«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



50 منطقة عشوائية تهددها بالانفجار.. عجوز البحر المتوسط تخلع ثوب العروس !
نشر في أكتوبر يوم 14 - 10 - 2012

من يصدق أن تتحول الإسكندرية عروس البحر المتوسط التى طالما تباهى بها سكانها إلى عجوز شمطاء لا يسر حالها الناظرين؟ فالمحافظة التى كانت سعيدة حتى أعوام قليلة تبدلت ملامحها وترهل جسدها المثقل بالأمراض والعشوائيات والمخالفات ونقص الخدمات، وزاد عليها مؤخراً البلطجة والعنف وتجارة السلاح والمخدرات وكل أشكال الخروج على القانون. 50 منطقة عشوائية فى الإسكندرية مهددة بالانفجار فى أى لحظة إذا لم يتم إيجاد حلول عملية لها ولسكانها.. وفى هذا التحقيق تفتح «أكتوبر» ملف العشوائيات الغارقة فى المشاكل بالإسكندرية لعلها تجد طريقها للإنقاذ.
وتقول الاحصائيات الرسمية إن الإسكندرية تضم 34 منطقة عشوائية،ولكن الواقع يقول إنها تزيد على الخمسين منطقة تنتشر فى طول المدينة وعرضها من شرق الاسكندرية وحتى غربها وأشهرها عزبة وابور الجاز والطوبجية وشارع الرحمة وكوم الملح ونجع العرب وعزب خورشيد والمساكن الصينية،وعزبة العرب، وعزبة محسن والدخيلة الجبلية وغيرها، والإسكندرية نموذج صارخ للمدن التى تنقسم إلى شمال وجنوب، شمال غنى وراق ومتطور وجنوب فقير ومتدهور فى كل شىء، فقر وجهل ومرض ذلك الثلاثى المدمر هو ما يسود بكل المناطق العشوائية بالمدينة، وأضيف إلى هذا الثلاثى الشهير البلطجة والعنف، وللحق يجب أن نذكر أن الإسكندرية شهدت عصرا ذهبيا فى الفترة التى تولى فيها اللواء محمد عبد السلام المحجوب منصب محافظ الإسكندرية، فقد كان من أكثر المحافظين الذين اهتموا بمشكلة العشوائيات، وإن كان الكثير يذكرون له فقط توسعة الكورنيش إلا أن هذا الرجل وللحق من أكثر من عملوا بإخلاص لحل مشكلة العشوائيات، ففى الشهر الأول لتوليه منصبه قام بجولات بجميع أنحاء المدينة ولم يترك شبرا بالإسكندرية لم يدخله واصطحب فى الجولات جميع مسئولى الإسكندرية ورافقه فى الجولات الإعلاميون وشاهدناه بأعيننا وهو يدخل إلى أعماق المدينة وإلى أسوأ المناطق العشوائية، وكان يستجيب لشكاوى الناس ويعمل على حلها، كما كان يهتم بما يقوله الإعلاميون.
ومن أشهر وأخطر المناطق العشوائية بالإسكندرية عزبة وابور الجاز والتى كانت تعد مع شارع الرحمة والطوبجية من أكثر المناطق العشوائية سوءا بالاسكندرية،فظروف الحياة فيها لم تكن تمت بأدنى صلة الى الآدمية، ورغم أن سعر متر الأرض فى هذه المنطقة يتجاوز العشرين ألف جنيه نظرا لوقوعها خلف منطقة أثرية مهمة جدا بالاسكندرية وهى منطقة كوم الشقافة وعمود السوارى، المنازل كانت عبارة عن علب من الصفيح يسكن كل منها اسرة كاملة، لا تواجد للحمامات، لا مياه شرب، لا للصرف الصحى بالطبع،لا كهرباء إلا المسروقة، يفصل بين كل عشة والأخرى مسافة لا تزيد على المتر وبالتالى لا توجد حرمة للمنازل، انتشر العنف والبلطجة وتجارة المخدرات والسلاح داخل تلك المنطقة فحولتها الى بؤرة للإجرام، حتى قام صندوق تطوير العشوائيات بوضعها على أولويات اهتماماته وتم بالفعل إزالتها بالكامل وتسكين كل الأسر التى كانت موجودة بها فى شقق سكنية تابعة للمحافظة، وكان المخطط أن يتم تحويل الأرض بعد إزالة العشش إلى ملاعب وحديقة ومكتبة تخدم المساكن المحيطة بها إلا أن ظروف الثورة وتغيير المحافظين أدى إلى بقاء الأرض خالية وهى الآن مهددة برجوع العشش مرة أخرى.
