على أعتاب محاكم الأسرة تقف عشرات الحالات من النساء، كل منها تمثل عنوانا لقصة فشل فى العلاقة الزوجية، لا فرق هنا بين صغيرة وكبيرة، ولا بين غنية وفقيرة، أو بين ريفية وحضرية، جميعهن فى الهم سواء وإن اختلفت التفاصيل. الحياة الاجتماعية مليئة بالعديد من التجارب الفاشلة، وحافلة بالنماذج السيئة للرجال والنساء، ولكن هناك صفات بعينها لا بد أن تحترس «حواء» من الاقتراب من أصحابها، أو الارتباط بهم، وهم «الرجل الخائن أو مدمن المخدرات أو البخيل أو القواد» وغيرهم. «البوابة» اقتربت من عدد من النساء اللائى خضن معارك اجتماعية مع تلك النماذج، وسوف نستعرض حكاياتهن علها تكون عظة لغيرهن. «المدمن» على باب إحدى غرف المداولة بمحكمة زنانيرى لشئون الأسرة، انتظرت «هالة. م» السيدة التى قاربت على إنهاء عقدها الثالث، كى تحضر جلستها فى قضية «الطلاق للضرر» التى أقامتها ضد زوجها «هيثم. ص» عامل بأحد المصانع، حاصل على دبلوم ثانوية صناعية. التقت «البوابة» السيدة العشرينية بمقر المحكمة، حيث قامت بسرد حكايتها، قائلة «تزوجت منذ ست سنوات بعد أن عشت معه واحدة من أجمل قصص الحب، فقد كنا مرتبطين منذ الدراسة فى المرحلة الثانوية، ورغم رفض أهلى له إلا أننى صممت على الزواج منه، وبالفعل تمت خطبتنا لمدة عامين، خلال تلك السنوات الثمانى لم أر سوى شخص طيب وحنون يمتلك قلب طفل، لا يفعل سوى ما يحاول به إسعادى فقط». وتابعت بملامح تكسوها الحسرة: «اكتشفت بعد الزواج أن الحب ليس هو العامل الوحيد الذى نتخذ وفقه قرار الزواج، فالرجولة أهم من الحب، فزوجى لم يكن لديه أى أدنى فكرة عن مسئولية الزواج، فى بداية زواجنا كنت أنعم معه بالسعادة الغامرة، ولكن اكتشفت بعد فترة أنه مُدمن للمخدرات وينفق جميع مدخراته ودخله الشهرى على شراء المواد المخدرة، تشاجرت معه كثيرا من أجل إنهاء تلك المأساة، ولكن لا حياة لمن تنادي». تكمل هالة، «حتى إننى بحثت عن طرق للتواصل مع عدد من الأطباء الذين يعالجون الإدمان، ولكنه كان يرفض، حتى إنه فى إحدى المرات قام بالاعتداء علىّ بالضرب والسب، حتى أصابنى بجرح قطعى فى رأسى وكثيرا من الكدمات بمناطق متفرقة من جسدي، وتم حجزى فى أحد المستشفيات لفترة طويلة». عقب خروجى من المستشفى قام بزيارتى فى منزل عائلتي، علمت أنه تم حجزه فى المستشفى لإصابته بفيروس سى نتيجة تعاطيه المخدرات عن طريق الحقن، وأكد عدد من الأطباء أن حالته الصحية متأخرة، وقد حاول عدد من الأصدقاء والمعارف أن يكونوا حلقة الوصل بيننا للعودة مجددًا، ولكننى شعرت بالخوف منه، وقررت الانفصال لا محالة، وتوجهت إلى المحكمة كى أقيم دعوى «طلاق للضرر». «الخائن» «بجلباب فضفاض، وجسد نحيف، ووجه أسمر تعكس تفاصيله مشقة العمل وقسوة الأيام»، انتظرت «علياء. م» أن تسمع الحاجب وهو ينادى عليها، كى تحضر جلسة النطق بالحكم فى قضية الخلع التى أقامتها ضد زوجها وقالت «بعد زواج دام ثلاثة أعوام، قررت خلعه والخلاص منه، فالزوج الوسيم، الذى يعمل «كهربائي»، استغل وسامته ويسر حالته المادية لجذب السيدات إليه، فتزوج قبلى مرتين، وبعد انفصالنا غير الرسمى تزوج 10 مرات أخري، بين زواج رسمى وعُرفى». «علياء.