من المشكلات التي تواجه القراء في مصر صعوبة أو تكلفة وصول الكتاب من العاصمة إلى باقى الأقاليم، فالتوزيع لا يزال الحلقة الأضعف في عملية صناعة الكتاب. دفع هذا المأزق الذي يواجه القارئ إلى القرصنة على الكتب بنشر محتواها على الشبكة العنكبوتية بصيغة PDF، ورغم أن هذا الحل ضد القانون وحقوق المؤلف، بل ويؤدى بالخسارة إلى معظم دور النشر، لكنه هو الحل الوحيد المتاح أمام من لا يصلهم الكتاب من أجل الاطلاع عليه. ربما كانت هذه المشكلة تخص القراء فقط، ولكن هناك مشكلة أخرى تواجه الكاتب الذي يعانى بالتأكيد مع دور النشر التي تعجز عن توزيع كتابه بشكل جيد؛ ومن ثم فكتابه لا يصل إلا إلى قطاع صغير فقط ممن يسكنون المركز أو من يجاورونه، وبالتالى فالكاتب يلجأ إلى العديد من الحلول الموازية من أجل الوصول إلى أكبر عدد من قرائه، من هذه الحلول أن بعض الكتاب لجأوا إلى نشر كتبهم بأنفسهم على الشبكة العنكبوتية، وهنا يصبح متاحا لأكبر عدد ممكن من القراء ويصل إلى الجماهيرية التي يسعى إليها، ولكن الحل الأكثر عملية هو نشأة العديد من المواقع الإلكترونية المتخصصة في الإبداع فقط، من رواية، وشعر، وقصة، ومتابعات نقدية، وسينما وغيرها من ألوان الإبداع المختلفة، وهذه المواقع تستكتب الكثير من الأسماء الجيدة في عالم الكتابة؛ ومن ثم باتت بمثابة كتاب أو صحيفة متاحة للجميع من القراء في كل مكان في العالم، وليس في البلد الذي يكتب فيه الكاتب فقط؛ مما أتاح للكاتب مساحة ضخمة من القراءة في كل مكان، إضافة إلى الانتشار وتداول أعماله، ومنهم من يكتب أجزاء من أعماله التي ستتم طباعتها ويراها الجميع كترويج لهذا العمل، كما أفادت هذه المواقع القارئ بشكل كبير، وبات مطلعا على كل ما هو جديد من خلال الشبكة الإلكترونية. www.kikah.com من هذه المواقع المتخصصة في الثقافة فقط، وأكثرها شهرة موقع «كيكا» لصاحبه الروائى العراقى المقيم في لندن صموئيل شمعون، وهو الموقع الذي أنشأه صموئيل في 2003م لتشجيع ونشر الأدب الجديد في العالم العربى، كما يهمه تقديم ترجمات من الأدب العالمى للقارئ العربى، ومن أهداف موقع كيكا أنه ليس له أي اتجاه سياسي، كما يناهض الأفكار المتزمتة بكل أشكالها الدينية والسياسية والعرقية، وهو ما جعله أكثر المواقع الثقافية جرأة في نشر العديد من النصوص الأدبية التي قد يرى فيها البعض تجاوزا ما، وبذلك يكون موقع كيكا في مقدمة المواقع انتصارا للفن والكتابة في المقام الأول، ولا يحاول خلط الفن بأى لون من ألوان الأيديولوجيات، كما يصدر عن الموقع مجلة «بانيبال» التي تهتم بترجمة مختارات من الأدب العربى إلى اللغة الإنجليزية لتعريف القارئ الأجنبى بتطور شكل عملية الكتابة. www.alketaba.com يأتى موقع «الكتابة» للشاعر المصرى محمد أبوزيد الذي أطلقه في 2007م كأهم المواقع الثقافية المصرية التي تهتم بالكتابة وأشكالها فقط من دون التحيز لشكل من أشكالها، لكنه ينحاز فقط إلى الجمال في الكتابة، الجمال بكل صوره، الجمال بكل تعريفاته، الجمال رغم مزايدات المزايدين، كما يقول الموقع عن نفسه في تعريفه، يؤكد الموقع على هدفه بقوله: «يسعى الموقع لأن يكون صوتا لكتابة مهمشة، لكتابة جديدة، لكتابة جادة، أن يلقى الضوء على أصوات لم يسمعها أحد