وتعد منطقة كوم الملح واحدة من أسوأ المناطق العشوائية بالإسكندرية والتى تم وضعها ضمن المناطق المستهدفة للتطوير فى إطار برنامج تطوير العشوائيات. وقد تجولت «أكتوبر» بين الثعابين والفئران وتلال القمامة، حيث يعيش أهالى الغلبونى وكوم الملح بحى غرب الاسكندرية تحاصرهم الحيوانات النافقة والحشرات رغم أثرية المنطقة، التى تحتوى على الجبانة الجماعية، الأقدم من نوعها فى العالم، إذ يمتد عمرها لما قبل الجبانة الجماعية فى جنوة بإيطاليا، والمنطقة التى تقع على هضبة ملاصقة لميناء الإسكندرية يعانى أهلها أشد المعاناة من كل شىء،فالسكن عبارة عن أكشاك من الصفيح لا تصلح للحياة، وبالطبع ومثل كل المناطق العشوائية لا مياه صالحة للشرب ولا وجود للصرف الصحى ولا شوارع مرصوفة، وتلال القمامة يلهو فيها الاطفال، ويضاف إلى ذلك كله حدوث هبوط أرضى بشكل مستمر، بسبب السراديب والجبانات الموجودة تحت الأرض و الاكثر مأساوية هو الثعابين التى تهاجم الأهالى يومياً، وأطفال لا يعرفون من وسائل الترفيه سوى اللعب بعظام الحيوانات النافقة.
أهالى المنطقة يقولون إنه رغم تعدد شكاواهم لحى غرب والمحافظة بسبب الحشرات والثعابين التى تهاجمهم باستمرار، فإن شكاواهم لم تجد أى صدى أو تحرك من أى مسئول، ما زاد الخوف بداخلهم بسبب شعورهم بأنهم يقيمون فوق تل أثرى، من الممكن انهياره فى أى وقت.
«أكتوبر» تحدثت مع بعض سكان المنطقة لننقل معاناتهم، فتقول شيماء رجب: الفئران والثعابين تهاجمنا يومياً وكلنا ننتظر أن نقوم لنجد أحد أطفالنا مقتولاً بلدغة الثعابين أو يبتلعنا هبوط أرضى وندفن بجوار أجدادنا فى الجبانات التى نعيش فوقها.
وأشارت إلى أن الأهالى توجهوا إلى الحى أكثر من مرة، إلا أن حى غرب لم يستمع إلى شكاواهم. وقالت:«تراكم القمامة فى المنطقة أدى إلى انتشار الحشرات بشكل أصاب أبناءنا بالأمراض، ونتمنى أن تدخل شركة القمامة لإزالتها ولو مرة واحدة».
محمد سليمان، 23 سنة، من سكان المنطقة، قال:«نشعر أننا فى موضع العقاب بهذه المنطقة».
وتقول نعيمة حسن: إن الانهيارات الأرضية تتكرر باستمرار فى الشوارع بسبب التجويفات الكبيرة الموجودة بها، مشيرة إلى أن عملية الهبوط سببت العديد من الحوادث وموت عدد كبير من الأطفال وتهالك بعض المبانى.
وتساءل على السيد: أين هيئة الآثار؟ ولماذا لا تنقب عن الآثار هنا وتنقلنا لمكان نعيش فيه بدل هذا العذاب؟
وتقول زكية السيد: نفسى أموت موتة ربنا قبل ما تبلعنى الأرض واندفن فيها من غير ما حد يترحم عليا، وقالت موش كفاية علينا الغلب اللى شايفينه من المجارى والفئران والثعابين كمان الأرض بتبلع ولادنا والحكومة موش عايزة تشوف لنا حل.
ويطالب عمر عبد الله الحكومة بتوفير مساكن آدمية للناس ولكن تكون قريبة من نفس المكان لأن كثيرًا من سكان المنطقة يعملون فى الميناء وصعب انهم ينقلوننا للكيلو 26 زى ما بيقولوا لان هنا أكل عيشنا.
