كتاب "الطاعون والكوليرا"، يغطي قرنًا ونصف القرن من الزمان، ويؤرخ لظهور علم البكتريا، من خلال مجموعة من الشباب الذين عاشوا في هذه الفترة، وتجمعوا حول العالم الفرنسي باستير، لإيجاد علاج لهذا المرض. والتقى جمهور معرض الكتاب مع الكاتب والروائي الفرنسي "باتريك ديفيلي" الذي تحدث عن مسيرته الأدبية ورحلته إلى أفريقيا وآسيا ومغامراته خلال تلك الرحلات. جاء اللقاء خلال ندوة أمس الخميس بقاعة ضيف الشرف بحضور الدكتورة والمترجمة منى طُلبة، والكاتب المصري محمود توفيق. وأشار باتريك ديفيلي، إلى أنه يطلق عليه في فرنسا لفظ "رحالة"، لكنه لا يكتب هذا النوع من الأدب، فهو فقط يحب أن يسافر ويستقر في المكان الذي تدور فيه أحداث الرواية. وقال ديفيلي: حتى أقدم لكم مشروعي في الكتابة، أود أن ألفت الانتباه إلى أنني أكتب عن القرن العشرين، وبدأت هذا المشروع منذ 20 عامًا، فكتبت 12 رواية، ولكن كل الشخصيات والأحداث والتواريخ يمكن أن نجد لها مرجعية تاريخية حقيقية، وهى تصنف كروايات لأن ثمة راوٍ يحكي هذه الحكايات. وأوضح أن كل هذه الروايات تبدأ منذ عام 1860م، وتمتد إلى قرن ونصف، وتقع أحداثها في منطقة جغرافية بعينها، وأن أول كتاب كان في أمريكا الوسطى، ويمتد حتى 2002، وكتابه الأخير "فيفا" تنتهى أحداثه في 2014، مشيرًا إلى أن هذه الكتب يمكن أن تُقرأ في إطار الفوضى، أو بمعنى أنها مستقلة عن بعضها، لكن مشروعه هو أن يجمع في 12 كتابا جولاته حول العالم. وأكد ديفيلي أن الفكرة التي تختمر في مشروعه الروائي، هي أن الحاضر الذي نعيشه الآن في القرن الحادي والعشرين ينبع من القرن التاسع عشر، فكل الحقائق العلمية والثقافية والسياسية والاقتصادية تنبع من منتصف القرن التاسع عشر، مشيرًا إلى أن كتاب "الطاعون والكوليرا"، يغطي قرنًا ونصف القرن من الزمان، ويؤرخ لظهور علم البكتريا، من خلال مجموعة من الشباب الذين عاشوا في هذه الفترة، وتجمعوا حول العالم الفرنسي باستير، لإيجاد علاج لهذا المرض. وتابع الفرنسي باتريك ديفيلي، إن هؤلاء الشباب الذين تجمعوا حول العالم باستيرا، وسافروا إلى كل مكان في العالم لرصد هذه الجراثيم، ورصد هذا المرض الذي يمكن أن يعاني منه البشر في العالم كله، ومن ثم إيجاد علاج لهم. واستطرد ديفيلي حديثه عن روايته "فيفا"، قائلًا: هؤلاء الشباب ينتمون إلى الفلسفة الوضعية، وكانوا يعتقدون في قدرتهم على القضاء على كل داء في العالم من خلال استخدام الفلسفة الوضعية، ومن هؤلاء الشباب اخترت شابًا وكتبت عنه روايتي، لأنه هو الذي عاش طويلًا من بين كل فريق العمل، واكتشف جرثومة الطاعون والمصل أو التطعيم المضاد لها. وقال باتريك ديفيلي: ومن هنا أحببت أن أسلط الضوء على أننا يمكن أن نقرأ من خلال هذا التنافس العلمي في القرن التاسع عشر، كل التاريخ الجغرافي السياسي الموجود حتى الآن، الذي تمثل بين العالم باستير في باريس، وجوخ في ألمانيا. وأوضح باتريك، أنه في هذا الإطار يمكن أن نرى ما يصنعه التنافس العلمي من منتصف القرن التاسع عشر، بين فرنساوألمانيا، وما يترتب عليه من صراعات سياسية، وعلمية وحتى عسكرية، فكانت المنافسة العلمية هذه أشبه بحرب علمية مقدسة بين باستير وخوج، وقد زامن هذه المنافسة ثلاث حروب عالمية. وأضاف أنه أشار في روايته إلى أهمية اختراع القطارات والسفن، التي مكنت هؤلاء الشباب من الانتقال والسفر لمحاربة هذا المرض في كل العالم، موضحًا أنه تحدث عن مصر في روايته عندما تفشى داء الكوليرا فيها، وكيف تنافس الفريق على الذهاب لمصر لمتابعة الحالة فيها، ورغم أن ذلك كان خطيرًا جدًا، وبالفعل سافر أحد أعضاء الفريق العلمي، لكنه توفى من جراء عدوى الكوليرا وعمره 26 عامًا. وأشار الروائي باتريك، إلى منزل "الكُتاب" الذي يتولى إدارته في فرنسا، لاستقبال الأدباء والكتاب من جميع أنحاء العالم، لإقامة الأنشطة الثقافية فيه، قائلًا "أذكر أن آخر أديب مصري زاره هو الروائي جمال الغيطاني، كما فاز الكاتب المصري الشاب محمود توفيق بمنحة المعهد الفرنسي للثقافة والتعاون، عن مشروع الكتاب الأول، وسافر إلى منزل الكُتاب عام 2015، وحصل فيه على إقامة لمدة نحو شهر".