شبّه خلع «مبارك» ب«سقوط جدار برلين» يرى أن القادة العرب يتسمون ب«عبادة الشخصية» يعترف بأن المصريين لن يقبلوا التطبيع وبأن «كامب ديفيد» ستظل «معاهدة باردة» توقع وصول الإسلاميين إلي الحكم فى البلدان العربية قبل «ثورات الربيع» بعد أن تقدم سفير إسرائيل بمصر «حاييم كورين» باستقالته، عينت لجنة التعيينات بوزارة الخارجية الإسرائيلية الدبلوماسى «ديفيد جوفرين» سفيرًا جديدًا فى القاهرة، محل كورين، الذى طلب العودة إلى إسرائيل بعد عامين له سفيرًا فى مصر، فيما لا يزال تعيين السفير الجديد فى انتظار موافقة الحكومة المصرية عليه. ومن المنتظر وصول جوفرين فى بداية مايو المقبل ليقدم أوراق اعتماده لوزارة الخارجية المصرية ثم للرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى، حسب الإجراءات الدبلوماسية المتبعة. وقام المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلى، «أوفير جندلمان»، بتهنئة جوفرين على تعيينه سفيرًا جديدًا لإسرائيل فى القاهرة. أما عن السيرة الذاتية الخاصة بجوفرين، فهو، كما نشرت جريدة «هآرتس»، يعمل حاليًا رئيسًا لقسم الأردن وشمال إفريقيا بديوان الخارجية الإسرائيلية بالقدس، كما أنه المسئول عن القضايا المتعلقة بالعلاقات بين إسرائيل والمغرب وتونس، وقد تولى خلال السنوات الماضية عدة مناصب فى منطقة الشرق الأوسط، وقد خدم فى الماضى فى سفارة إسرائيل بالقاهرة. ويتحدث جوفرين اللغة العربية، وهو أيضًا حاصل على الدكتوراه فى تاريخ الشرق الأوسط وبدأ عمله فى الخارجية الإسرائيلية منذ عام 1989. وصدر له كتاب بعنوان «الربيع العربى وانعكاساته الإقليمية: منظور إسرائيلى» نشره قسم الشئون الدولية بمركز الشرق الأوسط للدراسات فى إسرائيل، ويحلل ديفيد فى كتابه جذور الخطاب الأيديولوجى بين المثقفين والليبراليين العرب المتميزين بشأن الإصلاحات السياسية والعمليات الديمقراطية فى الدول العربية خلال العقود الثلاثة التى سبقت «الربيع العربى». كما يدرس تأثير الليبراليين العرب على الوضع السياسى الراهن. فى الوقت الذى يوجه فيه الليبراليون انتقادات علنية فى المطالبة بتغيير الوضع السياسى الراهن والقوالب الثقافية والاجتماعية. ومحاولة تقديمهم للجمهور العربى بديلًا عقلانيًا، المتمثل فى الدولة المدنية والعلمانية والديمقراطية، ومواجهة الدولة القومية أو الإسلامية العربية. وقد أدت مطالبهم لإصلاح جذرى ظهر باسم «الربيع العربى» الذى دمر جزءًا كبيرًا من الشرق الأوسط. ورغم قلة المعلومات المتاحة عن جوفرين إلا أن آراءه السياسية يمكن الاستدلال عليها من خلال مقالاته التى نشرها فى بعض الأحيان وعلى فترات متقطعة فى وسائل الإعلام الإسرائيلية. فكتب جوفرين مقالًا بعنونا الطريق الطويل إلى الثورة نشرته جريدة هآرتس فى 13 فبراير عام 2011 تناول فيه تحليل الأيام الأولى لثورات الربيع العربى، حيث وصف تنحى الرئيس حسنى مبارك، ومن قبله الرئيس التونسى، بسقوط جدار برلين، واعتبر الأمر نقطة تحول تاريخية. ورأى جوفرين أن القادة العرب يتسمون بعبادة الشخصية، وأكد عدم وجود تضامن عربى حقيقى، وهو ما كشفه غزو العراق للكويت، فى عام 1990. وأوضح أيضًا فى مقاله - الذى نشر قبل وصول الإخوان المسلمين للحكم - أن التيارات الإسلامية سوف تزداد توسعًا فى الدول العربية، وأن انتصار «الجبهة الإسلامية للإنقاذ» فى أول انتخابات حرة فى الجزائر فى عام 1991 هو أول الطريق. ورأى أن ثورة الاتصالات وحرية التعبير والخطاب السياسى وزيادة فرص الحصول على المعلومات ستضر كثيرًا بالحكام العرب، وستجعلهم أكثر تعرضا للانتقاد. ورأى أيضا فى مقاله أن تغيير سياسة الولاياتالمتحدة بعد هجمات 11 سبتمبر عام 2001 وزرع الجماعات الإرهابية ستعطى الإصلاحيين الفرصة نحو مزيد من المطالب الديمقراطية فى المجتمع العربى حول تقاسم السلطة، والحد من قوة قوات الأمن والنخب والمطالبة بالتعددية السياسية. وهو ما ساهم فى نظره فى ظهور حركة «كفاية» فى عام 2004 التى سعت إلى إصلاح النظام السياسى ومنع انتخاب الرئيس حسنى مبارك لولاية جديدة. وفى مقال آخر له نشره محلل الشئون العربية، جاكى حوجى، تناول فيه موقف جوفرين من السلام بين إسرائيل ومصر والأردن، قال جوفرين «إن العلاقة بين إسرائيل والأردن عبارة عن شراكة استراتيجية معقدة».. و«من ناحية، فالسلام مع الأردن لم يؤت بثماره كما ينبغى ووصف السلام مع مصر قائلًا بالرغم من مرور أكثر من 30 عامًا على السلام بين مصر وإسرائيل لا يزال من الصعب أن تسميها (السلام) بالمعنى الكامل. فالتعاون الاقتصادى والمخابراتى كما هو، فالسلام مع مصر ليس إلا مجموعة من التحالفات الدبلوماسية والعسكرية، التى تخدم المصالح الأمنية للطرفين، ولكن نادرًا ما تعطى للشعب نصيبه المستحق فى ثمار السلام».