وفى منطقة نجع العرب كانت لنا جولة أخرى، والمنطقة تقع فى حى غرب الإسكندرية أيضا وتنحصر بين خط السكة الحديد فى الشمال وبحيرة مريوط فى الجنوب، والمنطقة تعانى أيضا من المشاكل وأبرزها سوء حالة الشوارع فلا يوجد شارع واحد مرصوف بالمنطقة أما المنازل فهى خليط مابين البيوت والعشش، وشبكة الصرف الصحى غاية فى السوء ولا تغطى إلا نصف المنطقة مما يؤدى الى غرق المنازل والشوارع بشكل مستمر بمياه الصرف،وما يزيد الطين بلة عمليات الردم الواسعة التى تمت فى بحيرة مريوط والتى أدت إلى طفح المياه الجوفية فى شوارع المنطقة لتختلط بمياه الصرف الصحى ويعيش الأهالى فى مأساة دائمة، وحتى المدرسة الوحيدة الموجودة بالمنطقة فطوال الوقت غارقة فى مياه الصرف الصحى والمياه الجوفية، أما المصيبة الأكبر التى يتعرض لها تلاميذ المدرسة فهى خطوط الضغط العالى للكهرباء التى تمر بجوار المدرسة تماما، أما وسيلة المواصلات بالمنطقة فهى الكارتة وعربات الكارو نظرا لابتعادها عن خطوط المواصلات، وشبكة الكهرباء تحتاج أيضًا إلى صيانة نظرًا لضعف التيار الكهربى، أما الشوارع فلا يوجد بها عمود إنارة واحد وهو ما يتسبب فى انتشار الجريمة والبلطجة،اما تجمعات القمامة فحدث ولا حرج، فلا وجود لشركات النظافة بالمنطقة على الاطلاق وهو ما يتسبب فى تراكم القمامة بشكل غير عادى.
ومن المشاكل التى يعانى منها السكان أيضا عدم وجود فاصل بين خط السكة الحديد والمنازل وهو ما يسبب الكثير من الحوادث خاصة بين أطفال المنطقة.
وفى حى غرب الإسكندرية أيضا هناك منطقة طلمبات المكس والتى يطلق عليها فينسيا المكس، وهى لا تعد من المناطق العشوائية بالمعنى المتعارف عليه ولكم لها طبيعة أخرى، فالمنطقة التى لا يوجد لها مثيل فى مصر عبارة عن مجموعة منازل للصيادين بنيت على حافة مصرف العموم الذى يصب فى البحر المتوسط بنفس المنطقة، وقبل نهاية المصرف تقع محطة طلمبات المكس وهذه هىسبب المشكلة التى يتخوف منها الخبراء، حيث يخشى على المنطقة من الغرق عند ارتفاع منسوب المياه بالمصرف، لذلك يطالبون بنقل السكان الى منطقة اخرى ولكن هناك مشكلة تعوق ذلك وهى ارتباط سكان المنطقة بقوارب الصيد التى يعملون عليها والتى تقف فى المصرف امام منازلهم وهى مصدر رزقهم،لذلك هم يرفضون نقلهم من المنطقة،ومن المشاكل التى تعانى منها المنطقة كونها ملاصقة لاحدى شركات البترول مع ما يحمله لها ذلك من تلوث للأهالى.
الدخيلة الجبلية تقع فى حى العجمى جنوب الطريق الذى يربط منطقة الدخيلة البحرية التى تقع على ساحل البحر وتمتد حتى منطقة ملاحات المكس، وتقع هذه المنطقة العشوائية على بعد أمتار من ميناء الدخيلة، وهذه المنطقة كانت عبارة عن منطقة جبلية وتحولت إلى محاجر ثم بدأ الزحف السكانى اليها بشكل عشوائى من المهاجرين من المحافظات الريفية،ومثل كل المناطق العشوائية كان بها العشش والاكشاك ولكن تحولت إلى منازل مبنية بالطوب والأسمنت لكن كلها بنيت على أملاك الدولة، أما شكل الشوارع بالمنطقة فهو يشبه الثعبان فى ضيقها وتعرجها، وقد لا يزيد عرض بعض الشوارع على المتر والنصف متر، أما المشكلة الحقيقية التى تعانى منها المنطقة فهى أنها متدرجة فى الارتفاع فهناك منازل بنيت فوق التلال ومنازل بنيت فوق أرض منخفضة حتى أنه من المألوف هناك أن ترى الطابق الارضى فى منزل يوازى ارتفاع الطابق الثالث فى منزل مواجه له، وبالطبع يتنقل السكان من مكان الى مكان عن طريق سلالم منحوتة فى الحجارة، وهو ما ينبىء بكارثة فى حالة وقوع حريق بالمنطقة.
