تعتبر "كوم الشقافة" بغرب الإسكندرية بمنطقة كرموز من أهم المزارات السياحية العالمية إلا أن مساكن وابور الجاز تلاصق هذا المزار الهام ولا يفصلهما سوي سور وتعاني من تردي مستوي الخدمات والعشوائية التي شوهت هذا المكان التاريخي. أصبح الفقر والبطالة السمة الغالبة ولم تعد أبسط مقومات الحياة موجودة والسكان يقضون حاجتهم في دورات مياه مشتركة مما يهدر آدميتهم ويقيمون في سراديب تحت الأرض بعمق 4 أمتار منذ أن كانت مأوي أيام الغارات الجوية عام 1967 ولكن الأهالي دفعتهم الحاجة الشديدة إلي اقتحام هذه السراديب وتقسيمها إلي غرف والاقامة بها رغم ارتفاع نسبة الرطوبة التي تفتك بأطفالهم بسبب عدم دخول الشمس والتهوية ورغم أن المسئولين يعرفون هذا المكان جيداً وما وصلت إليه أحوال السكان فيه إلا أنهم تجاهلوهم وتركوهم يعانون من ويلات المرض والفقر. ابراهيم عبدالعزيز أحد السكان قال إن المسئولين تجاهولنا وتركونا نقضي حاجتنا في اناء بلاستك بلا دورات مياه ونضطر للاستحمام عند أقاربنا في المناطق التي أعطتها الدولة للسكان الأولي بالرعاية بالإسكندرية. أحمد عبدالكريم قال إن السكان بسبب البطالة والفقر يرتكبون أفعالا مخالفة للقانون للحصول علي لقمة العيش وتمزقت العلاقات الآدمية والاجتماعية بين السكان بعد أن أصبحت كل غرفة تحوي 10 أفراد بلا رحمة أو آدمية. صابرة أحمد قالت إنها تعيش مع أسرتها المكونة من 8 أولاد في غرفة واحدة بدون دورة مياه ويقضون حاجتهم في الخلاء ونعيش علي التبرعات من أصحاب القلوب الرحيمة بعد أن تخلت الدولة عن دورها في رعايتنا وعلاجنا. أم حمادة سيدة كبيرة تعاني من القلب والربو وتخشي علي بناتها من هجوم الخارجين علي القانون وخفافيش الظلام الذين ينتشرون ليلا.. يطالب السكان المهمشون بزيارة محافظ الإسكندرية لإنقاذهم من مصيرهم المحتوم وإنقاذ أسرهم وتطوير المنطقة حتي تكون واجهة مشرفة لزوار هذا الأثر التاريخي العالمي امام السياح الاجانب.