استضاف معرض القاهرة الدولى للكتاب ، الكاتب و الروائى الفرنسى " باتريك ديفيلى " صاحب كتاب " الطاعون و الكوليرا " ، و الذى تحدث عن مسيرته الأدبية خلال 20 عاما . وقال ديفيلى أنه برغم أنهم يطلقون عليه لقب " رحالة " فى فرنسا ، و لكنه لا يكتب أدب الرحلات ، لكنه لا يكتب هذا النوع من الأدب، فهو فقط يحب أن يسافر ويستقر في المكان الذي تدور فيه أحداث الرواية. 12 رواية هى مجمل مشوار ديفيلى الروائى حتى الآن ، خلال 20 عاما من الكتابة ، و قال ديفيلى أنه يكتب عن القرن العشرين فتدور رواياته فى الفترة الزمنية من عام 1860م، و تمتد حتى قرن و نصف من الزمن ، و كل رواية تقع في منطقة جغرافية بعينها. بداية من عمله الأول كان في أمريكا الوسطى، ويمتد حتى 2002م، وكتابه الأخير "فيفا" تنتهى أحداثه في 2014م، مشيرًا إلى أن هذه الكتب يمكن أن تقرأ في اطار الفوضى، أو بمعنى أنها مستقلة عن بعضها، لكن مشروعه هو أن يجمع في 12 كتاب، جولاته حول العالم". و يعتمد الكاتب الرنسى فى مشروعه الروائى على فكرة أن الحاضر الذي نعيشه الآن في القرن الواحد والعشرين ينبع من القرن التاسع عشر، فكل الحقائق العلمية والثقافية والسياسية والاقتصادية تنبع من منتصف القرن 19م. و ضرب مثال بكتابه "الطاعون والكوليرا"، الذى يغطي قرنًا ونصف من الزمان، ويؤرخ لظهور علم البكتريا، من خلال مجموعة من الشباب الذين عاشوا في هذه الفترة، وتجمعوا حول العالم الفرنسي باستير، لإيجاد علاج لهذا المرض. واستطرد ديفيلي أن هؤلاء الشباب كانوا يعتقدون في قدرتهم على القضاء على كل داء في العالم من خلال استخدام الفلسفة الوضعية، ومن هؤلاء الشباب اختار شابًا وكتب عنه روايهي، لأنه هو الذي عاش طويلًا من بين كل فريق العمل، واكتشف جرثومة الطاعون والمصل أو التطعيم المضاد لها. وقال : من هنا أحببت أن أسلط الضوء على أننا يمكن أن نقرأ من خلال هذا التنافس العلمي في القرن التاسع عشر، كل التاريخ الجغرافي السياسي الموجود حتى الآن، الذي تمثل بين العالم باستير في باريس، وجوخ في ألمانيا. وأوضح باتريك، أنه في هذا الإطار يمكن أن نرى ما يصنعه التنافس العلمي من منتصف القرن التاسع عشر، بين فرنساوألمانيا، وما يترتب عليه من صراعات سياسية، وعلمية وحتى عسكرية، فكانت المنافسة العلمية هذه أشبه بحرب علمية مقدسة بين باستير وخوج، وقد زامن هذه المنافسة ثلاث حروب عالمية. وأضاف أنه أشار في روايته إلى أهمية اختراع القطارات والسفن، التي مكنت هؤلاء الشباب من الانتقال والسفر لمحاربة هذا المرض في كل العالم. و قد تعرض ديفيلى لمصر فى روايته عندما تفشى داء الكوليرا فيها، وكيف تنافس الفريق على الذهاب لمصر لمتابعة الحالة فيها، ورغم أن ذلك كان خطيرًا جدًا، وبالفعل سافر أحد أعضاء الفريق العلمي، لكنه توفى من جراء عدوى الكوليرا وعمره 26 عامًا. وأشار الروائي باتريك، إلى منزل "الكُتاب" الذي يتولى إدارته في فرنسا، و يقيم الأنشطة الثقافية ويستقبل الأدباء والكتاب من جميع أنحاء العالم،، قائلًا "أذكر أن آخر أديب مصري زاره هو الروائي جمال الغيطاني، والكاتب المصري الشاب محمود توفيق الذى فاز بمنحة المعهد الفرنسي للثقافة والتعاون، عن مشروع الكتاب الأول، وسافر إلى منزل الكُتاب عام 2015 .