أما منطقة المحاجر والمساكن الصينية والتى تمتد من منطقة الهانوفيل بالعجمى الى منطقة الكيلو 26 بالساحل الشمالى فتواجهها مشاكل من نوع آخر،فهذه المناطق هى ما يطلق عليها دويقة الاسكندرية وخاصة منطقة المساكن الصينية، حيث كانت المنطقة عبارة عن محاجر يستخرج منها الحجر الجيرى وبعد تجريف اجزاء منها تم بناء منازل فى الاماكن المجرفة وكذلك البناء فى المناطق المرتفعة المحيطة بالاماكن المجرفة، وهو ما يماثل المشهد فى منطقة الدويقة وهضبة المقطم المحيطة بها، ونظرا لان تربة المنطقة عبارة عن حجر جيرى وعدم وجود شبكة صرف صحى فإن المساكن التى بنيت اعلى الهضبة تسبب الصرف الخاص بها فى تأثر وتآكل التربة وحدوث انهيارات بالمنطقة، حيث سبق أن وقعت بعض الصخور الضخمة من أعلى الهضبة الى المساكن الصينية وهو ما يهدد السكان سواء فى المنطقة المنخفضة التى يقع عليها الصخور أو المنطقة أعلى الهضبة والتى بنيت المنازل على حافتها مما يهدد بانهيار تلك المنازل،وقد تم بالفعل عمل إجراءات لتأمين منطقة المساكن الصينية بعد حدوث اكثر من انهيار صخرى بها ولكن تظل باقى تلك المناطق الممتدة حتى الكيلو 26 بطريق الساحل الشمالى تنتظر الكوارث.
أما فى أحياء شرق الاسكندرية والمنتزه فهناك عدة مناطق كانت ريفية وتحولت الى عشوائية بفعل تبوير الاراضى الزراعية والبناء فوقها والامتداد العشوائى بها مثل منطقة خورشيد وتوابعها وهى تسع مناطق فرعية هى: خورشيد البحرية، عزبة النخل، زغلول، عزبة الرحمة، عزبة خليفة، الزوايدة، العقارى والخروعة والثلاثين والمراغى، وكذلك منطقة العمراوى وتوابعها وهى تتكون من ست مناطق متلاصقة ولا يفصل بينها سوى بعض الطرق الجانبية وطريق الرأس السوداء الذى يقسمها إلى نصفين وهي العمراوى الصغرى والكبرى وسيكلام والتجاريين والفلكى وعرامة.وهذه المناطق تعانى من سوء شبكات الصرف الصحى وضعف ضغط مياه الشرب وعدم وجود خدمات كافية بالمنطقة.
الحل فى نقل العشوائيات
ويحذر د.طارق القيعى عميد كلية زراعة الاسكندرية ورئيس المجلس المحلى السابق للاسكندرية من القنبلة الموقوتة التى تسمى العشوائيات ويقول إن أحوال العشوائيات لو استمرت بهذا الشكل لخرجت من العشوائيات ثورة جياع، فالأحوال المعيشية غاية فى السوء والتردى،فمعظم تلك المناطق تعيش فى ظروف غير آدمية فلا مساكن تصلح للحياة بل عشش وبقايا منازل متهدمة،ولا خدمات أو مرافق من أى نوع لا مياه شرب ولا صرف صحيًا ولا طرق مرصوفة ولا مدارس ولا حتى دورات مياه فى المنازل بل دورات مياه مشتركة بين كل مجموعة أسر، والأسرة التى يبلغ عدد أفرادها سبعة وثمانية افراد تعيش فى حجرة واحدة بدون دورة مياه،وكل هذه الظروف أدت إلى تحول العشوائيات الى مفرخ خطير جدا لكل أشكال الإجرام والبلطجة وتجارة المخدرات والخروج على القانون واستباحة الاعراض وكل شىء خارج عن القانون والاخلاق يمكن تخيله،خاصة ان الحد الأقصى لدخل الاسرة فى هذه المناطق حوالى 250 جنيها،هذا اذا كان رب الاسرة يعمل من الاساس فمعظم سكان العشوائيات من العاطلين.
