- النقل غير آدمي والضغط العالي يهددهم بالحرائق والموت.. والقمامة في كل مكان - عبد الحميد: الضغط العالي تسبب في حرق منزلي ولم يعوضني أحد - قرني: نحن بشر كرمنا الله فلماذا تهيننا الحكومة؟ - حجازي: مقلب القمامة يقتلنا والحي نائم "فى السعل" - سامي: وسيلة الانتقال غير آدمية والعزبة في حاجة إلى مدرسة إعدادي - عبد الرؤوف: المياه تقطع الشوارع وأسلاك الكهرباء تمر بها يعيش الأهالي بعزبة الهجانة بالكيلو 4.5 مأساة متكررة من إهمال المسئولين لهم ولمطالبهم وأبسط احتياجاتهم مما ولّد لديهم حالة من الإحباط والإحساس بالدونية عن الآخرين. أهالي العزبة يعانون في كل شيء بداية من وسيلة الوصول الوحيدة للعزبة التي تقتصر على العربة ربع النقل التي يتكدس فيها الأطفال والنساء والشيوخ ذهابا وعودة إلى العزبة كل يوم مع ما يحمله ذلك من خطورة حقيقية على حياتهم دون أن توفر لهم الدولة وسيلة نقل آمنه تحفظ لهم حياتهم وكرامتهم. وبنجاتك من رحلة الصعود للعزبة عبر عربات الربع نقل وبمجرد الوصول إليها تجد خطوط كهرباء الضغط العالي وهي تشطر العزبة إلى نصفين و تمر فوق عششهم على مسافة أقل من مترين ويعيش الأهالي تحتها وحولها بسبب الفقر وقلة الحيلة رغم كل ما يسببه ذلك من أخطار سواء من حيث احتمالات إشعال الحرائق وهو ما حدث بالفعل من قبل أو من حيث الأضرار الصحية الجسيمة التي تسببها الذبذبات المنبعثة منها. كما يعاني سكان عزبة الهجانة من انتشار القمامة على الرغم من تحصيل رسوم نظافة على إيصال الكهرباء ولكن بلا خدمة على أرض الواقع مما تسبب في تواجد بؤرة موبوءة في وسط المساكن أصبحت مقلب للقمامة مع ما يسببه ذلك من أضرار بالغة على الأهالي حيث أدت لانتشار الأمراض بينهم مهددة حياتهم وعلى الرغم من تقدمهم بأكثر من شكوى للحي لم يتحرك أحد لينقذهم. "الموجز" تجولت داخل العزبة حيث التقت بمجموعة من الأهالي لتنقل عنهم بالكلمة والصورة حقيقة مشاكلهم وهمومهم وأهم مطالبهم وأحلامهم. في البداية قال أحمد عبد الحميد إن أحوالنا داخل العزبة سيئة للغاية فنحن مدفونين هنا ولا يشعر بنا أحد ولا نحس أننا جزء من هذا البلد فنحن نشاهد مصر من خلال التليفزيون ونشعر أننا أغراب عنها فحياتنا بلا قيمة وليس أدل على ذلك من أن المسئولين يتركون خطوط الضغط العالي وهي تشطر الجزيرة وتمر فوق رؤوسنا وعلى ارتفاع منخفض مع ما يسببه ذلك من كوارث دون أن يتحرك أحد ليفعل أي شيء لينقذنا من تلك الكارثة. وأضاف أنا لا أبالغ ولا أدعى فقد سبق وتسبب انقطاع أحد هذه الأسلاك في إحراق بيتي الصغير المكون من غرفتين أحتمي بهم أنا وأمي وأخي وأختي وزوجتي وأولادي الاثنين مما دمر البيت وكاد أن يقضى علينا جميعاً لولا ستر الله ولم تعوضني الدولة عن ذلك. حرائق بالجملة وتابع أحمد عبد الحميد قد يلوم علينا البعض أننا قبلنا أن نعيش تحت الضغط العالي ولهؤلاء أقول إنني نجار على باب الله ويوم أعمل وعشرة