م» التى تخطت الثلاثين من عمرها روت تفاصيل حكايتها ل«البوابة» فى محكمة الجيزة لشئون الأسرة أثناء انتظارها ميعاد قضيتها فى رول الدائرة التى تنظر فيها قضية «الخلع» التى أقامتها ضد زوجها، ووالد طفلها الوحيد «محمد» الذى يبلغ من العمر 6 أعوام، وقالت «تعرفت على زوجى السابق حين كنت أعمل فى محل بجوار المحل الذى يمتلكه، كان يبهرنى بوسامته وطريقته الرقيقة مع أى أنثى فى الحديث، وبعد فترة نشأت بيننا علاقة عاطفية، وبالفعل تزوجته لمدة ثلاثة أعوام، أنجبت خلالها ابنى الوحيد محمد». بعد الزواج اكتشفت أنه «خائن» ومعظم دخله الشهرى ينفقه على السيدات اللاتى يعرفهن» فأثناء فترة زواجى به عرفت أكثر من علاقة نسائية يقيمها مع قريباتى وصديقاتى وجاراتي، وبعد شهور قليلة من زواجنا عرفت عن طريق الصدفة أنه تزوج قبلى مرتين، وأنه أب لطفلين من الزيجتين، لم أنتظر سوى أيام قليلة بعد أن واجهته بما يقوم به، وبالفعل تركت المنزل وأخذت طفلي، وقمت بتأجير مسكن آخر بعيدًا عن زوجي، وقررت إقامة دعوى «خلع» فى محكمة الأسرة. «المتطرف» داخل قاعة المداولة بمحكمة زنانيرى للأسرة، انتظرت «ريهام. م» القاضى حتى تسمع القرار النهائى فى دعوى «الطلاق للضرر» التى أقامتها ضد زوجها الإخواني، وأثناء انتظارها للقرار أطلعتنا على تفاصيل حكايتها فقالت: «تزوجت بطريقة تقليدية عن طريق أحد أقاربي، وتوسمت فى زوجى حُسن الخلق والتدين فهو يعمل واعظا دينيا وعضو فى مجمع البحوث الإسلامية وإمام مسجد، وقد تزوجنا فى غضون شهر واحد فقط، بالرغم من أننى كنت أعلم أنه كان متزوجا بأخرى ولديه طفلة، إلا أننى اهتممت بأخلاقه وتدينه فقط». وتابعت الزوجة العشرينية حديثها قائلة «بعد الزواج تبدلت أخلاق الإسلام وظهر رجل الدين على حقيقته، فقد كان يرفض الإنفاق علىّ واكتشفت بُخله وعدم تحمله للمسئولية، فلم أتزوجه سوى 10 شهور فقط، أنجبت خلالها بنتى الوحيدة ريتاج، والغريب أنه عندما علم من الطبيب المعالج أننى سأضع طفلتى قيصريا رفض وقال لى تولدى عند داية أحسن، رافضًا دفع أى مصاريف للولادة، رفضت أمى حفاظًا على حياتى وطلبت منى العودة إلى القاهرة وترك منزل زوجى فى مدينته المنيا، ومنذ يوم ولادتى كانت القطيعة بينى وبينه حيث إنه كان يتمنى أن أنجب له ولدا رافضًا أن يكون له بنت أخري، وقال لشقيقى عندما أبلغه أننى قد دخلت المستشفى عندى خطبة فى الجامع مش ها ينفع أحضر الولادة». بنظرات شاردة قالت «كان يتمتع بشخصية متناقضة فكان يظهر أمام الجيران وأقاربى بشخصية الرجل المتدين والهادئ ولكنه فى تعامله معى ومع عائلتى كان يضربنى ويسيء معاملتى ويرفض الإنفاق عليّ، ويكره إنجاب الإناث، لدرجة أنه كان يكفرنى أنا وعائلتى فى وقت انتخابات الرئاسة فى عام 2013، لأننا قمنا بانتخاب الفريق أحمد شفيق وهو انتخب الدكتور محمد مرسى الرئيس، وقام بالاعتداء علىّ بالضرب وقال لى اللى ينتخب شفيق يبقى كافر، وحسبى