ويقول إن عدد المناطق العشوائية بالاسكندرية وفقا للاحصائيات الرسمية هو 34 منطقة ولكن الحقيقة ان العدد الواقعى يزيد على 50 منطقة عشوائية.
ويضيف القيعى أن بعض هذه المناطق تحتوى على حالات مأساوية بكل المقاييس فقد رأيت بعينى أسرة من ثمانية أفراد تعيش فى حجرة واحدة وبدون دورة مياه وشاهدت فى احدى العزب الملاصقة لمنطقة سموحة الراقية الناس تقف فى طابور للدخول الى دورة مياه عمومية، وهناك مناطق عشوائية معظم مساكنها آيلة للسقوط،وعشوائيات ليس بها حتى صنبور مياه عمومى للشرب، كما شاهدت اشخاصًا ينامون فوق بلاعات الصرف الصحى.
وأضاف د.طارق القيعى ان المجلس المحلى حاول تحسين ظروف بعض تلك المناطق على قدر الإمكان عن طريق رجال الأعمال الذين قاموا ببناء دورات مياه عمومية وأدخلنا لهم صنابير مياه عمومية وضغطنا على المسئولين حتى أخلوا بعض المنازل الآيلة للسقوط ونقلوا سكانها إلى شقق سكنية.
وأضاف قائلا: اثناء تولى اللواء محمد عبدالسلام المحجوب محافظ الاسكندرية اعددنا دراسة متكاملة لتطوير العشوائيات وقدمناها للبنك الدولى ووافق البنك على تمويل مشروع تطوير العشوائيات بمبلغ 100 مليون جنيه وتم تحويل جزء من المبلغ بالفعل،وبدأنا فى تطوير بعض العشوائيات وتم إزالة عدد كبير منها ونقل سكانها الى شقق سكنية بدلا من العشش،ولكن جاءت حركة تغيير المحافظين لتوقف كل ذلك فاللواء عادل لبيب الذى تولى منصب محافظ الاسكندرية بعد ذلك، كان له وجهة نظر مختلفة وتوقف المشروع.
ويقول إنه تمت إعادة دراسة المشروع اثناء تولى د. أسامة الفولى منصب المحافظ ولكن ظروف الدولة فى ذلك الوقت لم تسمح بتنفيذ شىء.
ويضيف ان حل مشكلة العشوائيات يحتاج لقرار سيادى وفكرة ابداعية وأرى أن تجربة الصين فى حل مشكلة العشوائيات والتى نقلتها عنها تركيا هى من أكثر التجارب التى يمكن أن ننقلها وننفذها فى مصر،فالحكومة الصينية قامت بالحصول على قروض من البنوك وقامت ببناء مناطق حضرية وأحياء متطورة وبها جميع المرافق واحتياجات الحياة من مياه شرب وصرف وطرق ومدارس وكل شىء يلزم للحياة الكريمة ثم قامت بنقل سكان العشوائيات إلى هذه الأحياء، وفى نفس الوقت قامت باستغلال الأراضى التى كانت تشغلها المناطق العشوائية والتى تقع عادة فى مناطق متميزة وتقدر بالملايين، وقامت بتخطيطها وبيعها للمستثمرين ومن ثمن الأرض قامت بسداد قرض البنك، وبالتالى لم تتحمل الدولة أية نفقات وفى نفس الوقت تم نقل سكان العشوائيات الى مناطق متطورة وآدمية،وتركيا قامت بنقل نفس التجربة ولكن الدولة هى التى موّلت بناء الأحياء الجديدة، وفى لبنان قام رئيس الوزراء السابق رفيق الحريرى بتنفيذ نفس الفكرة حيث قام عقب انتهاء الحرب الاهلية اللبنانية بإنشاء شركة قامت بشراء المناطق المتهدمة فى وسط بيروت والتى تحولت إلى عشوائيات وكذلك الأحياء القديمة،وأقام مدينة جديدة نقل إليها سكان هذه المناطق وقام باستغلال أراضى تلك المناطق العشوائية، وفى الإسكندرية هذه التجربة قابلة للتنفيذ خاصة ان معظم المناطق العشوائية تقع فى مناطق متميزة ومناطق ملاصقة للأحياء الراقية ويصل سعر الأرض فيها إلى مالا يقل عن 30 ألف جنيه للمتر.
