«عاموس جلعاد» جنرال الاحتياط، ولد عام 1951 بمدينة حيفا بالقدس، لأسرة يهودية، فوالده أحد الناجين من محرقة «الهولوكوست»، هاجر إلى إسرائيل فى 1939 من تشيكوسلوفاكيا، حيث نشأ فى قرية كريات موتسكين ثم عاش معظم حياته بمدينة هيرتسيليا، وحصل على شهادة البكالوريوس فى دراسات الشرق الأوسط فى جامعة حيفا، كما حصل على ماجستير فى العلوم السياسية ودراسات الأمن القومى فى جامعة حيفا بالتعاون مع كلية الأمن القومى. التحق «جلعاد» بالجيش الإسرائيلى عام 1972، وشغل عدة مناصب بقسم الأبحاث التابع للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية «أمان»، وشارك فى حرب لبنان بين عامى 1982 و1983، وحذر من احتمال حدوث مجازر من الكتائب قبل حدوث مجزرة صبرا وشاتيلا، كما تنبأ قبل أسبوعين من اندلاع حرب العراق عام 2003، تنبأ بأن الأمريكيين فى العراق سيقومون بعمل سيهز العالم، وفقا لما نشرته جريدة «يديعوت أحرونوت». وفى عام 1996 تم تعيينه متحدثا باسم الجيش الإسرائيلى، وبعد عامين أصبح رئيس قسم الأبحاث بالاستخبارات، حتى انتهاء خدمته العسكرية برتبة لواء عام 2003، وعمل منسقا لأعمال الحكومة الإسرائيلية بين عامى 2008 و2009، ثم عمل جلعاد كرئيس للقسم الدبلوماسى والأمنى فى وزارة الدفاع حتى الآن. كما تولى رئاسة الدائرة الأمنية والعسكرية فى وزارة الدفاع الإسرائيلية، ورئيس لجنة العلاقات الأمنية مع الشركاء الإقليميين والاستراتيجيين فى إسرائيل، وكان مسئولا عن تقييم المخابرات الوطنية الشاملة من 1996 إلى 2001، وعمل الجنرال جلعاد باعتباره المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى 1994-1996، والسكرتير العسكرى للرئيس بالوكالة، تلقى جلعاد جائزتين من مؤسسة الدفاع الأمريكية «فيلق مزايا»، وجائزة مدير وكالة الاستخبارات. يتقن جلعاد اللغة العربية ولديه خبرة طويلة بالمجتمعات العربية، مما جعله يتولى ملفات هامة تتعلق بالعلاقات مع البلدان العربية، خاصة مصر والأردن، كما شارك فى مفاوضات التهدئة مع حركة حماس عدة مرات. ترأس جلعاد فريق المفاوضات الإسرائيلية مع الدول العربية فيما يخص شئون الأسرى، ولعب دورا هاما فى محادثات إطلاق سراح الجندى الإسرائيلى جلعاد شاليط، ومنذ عام 2006 كان يترأس فريق المفاوضين الإسرائيليين مع حركة حماس التى كانت تتم فى القاهرة. التصق به عدد من التهم، منها أنه سعى لإضعاف السلطة الفلسطينية، وساهم فى الوقيعة بين حركتى فتح وحماس، كما شارك فى حصار واغتيال الرئيس الفلسطينى ياسر عرفات، واتهمته الكاتبة الإٍسرائيلية «عكيفا الدار» أنه استخدم منصبه للتخلص من إيهود باراك بعد انهيار محادثات السلام مع ياسر عرفات. وفى مطلع سبتمبر 2012، طالب جلعاد بتشكيل هيئة ألمانية إسرائيلية مشتركة لمنع بيع أسلحة ألمانية للدول العربية. وعن التنسيق الأمنى بين مصر وإسرائيل، نقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» تصريحات جلعاد التى قال فيها: «مصر صاحبة السيادة فى سيناء، وليست فى حاجة للتنسيق مع إسرائيل بصدد أنشطتها الحالية ضد الجماعات المسلحة». كما صرح جلعاد خلال محاضرة ألقاها فى مؤتمر «هرتسيليا» بأن السلام مع مصر يعد ثروة وإنجازا استراتيجيا، تل أبيب تحافظ عليه بكل قوة. وأوضح جلعاد أنه يجب على البلدين الحفاظ على هذا السلام الاستراتيجى، لأنه إذا تغير الوضع، فإن كل ما تم بناؤه سوف ينهار. وكان له موقف واضح تجاه حكم مبارك، ومؤيد له حيث قال: «لولا وجود القيادة المصرية الحالية برئاسة محمد حسنى مبارك لما استمر السلام بين مصر وإسرائيل»، مستبعدًا الخيار العسكرى بين مصر وإسرائيل خلال حكم مبارك، وأكد أنه طالما مبارك يحكم مصر فلن يورط بلاده فى حرب مع إسرائيل. وأشاد جلعاد بالقيادة المصرية، مؤكدا أنه لولا السلام بين مصر وإسرائيل لما استمرت الأردن بالسلام مع إسرائيل، خلال كلمة ألقاها أمام مركز الأمن القومى فى تل أبيب بمناسبة مرور 30 عاما على معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، نقلتها صحيفة «يديعوت أحرونوت» قائلًا: «إن كيان حركة حماس فى قطاع غزة أصبح مقيدًا، مضيفًا أن بين مصر وإسرائيل قاسما مشتركا ضد حماس، فالمصريون يشعرون بالمسئولية حيال دخول أسلحة إيرانية لقطاع غزة. وأثناء ثورة 25 يناير، قال عاموس جلعاد: «إن السلام مع مصر هو اصطناعى للغاية»، وأعرب عن قلقه من الثورة فى مصر، مؤكدا أن سيطرة مبارك لن تستمر وفقا لتقرير نشره موقعه «واللا»، ووفقا لوثائق ويكيليكس التى أكدت أن جلعاد عقد اجتماعا سريا مع دان شابيرو، مدير قسم الشرق الأوسط، كشفا فيه عن خوف شديد فى إسرائيل من تغيير النظام فى مصر، خاصة أنه غير متأكد من أن جمال مبارك هو من سيتولى بعد ذلك. وفى فترة حكم مرسى، صرح جلعاد لصحيفة «يديعوت أحرونوت» قائلا: إنه «لا يوجد حوار بين كبار نخبتنا السياسية والرئيس مرسى، ولا أعتقد أنه سيكون هناك حوار»، وأضاف: «إننى لا أخشى سوى تهديد الإسلاميين».