«إسحاق مولخو»، ولد فى عام 1945، والده رافائيل مولخو مؤسس أحد أهم البنوك فى إسرائيل، وحفيد إسحاق مولخو رافائيل مؤسس حى «رحافيا» فى القدس، درس الألعاب الرياضية، وكان بطل شباب القدس فى التنس، كما درس القانون فى الجامعة العبرية، ثم عمل ما يقرب من عامين فى شركة محاماة كبيرة فى الولاياتالمتحدة، ثم عاد إلى إسرائيل، وانضم إلى مكتب محاماة «أرين شمرون»، وهو متزوج ولديه ولدان. يعد «مولخو» أحد المقربين من نتنياهو، وهو مبعوثه الشخصى للشئون السياسية، وأهم المفاوضين الإسرائيليين فى عدد من الملفات المهمة. بدأ عمله كمحامٍ فى إسرائيل عام 1970، وكان مولخو مستشار نتنياهو فى ولايته الأولى مع دورى جولد، وأصبح مولخو أول ممثل عن حكومة نتنياهو الأولى فى عام 1996، ولعب مولخو دورا هاما فى صياغة اتفاقية الخليل. علاقته بنتنياهو وقتها أصابها بعض الأزمات حينما اعترض على تعيين «رونى بارون» فى منصب النائب العام، بعد استقالة البارون عرض على نتنياهو ليكون هو النائب العام لكن «بيبى» رفض. فى عام 2009، مع عودة نتنياهو رئيسا للوزراء فى الحكومة الإسرائيلية تم تعيين مولخو لإدارة المحادثات غير المباشرة مع الفلسطينيين بوساطة المبعوث الأمريكى الخاص جورج ميتشل. وفى أغسطس عام 2010 تم تعيينه رئيسا لفريق التفاوض الذى كانت مهامه هى إدارة المحادثات الإسرائيلية المباشرة مع الطاقم الفلسطينى برئاسة صائب عريقات. وحتى عام 2010 كان يعمل مولخو فى الحكومة الإسرائيلية متطوعا، حتى تم تعيينه بشكل رسمى عام 2010 كممثل لرئيس الوزراء، وتم تحديد مسئولياته، وهى إدارة الاتصالات السياسية مع حكومة الولاياتالمتحدة والحكومات الأخرى والسلطة الفلسطينية بشأن المسائل المتعلقة بالعلاقات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية والمسائل الدبلوماسية كذلك، على أن يقدم تقريرا إلى رئيس الوزراء ووزير الخارجية قبل رحيله، وبعد إنهاء الاجتماع. وفى مايو 2013 شارك مولخو مع وزيرة العدل تسيبى ليفنى، فى سلسلة من الاجتماعات السرية فى الأردن مع وزير الخارجية الأمريكى، جون كيرى، فى محاولة لاستئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين. ويشغل مولخو عدة وظائف أخرى، منها رئيس مجلس إدارة متحف إسرائيل، وعضو مجلس إدارة المعهد اليهودى، والقنصل الفخرى فى النمسا، ورئيس اللجنة المالية فى لجنة تخطيط السياسات والشعب اليهودى فى الوكالة اليهودية. ويعد أهم الملفات التى يتفاوض حولها مولخو فى القاهرة ملف قضية الغاز، حيث يصل فى بعض الأوقات إلى القاهرة بمفرده دون أن يرافقه ممثلون عن وزارة الطاقة أو شركة الكهرباء الإسرائيلية، ومن أهم المفاجآت حول مولخو أنه المحامى الخاص لحسين سالم. فى مايو 2011، عين إسحاق مولخو مع ديفيد مدين، كمسئول عن المحادثات بشأن الإفراج عن جلعاد شاليط، كما تفاوض مع مصر حول إطلاق سراح الإسرائيلى «إيلان جرابيل» الذى ألقى القبض عليه فى القاهرة فى عام 2012، كما تفاوض مولخو أيضا قبل عام ونصف العام على الإفراج مبكرا عن عودة ترابين، وعندما فشلت المفاوضات كان يتابع أيضا الإفراج عنه فى موعده. وبحسب صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، التى نشرت بعضا من رسائل هيلارى كلينتون السرية، حيث أوضحت الصحيفة بأن آخر رسالة تلقتها «كلينتون» عن سيناء بعنوان «مولخو والتوترات فى سيناء»، فى إشارة إلى كبير مستشارى الأمن الإسرائيلى «إسحاق مولخو»، مضيفةً أن محتويات الرسالة حُجبت تمامًا، وهو ما يعنى أن مولخو يلعب دورا كبيرا فى التنسيق الأمنى بين مصر وإسرائيل فى سيناء. وبحسب جريدة «هآرتس» فإن أهم الملفات أيضا التى بحوزة «مولخو» أنه سيحاول من خلال المفاوضات إعادة العلاقات الدبلوماسية إلى مجراها الطبيعى، ونتج عن ذلك تعيين السفير المصرى حازم خيرت سفيرا فى إسرائيل، كما يترأس مولخو الوفد الإسرائيلى إلى القاهرة بشأن المفاوضات غير المباشرة مع حماس، وفى بعض الأحيان يلتقى نيابة عن نتنياهو بالفلسطينيين والأمريكيين فى الأردن ورام الله وفى واشنطن، فمولخو هو بطل كل الاتفاقات السرية مع الفلسطينيين. قال المحامى «دانيال ريزنر»، وهو رئيس سابق لمكتب النائب العام الدولى عن مولخو: هو محنك ومخضرم ولديه مهارة فى تقصير طريق المفاوضات، فنتنياهو يثق به تماما، فهو شخص يستطيع الحصول على ما يريد بالضبط، ويفعل ذلك مع الحفاظ على كرامة دولته، كما أنه استطاع أن يجبر عددا من الدول على احترام آراء إسرائيل، على الرغم من أنه ليس هذا سهلا، فهو يعلم كيف يحمى مصالح البلاد دون غطرسة ولكن بأدب، ما يجعل بيبى يثق فيه كل هذه الثقة، لأنه ليست لديه طموحات سياسية، فلا يهدد نتنياهو. وأضاف دانيال: «دائما تجده مبتسما، وقبل أن يبدأ فى التفاوض يلقى نكتة لكسر الجليد ويخلق جوا لطيفا. أما المثير عن مولخو بحسب التقارير الواردة فى وسائل الإعلام الإسرائلية أن آراءه السياسية غير واضحة رغم أنه يقترب كثيرا من آراء الليكود، لكنه يتعمد عدم الكشف عن آرائه السياسية، يذكر أنه رفض عرض نتنياهو الأولى، ليكون ضمن مستشاريه فى مكتبه، وقال إنه «يشمئز من السياسة». وقال عنه الدكتور شمعون شابيرا الذى كان السكرتير العسكرى لرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو: «من الصعب التنبؤ بما فى المفاوضات داخل الغرفة، ونحن فى آخر القاعة، ولكن شيئا واحدا واضح: إذا كان هناك خطأ سيحدث، فإنه لن يحدث لأن مولخو فى الداخل».