أجلس عاطلاً بلا أي مصدر للرزق والجميع يعرف ما مر بالدولة من حالة ركود بعد الثورة وهذا أثر بلا شك على أعمالنا وبالكاد نستطيع أن نعيش هنا فأنا أكسب في المتوسط 30 جنيها في اليوم وندبر أنفسنا لنأكل ونشرب بهم ولا تكفى فكيف انتقل لمكان آخر؟!. وأكد نحن نطالب أجهزة الدولة وخاصة مسئولي حي مدينة نصر التابعين له أن يتحركوا لإنقاذنا من هذه المشكلة خاصة أنه مع دخول فصل الصيف تتزايد احتمالات نشوب الحرائق في العزبة نتيجة للحرارة الشديدة وما تسببه من تمدد للأسلاك فتجعلها قريبة جدًا من أسطح بيوتنا ونرجو ألا ينتظروا حتى تحدث كارثة جديدة. وقالت هدى زوجة أحمد إذا كانت الحكومة لا تريد حل تلك المشكلة فلتعطنا شقة نعيش فيها بعيداً عن هذا المكان فنحن لا نستطيع أن نستأجر مكان آخر وقالت أنا لا أخشى على نفسي ولكني أخشى على أولادي وأريد أن أراهم يعيشون في أمان والمسئولون قالوا إنهم سينقلون من يعيشون في خطر إلى أماكن أخرى فهل هناك خطر أكبر من حرق منزلنا ونحن بداخله وبالكاد نجونا أم أننا كان يجب أن نموت حتى نستريح ونريح الحكومة. الموت جوعا وقال أحمد قرني أمين أنا حالي حال معظم أهالي العزبة فانا رجل على باب الله ولا أملك إلا ذراعي أعمل وأكد به لأكسب قوت يومي وما أكسبه أعيش به ولا أملك سوى هاتين الغرفتين التي أعيش فيهم مع زوجتي وأولادي الأربعة منهم اثنين متزوجان يعيشان معنا فى نفس الغرف وهما أيضاً عمال أرزقية ودخلهما بالكاد يساعدنا على الطعام والشراب ونحن نحمد الله على حياتنا فهنا أفضل كثيراً من أن نعيش في المقابر. وأضاف: المشكلات بالعزبة كثيرة جداً ولو تدخل المسئولون وقاموا بحل بعضها لتحسنت حياتنا ولكنهم يعلمون أنه لا صوت لنا فنحن ضعفاء وفقراء ولا نستطيع أن نتوقف يوماً عن العمل لنقوم بمظاهرة نطالب فيها بحقوقنا وإلا متنا من الجوع. وتابع أبرز هذه المشاكل هي مشكلة الضغط العالي التي تؤثر ذبذباته في صحتنا وتدمرها كل يوم وإذا كنا نحن الكبار لا نتحملها فلك أن تتخيل كم يعاني أطفالنا كما أن التعليم داخل العزبة لا يؤدي دوره فعلي الرغم من تواجد مدرستين للتعليم الابتدائي بالعزبة وهما مدرسة معتزة وصلاح الدين إلا أن التعليم بهما صوري والمدرسون يطلبون منا 50 جنيها على الطالب كل شهر دون أي إيصال رسمي وذلك تحت أي حجج ومن لا يدفع عليه أن يتوقع رسوب أولاده وإهمالهم. وقال"في المدرسة أيضا يقوم المدرسون ب"مرمطة" أولادنا في نظافة المدرسة كل يوم كما أن الفصول زحمة جداً ويوجد بالفصل 75 طالب وأكثر فكيف سيتعلمون؟". وأضاف "نحن نطالب الحكومة أن تنفذ خططها التي نسمع عنها كل يوم عن تطوير المناطق الفقيرة وحماية الضعفاء ولا نطلب وظائف أو حياة مرفهة فنحن نرضى برزق الله الذي يعطينا إياه ونحمده عليه ولكننا نريد أن نعيش ونموت كبشر كرمنا الله فلماذا تهيننا الحكومة؟!". مقلب قمامة قال صلاح حجازي إن بيتي يقع بجوار مسجد شحاتة بالعزبة