مخطط استراتيجى
ويرى د. هشام سعودى عميد كلية الفنون الجميلة جامعة الإسكندرية وعضو صندوق تطوير العشوائيات بوزارة الإسكان أنه لايمكن القضاء على المناطق العشوائية أو ما يعرف بالإسكان غير الرسمى إلا من خلال مخطط استراتيجى على كل محافظة على أن تكون هذه الاستراتيجية تشتمل على عدة محاور،وفيما يخص مدينة الإسكندرية فالمحور الأول يعمل على صياغة الحدود الإدارية وذلك بمد الحدود الادارية لها على أن يكون غربا حتى مدينة العلمين وفى الاتجاه الشرقى يضم محافظة البحيرة ومن الجنوب يصل إلى مدينة الصالحية الجديدة بحيث تتيح للمدينة المجال لاستيعاب الزيادة السكانية فالإسكندرية بوضعها الحالى ليس لديها فرصة للامتداد مما يترتب عليه ظهور ما يعرف بالإسكان غير الرسمى والمخالفات البنائية فى إطار سياسة العرض والطلب وغياب القانون، أما المحور الثانى فيتمثل فى أهمية وجود حزمة من المشروعات العاجلة لمحافظة الإسكندرية على مستوى مناطق الإسكان الرسمى وفتح طرق جديدة تساعد على سهولة الحركة ودراسات متخصصة فى أماكن الانتظار ومواقف السيارات للاستفادة القصوى من الشوارع والطرق القائمة لسد العجز فى الخدمات الصحية والتعليمية والبنية التحتية والأساسية فى حين يشتمل المحور الثالث على تعظيم فرص الاستثمار فى المحافظة بما فيها من مقومات سياحية ووجود ميناء الإسكندرية بعد تطويره ومطارى برج العرب والنزهة هذا إلى جانب تطوير مناطق الصناعات القائمة فى مناطق مرغم والنهضة.
ويحذر د.حسن محمد حسن أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإسكندرية من قضية العشوائيات ويصفها بأنها الأكثر تهديدا لأمن المجتمع واستقراره، نظرا لكونها مرتعا خصْبا لتجارة وتهريب السلاح والمخدرات والبلطجة والعنف وكل مظاهر الخروج على القانون ، فضلا على أن أغلب قاطنيها يفتقدون الشعور بالولاء والانتماء للوطن، نظرا لما عانوا منه ولا يزالون من شعور بالظلم والتهميش، ومن ثم تكون قابليتهم لارتكاب الجريمة كبيرة، وهو ما يجعلهم مصدرا للخطر.
وأضاف أن عددًا ليس بالقليل من سكان العشوائيات ليس لديهم الرغبة فى النزوح منها؛ وذلك لأنهم حين يعقدون مقارنة بين المنطقة العشوائية التى يسكنون فيه والأخرى التى سينتقلون إليها، فيجدون أن العشوائيات أفضل من حيث ملاءمتها لإمكاناتهم المادية، ففيها لا يدفعون إيجارا أو خدمات؛ حيث إن جميع الخدمات (مياه وكهرباء) عبارة عن «وصلات غير شرعية» لا تكلفهم شيئا، فضلا عن أن كثيرا منهم لديهم ورش بجوار العشش التى يسكنون فيها، ومن ثم كل هذه الأمور تجعلهم لا يرغبون فى الخروج من العشوائيات تساندهم فى ذلك فئة أخرى من سكان العشوائيات، وهم فئة المجرمين والبلطجية، الذين اتخذوا من هذه المناطق وكرا لهم ليبتعدوا عن عيون رجال الأمن، وهم من يشكلون الخطر الأكبر.