جيدا، لكنها تساهم في تجديد دماء الكتابة، هذا لا يعنى أن الموقع سيكون منقطعا عن الأجيال السابقة، فالجدة والتجديد في الكتابة متاحة للجميع، لا يحدها سن أو لون، ولا شكل معين»، ولعل من أهم ما يميز هذا الموقع هو اهتمامه بالفن التشكيلى والفوتوغرافيا والسينما باعتبارها ألوانا من الفنون المختلفة التي لا تقل أهمية عن فن الكتابة الإبداعى. www.n-dawa.com دخل مجال الاهتمام بالثقافة الإلكترونية الجادة والمهمومة بمشاكل الكتابة وآلياتها وتقنياتها المتجددة موقع «نقطة ضوء» للروائية اللبنانية المقيمة في القاهرة لنا عبدالرحمن وهو الموقع الذي انطلق عام 2005م، ويقول الموقع في التعريف به: «يؤمن محررو الموقع أن الحياة تبدأ بنقطة، تبدأ بحركة، والحركة تسبب موجة، وتلك الموجة في تكسرها تصدر عنها موجات عاكسة للضوء، تحمل أشعة وكل شعاع يختلف عن الآخر في انعكاسه»، ومن أهم مميزات الموقع أنه غير منغلق على لون معين من الكتابة فقط، بل ينفتح أيضا على الفنون التشكيلية، والسينما، والصحافة الإلكترونية، وغيرها من المجالات التي لا تهتم سوى بالفن عموما. www.thaqafat.com يأتى موقع «ثقافات» للروائى الأردنى يحيى القيسى كموقع مهم من المواقع التي تهتم بالثقافة والكتابة بشأن عام، حيث يحرص على نشر العديد من النصوص الأدبية، والمتابعات للجديد من الكتب الصادرة، وإجراء العديد من الحوارات مع الكتاب والتعريف بهم، كما يُفرد بابا للفكر والعلوم، ولا ينسى من ضمن اهتماماته الفن السابع باعتباره من الفنون المهمة في عالم الثقافة المرئية، أو كرافد تأخذ منه الكتابة آلياتها وتقنياتها الحديثة. www.takweeen.com موقع «تكوين» من المواقع المتميزة سواء في الشكل أو في المادة الثقافية الجادة التي يقدمها للقراء، وهو موقع كويتى أسسته الروائية الكويتية بثينة العيسى، والشاعر السعودى فيصل الرحيل، والشاعر والمصور الفوتوغرافى السعودى محمد سالم، والمخرج والسيناريست السعودى يوسف العبدالله، والشاعر محمد يوسف، والمحامى الكويتى خالد الأنصارى، ويؤكد الموقع من خلال التعريف به أن «تكوين؛ مفردة مستلّة من الكتبِ المقدّسة، تحكى قصة الخلق التي أسفر عنها الكون، في البدءِ كانت الكلمة، تقولُ الكتب المقدّسة، وكلّ النصوص الإبداعية تبدأ بكلمة»، ولذلك يقول الموقع على لسان مؤسسيه: «إن الغرض من تدشين تكوين هو في النهاية إلهامك أنت، نعم، أنت؛ لأن ما تكتبهُ، ما ستكتبه، يمكن أن يجعل العالم مكانا أجمل، وهو هدفنا من الأمر برمّته، نحن نعوّل عليك، أيها الكاتب»، ويهتم الموقع بتقديم العديد من ورش العمل من أجل التمرين على الكتابة الإبداعية، ومساعدة الكتّاب على التدقيق اللغوى وتعليمهم ذلك، كما يقدم خدمات كيفية التحرير والتصوير الفوتوغرافى أيضا بمقابل مادى يتم من خلال الموقع ومن يرغب في المساعدة. www.qadita.net يأتى موقع «قديتا» الثقافى الذي ينطلق من فلسطين الذي أسسه الروائى الفلسطينى علاء حليحل، كموقع يهتم بالكتابة الجادة فقط بعيدا عن السطحى والعادى، واليومى الذي اقتحم حياتنا بعد شيوع شبكة الإنترنت واستسهال الجميع عملية الكتابة بشكل ساذج، ويأتى اسم الموقع من إحدى القرى الفلسطينية التي سقطت وهُجّرت مثلها مثل المئات من القرى الفلسطينية في نكبة 1948م، وقد