجه التشابه في عدة عناصر من العمل، وهي "الفستان وإنارته، وخياطة القلب، والريشة"، أما العناصر المقتبسة من أعمال الفنانة أمينة منصور فكانت "الترابيزة والفاترينا". والسؤال الذي يطرح نفسه، كيف للمسئولين عن الصالون، تمرير هذا العمل، وإغفال حق الفنانة الراحلة. من جانبه قال الفنان الدكتور رضا عبدالرحمن أمين عام جمعية محبى الفنون الجميلة، "القائمة على الصالون: "ليلة افتتاح الصالون، كنت أشاهد العمل لأول مرة، حيث إنني وأعضاء اللجنة ورئيسها د. أحمد نوار، لا تتعدى مهمتنا ترشيح الفنانين واختيار الأسماء بالتعاون مع القوميسير د.عادل ثروت. وإيمانا منا نترك للقوميسير الفرصة في إخراج العرض كما يتمنى، ولم نقم بزيارة الصالون قبل الافتتاح" لافتًا:" صالون القاهرة معرض عريق يجب أن يقدم كل فنان نفسه بما يليق ويتحمل هو مسئولية عمله، لذلك لو أن هناك شخص يعتذر، سيكون الفنان نفسه صاحب العمل". وأضاف عبدالرحمن:" العمل متطابق بشكل كبير في الفكرة والتنفيذ، ولا يعد تأثير بفنان آخر، لو أن هناك تأثير لا يكون بنفس الطريقة، لأن ذلك يدخل تحت مسمي سرقة عمل، فالفراق كبير بين التأثير والاقتباس والسرقة. وحاولت البوابة نيوز التواصل مع الفنانة إيمان أسامة عدة مرات لكنها لم ترد. وتعد آمال قناوي تعد أحد الفنانات التي حققت حضورًا لافتًا في المحافل الفنية الكبرى على المستوى العربي والدولي، وحصلت على العديد من الجوائز الدولية، ولدت آمال قناوي في عام 1974 في مدينة القاهرة حيث أظهرت منذ سن مبكرة اهتماما كبيرا في الفن السينمائي، وتصميم الأزياء مما ادى إلى دراستها في معهد السينما وحصلولها على شهادة البكالوريوس في الرسم من كلية الفنون الجميلة في جامعة حلوان في مصر في عام 1999. بدأت مسيرتها الفنية بالتعاون مع أخيها الأكبر، عبد الغني قناوي والذي أسفر عن تقديم العديد من الأعمال الفنية التي تتراوح بين المنحوتات والفن التركيبي والفيديو التي حصلت على العديد من الجوائز المحلية والدولية. اختارت آمال أن تتحدث بجرأة عن الواقع الإنساني وتبحث في قضايا المرأة العربية التي يصعب عليها التعبير عنها في مجتمعاتنا. وتتناول موضوعات أعمالها وصف لحظات مهمة في حياة المرأة مثل الولادة، الزواج، الموت، والأحلام، والذاكرة. ومن أهم ما قالته الراحلة آمال قناوى في أعمالها: لا أتطلع إلى عملى الفنى بوصفه نسويًا بالمعنى التقليدى للكلمة، وإنما أنظر إليه على أنه عمل من إنتاج فنانة أنثى، فأنا بشكل ما، معنية بالذاكرة وبالمشاعر الإنسانية الدفينة كالرغبة والعنف، من بين المشاعر الأخرى، أسعى أن يكون عملي أداة تعبيرية أكثر من كونه عملًا يتوق إلى الكمال، كما إنني أحاول، على المستوى التقني، إيجاد لغة بصرية قادرة على الوصول إلى المتلقي، لغة لا تخضع لثقافة معينة، شرقية أو غربية"