حنفى: مطلوب إعادة تخطيط شامل للإسكندرية
قال د. محمد عاصم أستاذ العمارة بكلية هندسة الإسكندرية واستشارى لجنة تطوير العشوائيات بالمحافظة إن المناطق العشوائية بالإسكندرية تضم حوالى 13 منطقة ذات خطورة دائمة، وهى مقسمة إلى درجات من الدرجة الثانية مثل كوم الملح، وهناك مناطق تتفاوت فيها درجة الخطورة مثل المنطقة من الهانوفيل إلى الكيلو 26، فبعضها خطر والبعض الآخر متوسط الخطورة، بالإضافة إلى أن هناك المناطق غير المخططة منها 12 منطقة غير آمنة وهى تشمل المناطق التى تتعرض لظروف تهدد حياة الإنسان مثل الانهيارات الصخرية والسيول وخطوط السكك الحديدية، والمنازل التى تم إنشاء أجزاء منها مثل الحوائط والأسقف والأرضيات بفضلات مواد البناء والمناطق التى تهدد الصحة العامة مثل عدم توافر مياه نظيفة بها أو صرف صحى أو تقع تحت تأثير تلوث صناعى أو تقع بالقرب من خطوط الضغط العالى، أو تقع فوق أراض غير قابلة للبناء فوقها، كما تشمل المناطق غير القابلة للاستقرار مثل مناطق الحيازة غير دائمة. وعن الأسلوب الأمثل للقضاء على مشكلة العشوائيات ذكر د. عاصم حنفى أنه يجب فى البداية أن نمنع السبب فى تكون المناطق العشوائية قبل أن نفكر فى القضاء عليها والمشكلة أنه ليس لدينا تخطيط علمى بل لدينا عشوائية على مستوى عال جداً فى كل شىء حتى فى التفكير والتخطيط والحل الجذرى هو إعادة تخطيط شامل لمدينة الإسكندرية، ويجب أن يحدث امتداد للنطاق العمرانى للمدينة ولدينا مناطق تسمح بهذا الامتداد، على أن يكون هذا الامتداد فى صورة بناء مدن متكاملة لا تضم المساكن فقط بل الخدمات والمواصلات والمدارس والمرافق مع وجود آلية للإدارة، على أن يتم بالتوازى مع هذا الحل عمل إحلال للمناطق العشوائية بحيث نقوم بنقل جزء من سكان المنطقة إلى مساكن خارج المنطقة وإزالة منازلهم وإعادة تخطيط هذا الجزء من المنطقة العشوائية وبنائه على أسس سليمة وإعادة السكان إليه، ثم تنقل مجموعة أخرى وتعاد الكرِّة وهكذا حتى يتم تطوير المنطقة العشوائية بالكامل ولكن على مراحل.
الفرماوى: 22.5 مليون جنيه لإنقاذ أرواح قاطنى الهضبة الصينية
ويقول د. على الفرماوى مدير صندوق تطوير العشوائيات بمجلس الوزراء إن الصندوق فى إطار خطته لتطوير المناطق العشوائية على مستوى مصر قام بعدة جهود لتطوير المناطق العشوائية بالإسكندرية فقد قام بإعداد الخريطة القومية للمناطق غير الآمنة وقد أسفرت نتائج الحصر عن وجود عدد ثمانى مناطق غير آمنة فى محافظة الإسكندرية تتضمن عدد 2 منطقة مهددة للحياة وعدد 3 مناطق سكن غير ملائم وعدد 3 مناطق مهددة للصحة وفيما يتعلق بتطوير المناطق غير الآمنة بالمحافظة قامت المحافظة بالإخلاء الكامل والتسكين المتزامن لجميع الوحدات من مواردها الذاتية. كما سيتم تطبيق بعض البرامج الاقتصادية والاجتماعية ضمن خطط التطوير للمناطق غير الآمنة أملاك دولة ذات السكن غير الملائم وتشمل برامج لمحو أمية عائل الأسرة، وإصدار بطاقات الرقم القومى، وتشغيل الشباب ودعم التدريب الحرفى، ورفع مستوى الخدمات الصحية للمرأة، ومنح قروض متناهية الصغر لتمكين الأسر اقتصاديا واجتماعيا.
