فى منطقة كرموز غرب الإسكندرية، وبالتحديد خلف المزار العالمى السياحى تقع مساكن كوم الشقافة، ومساكن وابور الجاز، لا يفصلهما عن المزار العالمي سوى جدار قديم، وكذلك فى منطقة الطابية شرق الإسكندرية، يعانى الأهالى من الفقر الشديد وغياب منظومة الصرف الصحى بالكامل، وبالإضافة إلى كونهم يعيشون فى غرف تقع تحت الأرض، كالمخابئ وهى عبارة عن سراديب، لا تحتوى على حمامات أو مراحيض خاصة، وتحيط بها القمامة من كل جانب ما ينذر بتفشى الأمراض بينهم بسهولة. عدسة «البوابة» رصدت معاناة أهالى منطقتى كرموز والطابية اللتين تقعان شرق الإسكندرية، وبالتحديد فى عزبة البحر وهى من المناطق الفقيرة والمنسية وتعتبر معزولة تماما عن الحياة الآدمية، فالعزبة يسكن بها 75 أسرة تقع عششهم بين السكة الحديد والقطار المتجه إلى أبى قير، وتحفهم من الجانب الأيسر ترعة تعتبر مصرفا صحيا لمحافظة البحيرة. ما يميز العزبة هم سكانها الذين تتشابه ظروفهم الاجتماعية، حيث إنها تأوى المطلقات والأرامل وعمال القمامة والعاطلين والفقراء من الدرجة الأولى، وعلى الرغم من أنها تتبع محافظة الإسكندرية، ولا يفصلها عنها سوى عدة كيلو مترات، إلا أن الفقر والموت يحاصرانها من كل اتجاه وسط تجاهل المسئولين للأهالى ليعيشوا رحلة مأساوية تحت بند الصدقات وتبرعات الجمعيات الخيرية. فى بداية لقائنا مع الأهالى طالب عبدالعزيز إبراهيم، أحد الأهالى المسئولين بالاهتمام بوضعهم الآدمى، وقال فى حزن «نحن نعيش عيشة الحيوانات فين المسئولين ييجوا يشوفوا وضعنا إيه مفيش حمامات وعايشين تحت الأرض». وأشار إلى أن معاناة الأهالي لا تنحصر فقط فى انتشار القمامة، والعيش فى السراديب، لكن المشكلة الأصعب فى عدم وجود صرف صحى آدمى حيث يضطر الأهالى إلى استخدام إناء بلاستيك لقضاء حاجتهم فيه، حتى إنهم عند الاستحمام يضطرون للذهاب إلى أقاربهم لكى يغتسلوا هم وأطفالهم، أو فى أحد الحمامات العمومية. وتقول صابرين أحمد حامد، وهى أرملة وتعول 8 أطفال وتعيش فى غرفة واحدة هى وأولادها، إنها تقدمت للحى أكثر من مرة لكن لا أحد يستجيب من المسئولين، قائلة «محدش يقدر يعيش حياتنا ولا يستحمل البهدلة دى، بس الواحد مفيش فى إيده حاجة وليس معه مصدر رزق يقدر يوفر بيه مكان تانى لعياله» وتناشد صابرين رئيس الوزراء بإرسال لجنة لمعاينة الوضع والوقوف على المتضررين من السكان ومحاولة مساعدتهم». أما جيهان رفاعى التى تعانى من أزمة الربو، ومرض القلب ولديها 3 بنات، فأكدت أنها دائمة الخوف على مصير بناتها فى ظل وجودهن بهذه المنطقة، خاصة أن المنطقة امتلأت بأوكار المخدرات، وتخشى دائما أن يهاجم أحدهم الغرف ليلا، ويتعدى عليها وعلى بناتها. وتقول الحاجة فاتن محمد التى تبلغ من العمر 60 عاما وتعيش بمفردها فى الغرفة: إن الفئران أصبحت زائرا دائما لها فى غرفتها أكثر من الهواء النقى، كما أنها تعانى عند قضاء حاجتها خاصة أنها امرأة مسنة وتناشد المسئولين وحى غرب أن ينقلهم من تلك المساكن إلى شقق آدمية.