الله ونعم الوكيل فيكي». وتستطرد: «أثناء فترة انفصالنا قبل أن أطلب منه الطلاق رسميا، علمت بالصدفة من أحد الجيران أنه يقوم بإخلاء منزلى فى القاهرة فى محاولة لسرقة أثاث الشقة، ولكننى لحقت به وتشاجرت معه وأخذت ممتلكاتى قبل أن يسرقها ويبيعها». وأتمت ريهام: «الحياة معه كانت شبه مستحيلة، وبعد أن تركنى بعد الولادة لم يسأل عنى حتى الآن، ولم ير ملامح طفلته ولا مرة، وتركنى وسافر إلى مكان عمله الجديد الذى انتدب إليه من مجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة إلى محافظة البحر الأحمر، فطلبت منه الانفصال وديًا إلا أنه رفض حتى لا يدفع أى نفقات للطلاق أو نفقة للطفلة، خاصة بعد أن علمت أنه قد عاد إلى زوجته الأولى وقام بإنجاب طفلة أخرى منها، ومنذ عام ونصف العام وأنا فى دوامة المحاكم حتى أحصل على حكم الطلاق منه، واليوم أنتظر القرار الفصل فيها». «القواد» «بعد أن توفيت والدتى وأنا فى سن صغيرة، وتزوج والدى من سيدة أخرى وأنا أعيش فى حياة مليئة بالصعاب والمآسي، وكنت أعتقد أن الزواج هو الحل الأمثل للهروب من ذلك الواقع المؤلم، ولكن لم أعلم أن القادم أسوأ مما أنا فيه».. بهذه الكلمات حاولت «منى. ف» الفتاة العشرينية ذات الوجه الحسن تلخيص قصتها لنا فى محكمة الجيزة لشئون الأسرة، وعندما طلبنا منها التفاصيل قالت «تزوجت وعمرى 19 عامًا هربًا من جحيم أبى وضربه لى كل يوم، لمجرد أننى بنت بالرغم من أنه يعامل أشقائى الرجال أفضل معاملة، حتى إنه رفض أن أُكمل تعليمي، وتوقفت حياتى الدراسية بعد إنهائى للمرحلة الإعدادية!! ولكن عندما تقدم لخطبتى أحد معارف شقيقي، تزوجته رغم أنه كان يكبرنى ب15 عاما، وقد وعدنى أنه سيساعدنى على استكمال دراستى التى حرمنى منها أبي، ولم أشك فى ثرائه الواضح فقد كنت على اعتقاد أن العمل فى مجال «التدريب الرياضي» مربح للغاية، ولكن بعد الزواج بشهرين اكتشفت الكارثة الكبرى، حيث إن زوجى يعمل ظاهريًا أمام الأصدقاء والأقارب موظفا بأحد النوادى الرياضية، ولكنه فى الحقيقة يعمل قوادا». علمت منى حقيقة زوجها عن طريق الصدفة وعن ذلك تقول: «كان ذلك بعد زواجنا بشهور قليلة، ولكننى بكل أسف كنت قد علمت أننى حامل فى الشهر الثالث، ولكننى قبل أن أخبره بهذا الأمر، طلب منى أن أحضر معه أحد الحفلات مع أصدقائه وزملائه فى العمل، وشدد على أن أعتنى بمظهرى الخارجى جيدًا، وبالفعل حضرت معه الحفل، ولكن فوجئت بأن هناك أحد الرجال يُعاملنى بطريقة سيئة ويقتحمنى بفجاجة أمام زوجي، فى الوقت الذى يتظاهر فيه زوجى بعدم الاهتمام وكأنه لم ير شيئًا، ولكن قمت بترك الحفل فورًا وتوجهت إلى المنزل ودموعى تنهمر على وجهى». وتكمل منى حديثها «بعد أن وصلت إلى المنزل قمت بتحضير حقيبتى كى أتركه، ولكن بعد مرور وقت قليل حضر زوجي، وتشاجر معى لأننى تركت الحفل بدون إذنه وتصرفت مع صديقه بطريقة سيئة، وعندما واجهته بأننى زوجته ومن المفترض أن يحافظ علىّ وعلى كرامتي، قال هى دى حياتى وإن كان عاجبك، فاضطررت لإقامة دعوى «طلاق للضرر» فى المحكمة».