وقام صندوق تطوير المناطق العشوائية بتمويل محافظة الإسكندرية بمبلغ 22.5 مليون جنيه، وذلك لحماية أرواح المواطنين قاطنى منطقة الهضبة الصينية بمنطقة الهانوفيل بالعجمى والمهددة للحياة التى يجب الإزالة الفورية للمبانى المقامة بها داخل الحرم غير الآمن بناء على تقرير المخاطر الجيولوجية والدراسة التفصيلية لاتزان الكتل الجيولوجية بغرض التحديد الدقيق للحرم غير الآمن والمعتمد من الهيئة العامة للثروة المعدنية التابعة لوزارة البترول، حيث إنها الجهة الرسمية المنوطة باعتماد هذه التقارير. وقد بدأ الصندوق فى حصر المناطق غير المخططة بمحافظة الإسكندرية للبدء فى توفير الخدمات والمرافق اللازمة لتطويرها، وقد تم الانتهاء من خريطة الأساس للمناطق غير المخططة تقدر بحوالى 15663.6 فدان، وهى تمثل حوالى 21.52% من إجمالى مساحة الكتلة العمرانية بمدينة الإسكندرية.
شبرا الخيمة بؤرة التلوث والضوضاء
تعانى منطقة شبرا الخيمة الإهمال فبجوار محطات المترو وتحديداً عند محطتى شبرا الخيمة وكلية الزراعة ينتشر الباعة الجائلون الذين يطوقون المكان ويفرشون بضائعهم، ولا تجد لنفسك مكانا للسير.. وهم موجودون بكثافة أعلى كوبرى المشاه.. وفى المنطقة الصغيرة تجد كل شىء يباع وتشعر بالاختناق من شدة الزحام، أما القمامة فقد وصلت رائحتها إلى مقر رئيس حى غرب وشرق شبرا الخيمة، والحشرات تنتشر بكثافة بجانب مخلفات مصانع البلاستيك ومسابك الرصاص مما يسبب الكثير من الأمراض لمواطنى المنطقه وأشار تقرير لوزارة البيئة إلى أن أكثر من 20 ألف طفل عمرهم أقل من 5 سنوات من أطفال شبرا الخيمة مصابون بأمراض الجهاز التنفسى فضلاً عن انتشار البلطجة.. وتدنى وسائل المواصلات.. مما جعل أهالى المنطقة يطالبون بإقالة رئيس الحى.. واتصلنا برئيس حى شبرا الخيمة للرد على هذه الاتهامات فرفض التعليق، ومنطقة شبرا الخيمة من أخطر المناطق الصناعية فى مصر.. وتأتى منها الرياح المحملة بالملوثات لتصب فى قلب القاهرة، وهى معقل الصناعات الملوثة السائلة والكميائية والحديدية وصناعة الكريستال، والتى يدخل فى صناعتها مادة الرصاص بالإضافة إلى المعادن الأخرى الخطرة، يقول سمير فرج القاطن فى شارع أبو عنتر من الوحدة العربية إنه يعيش وسط عشرات من مصانع البلاستيك أغلبها تعمل بدون ترخيص.. وتتهرب من الضرائب.. وتحدث ضوضاء وأدخنة وأبخرة، ويناشد المسئولين إيجاد حل لتلوث البيئة بشبرا الخيمة.. وإنقاذ الكتلة السكنية من خطر المصانع.. ويقول حبيب حسين إن هناك مصنعا للكيماويات فى شارع 15 مايو يقع وسط تكدس سكانى، وقدم المواطنون الكثير من الشكاوى لحمايتهم من عوادم المصنع.. ولم يجدوا استجابة حتى فى تعديل مداخن المصنع. وبالنسبة للمسابك فإن نشاطها يسبب التخلف العقلى والربو والأمراض الصدرية بسبب تصنيع وصهر الرصاص، وتؤكد دراسة بيئية أن استمرار وجود المسابك يمثل خطورة على حياة الإنسان، ونقل المسابك يتطلب توفير البنية الأساسية والتى تتكلف 45 مليون جنيه، بينما لا يوجد 1.5 مليون جنيه.
ويقول خالد غريب إن هناك المئات من ورش صهر المعادن تقتل أولادهم قتلاً بطيئاً وغالبية أهل المنطقة مصابون بمشاكل كبيرة بسبب تلوث الهواء. أما مشكلة القمامة، ففى كل مكان بشبرا الخيمة أكوام من القمامة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.