يتجه زعيم حزب العمال جريمي كوربين في مسار تصادمي مع نواب الحزب والنقابات العمالية بتأكيده على إلقاء خطاب في تجمع مناهض لبرنامج "ترايدنت النووي" والابتعاد عن حملة حزبه المؤيدة للاتحاد الأوروبي، حيث من المنتظر أن يلقي زعيم العمال خطابا في مسيرة لحملة نزع السلاح النووي في لندن بجوار زعيمة الحزب القومي الإسكتلندي نيكولا ستورجيون، وعدد من زعماء الأحزاب الأخرى. وأثار قرار كوربين غضب الكثير من نواب حزب العمال، الذين يقولون: "إنه يقود حملة ضد سياسة الحزب المؤيدة لبرنامج ترايدنت النووي، ويتجاهل حملة البقاء في الاتحاد الأوروبي". وقال النائب عن حزب العمال البريطاني جون وودكوك، والذي يمثل دائرة ترايدنت في بلدة بارو، لصحيفة "الإندبندنت": "إن خياره رمزي وناتج عن هوسه بتغيير سياستنا بشأن ترايدنت أكثر من قدرتنا على عرض أهم قضية تواجه البلاد في جيل كامل، وهي البقاء في الاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن هذه الخطوة ستجعل الكثيرين في الحزب يشعرون بالقلق من أنه لم يكن أمينا مع الأعضاء عندما أعلن أنه أسقط معارضته الطويلة للاتحاد الأوروبي". ونقلت شبكة "سكاي نيوز" عن مايكل دوجر الوزير الذي أقيل من حكومة الظل الشهر الماضي قوله "لا أعترض على اجتماع للأصدقاء القدامى في عطلة نهاية الأسبوع للحديث.. لكن اشتراك جريمي كوربين في منصة واحدة مع العديد من المعارضين السياسيين لحزب العمال واستنكار ما لا يزال سياسة يؤيدها حزب العمال (ترايدنت) هو بصراحة جنون". وكان نائب زعيم الحزب توم واتسون قد انتقد كوربين بشن معارضته لبرنامج ترايدنت النووي في مؤتمر هندسة الأسبوع الماضي، وقال واتسون "سياسة حزبي تفضل استمرار الردع النووي في البحر.. ونقابات العمال التي تمثل الآلاف من العمال في 450 شركة، مؤيدة للبرنامج النووي أيضا". يذكر أن برنامج ترايدنت هو نظام الردع النووي، والذي تستخدمه بريطانيا لتعزيز دورها، كما أنه جزء أساسي من قوة ردع حلف شمال الأطلسي (الناتو)، فيما من المتوقع أن يتكلف استبدال الغواصات الأربع بالبرنامج، وهي من طراز فانجارد وتحمل صواريخ ترايدنت (حوالي 20 مليار جنيه استرليني). ومن المقرر اتخاذ قرار نهائي بشأن تجديدها العام الجاري، إلا أن المعارضين يقولون إن استبدال الصواريخ سيتكلف حوالي 100 مليار جنيه إسترليني، وإنه على بريطانيا دراسة بدائل أقل تكلفة.