والمنطقة هنا موبوءة وتنتشر بها الأمراض نتيجة وجود قطعة أرض تاريخية تصل مساحتها إلى 1200م تقع وسط المساكن تحولت إلى مقالب كبيرة للقمامة لأهالي العزبة ترمى بها الفضلات والكائنات الميتة مما جعل حياتنا مستحيلة. وتابع: على الرغم من تحصيل رسوم نظافة على وصل الكهرباء إلا أننا لا نجد أي جهة تقوم بدورها في تنظيف المكان وقد تحركنا للحي أكثر من مرة بشأن النظافة داخل العزبة وكذلك تطهير هذه البقعة من الأرض التي أصبحت مكانا لكل الشرور والموبقات إلى أنه لا حياة لمن تنادي. وأكد أنه من غير المعقول أن نناشد في كل شيء في مصر رئيس الجمهورية لكي ينظر فيه وينفذه فهو لن يستطيع أن يقوم بذلك وعلى المسئولين الذين عيّنهم أن يقوم كل منهم بدوره ويؤدي واجبه في إراحة المواطنين والتخفيف من أعبائهم ويكفيهم ما يعانون من ضغوط كبيرة على المستوى الاقتصادي وظروف وأعباء لحياة. وسيلة انتقال وقال سامي عبد الحميد الغوصي إن العزبة ينقصها الكثير من الخدمات فنحن في أمس الحاجة لوجود وسيلة انتقال أدمية تنقل أولادنا من وإلى العزبة لأنه وسيلة الانتقال الوحيدة هي العربة الربع نقل ويتزاحم عليها الكبار والصغار وهذا يشكل خطورة بالغة على الأولاد ولن أستطيع أن أترك عملي لأصحبهم كل يوم ذهابا وعودة إلى مدارسهم. وتابع إن التعليم في مدارس العزبة "صوري" وبالفلوس وهذا لغياب الرقابة فنحن منطقة منسية والشغل فيها على المزاج وبلا متابعة وهذا ما أجبرني على الذهاب بأولادي إلى مدرسة خارج العزبة على الرغم من مشقة ذلك فأنا أريدهم أن يتعلموا وأن تكون حياتهم أفضل مني. وأكد أن العزبة في أمس الحاجة لوجود مدرسة إعدادي حتى توفر على الطلبة عناء الخروج من العزبة ولكن بشرط تفعيل الرقابة عليها وأن تقدم تعليم حقيقي وليس صوري كالمدارس الموجودة. وأشار إلى أنه لا يعرف ما هو الدور الحقيقى لوزارة العشوائيات الموجودة في الحكومة إذا كانت لا تتابع أحوالهم وطالب بأن يكون لكل عشوائية على مستوى الجمهورية مندوب لدى الوزارة يستطيع أن يصل بأصواتهم إلى مسامع المسئولين. وقال محمد عبد الرؤوف إن أهالي العزبة أصبحوا ضحية لرجال الحي الذين لا يتحركون إلا للأغنياء فقط أما الفقراء فلا نصير لهم إلا الله وخير مثال على ذلك الانفجار الذي حدث في ماسورة المياه الرئيسية بجوار مسجد شحاتة وقطع الشارع ونتيجة مرور أسلاك كهرباء بها تسبب في كهربة أرضية الشارع وهدد حياة الأهالي ولم يتحرك مسئولي الحي إلا بعدها بأيام وكل ما فعلوه هو لحام الأسلاك ولكنهم تركوها في الشارع كما هي دون أي رقابة مما يشكل خطراً على حياة الأطفال والكبار ولا ندري لو كانت تلك المشكلة في أحد شوارع مدينة نصر الرئيسية هل كانت ستترك هكذا دون تدخل أوحل. وأضاف نحن نريد من الحكومة ومسئوليها أن يتعاملوا معنا كبشر مثلنا مثل الأغنياء ويكفينا فقرنا ولا نريده أن يكون سبباً في حرماننا من أبسط حقوقنا وهو الحق فى الحياة.