أتت هذه المبادرة لإحياء اسم القرية أولا، وهى مسقط رأس مؤسس ومدير الموقع، ويؤكد الموقع على أهدافه بقوله: «الإبداع الخَلاق هو غايتنا، وحين نتحدث عن الإبداع الخَلاق فإننا نتحدّث في الأساس عن حقّ الكاتب (ة) في كتابة وصوغ ما يخالف النهج المتبع، ما يشهر سيفًا على البقرات المقدّسة، ما يستفزّ الحياء العام والأصحّ- ما يستفز الجُبن العام، هذه هي غاية الإبداع الأساسية: أن يعيد النظر في المسلمات، أن يسائلها وأن يُمهّد لطريق أخرى، مخالفة، متباينة، ريادية»، ومثله مثل المواقع الثقافية الأخرى يهتم كثيرا بالصورة المرئية في فن السينما والتليفزيون، كما يهتم بفن الموسيقى خلافا لغيره من المواقع الثقافية. www.atargatismag.com موقع «مجلة أتارغاتيس» هو موقع سورى أسسته «حركة المجتمع التعددى»، وهو من المواقع الحديثة وإن كان يهتم بكل أشكال الكتابة، ومتابعات الكتب، والمسرح، والسينما، والترجمة، كما خصص بابا لإعادة نشر العديد من الكتاب الذين رحلوا عن حياتنا سواء على المستوى العربى أو الأجنبى، ويتميز أيضا باهتمامه بفن الموسيقى، ليكون موقعا شاملا لمعظم الفنون المعروفة تقريبا. www.alriwaya.net موقع «الرواية» هو الموقع الوحيد المتخصص في فن الرواية فقط من دون غيرها من فنون الكتابة، وأسسه الناقد والكاتب السورى المقيم في لندن هيثم حسين، ويهتم الموقع بنشر الفصول الروائية للعديد من الروائيين العرب وغيرهم، والكثير من الحوارات مع كتاب الرواية، والمتابعات النقدية للأعمال الروائية التي تنتشر في الوطن العربى وغيره، كما خصص بابا للأخبار التي تخص الحياة الثقافية، ويقول الموقع: «في كلّ منبر إعلاميّ ركن مخصّص للثقافة والفنون، وفى ذاك الركن هامش للرواية، أمّا في «الرواية نت» فالمتن كلّه للرواية، لها الصدارة اللائقة بدورها وانتشارها في عصرنا الراهن، بما يتناسب مع تطوّرها وانتشارها في العالم العربيّ، وفى العالم برمّته»، وهو بهذا يؤكد اهتمامه بهذا الفن فقط. www.almodon.com رغم أن موقع «المدن» اللبنانى من المواقع الإلكترونية الشاملة، إلا أنه من المواقع التي يتميز فيها باب الثقافة بنوعية متميزة حتى إن هذا الباب يُعد موقعا ثقافيا متخصصا ومهما؛ فهو يقدم العديد من الأسماء المهمة التي تعرف ماهية عملية الكتابة الإبداعية، ويهتم بكل ما هو جديد في عالم الثقافة، لدرجة تجعل المثقفين الذين يزورون الموقع يهتمون بهذا الباب أكثر من جميع أبوابه الأخرى. www.raseef22.com «رصيف 22» من المواقع المهمة الشاملة أيضا، وإن كانت صفحته الثقافة من الصفحات المهمة التي لا يمكن الاستغناء في الاطلاع عليها، يُعرف الموقع نفسه بقوله: «رصيف 22 منبر إعلامي يخاطب 360 مليون عربى من خلال مقاربة مبتكرة للحياة اليومية، تحرص على احترام العادات والتقاليد المحلية لشعوب المنطقة. تشكّل المبادئ الديمقراطية عصب خطّه التحريرى الذي يشرف عليه فريق مستقل، ناقد ولكن بشكل بنّاء، له مواقفه من شئون المنطقة، ولكن بعيد عن التجاذبات السياسية القائمة. مواضيعه تطال أسلوب الحياة، السفر، التربية، الفنون، الثقافة، الاستثمار، الصناعة، الاقتصاد، السياسة، العدالة، المساواة، وتقبّل الآخر، بخلفية تتمحور دومًا حول احترام المواطَنَة والعدالة الاجتماعية».