لم يتخيل «صلاح. ع»، 32 عاما، أن زواجه يحمل كارثة سوف تدمر حياته، ويدفعه إلى ارتكاب واقعة من أبشع الجرائم التى هزت منطقة بولاق الدكرور، إذ عذب نجل زوجته «مروان»، الذى لم يتجاوز 3 سنوات حتى لقى وجه ربه بعد أن قضى قرابة الساعة بين الضرب والتعذيب على يد زوج أمه. التقت «البوابة» المتهم الذى حكى تفاصيل جريمته بقوله: «لم أشعر ببشاعة ما فعلته إلا بعد فوات الأوان، أنا مجرم أذقت الطفل ألوان العذاب، وتعديت عليه بالضرب المبرح دون أن أضع فى الاعتبار أنه طفل صغير لا يتحمل شيئا، وكانت الكارثة أنه لفظ أنفاسه الأخيرة بين ذراعىّ». وواصل: «كنت أحلم بالزواج وتكوين أسرة، لم يحالفنى الحظ وأحظى بفتاة لم يسبق لها الزواج، إذ انشغلت بالعمل كثيرا، ورفضت فتيات كثيرات رشحتهن لى والدتى، وكنت أبذل كل ما فى وسعى لأمتلك محل ملابس، وبعد معاناة وعمل شاق أصبح لدى محلى الخاص، وبدأت أتعامل مع عدد كبير من الناس سواء كانوا تجارا أو زبائن إلى أن تعرفت على فتاة تدعى «شربات. م»، وأعجبت بها، واستمر التعامل بيننا لفترة طويلة، وبعد عامين عرضت عليها الزواج، وأخبرتنى أنها كانت متزوجة منذ فترة طويلة، وأن زوجها توفى وترك لها ثلاثة أبناء أصغرهم «مروان» 3 سنوات، وترددت بعدها، لكن فى النهاية تزوجنا، وطلبت منها أن تحضر أطفالها وتقيم معى فى شقتى، لكنها رفضت، وعرضت علىّ الإقامة معها فى شقتها، وكان لها ما أرادت، وعشنا حياة هادئة لا يعكر صفوها شيء إلى أن شعرت أنها لم تعد تهتم بى كالسابق، وأصبح أطفالها شغلها الشاغل، فمللت هذه الحياة، فأغلب الأيام أعود إلى المنزل لا أجدها لأنها تتأخر فى العمل، فكنت أتناول طعامى وأخلد إلى النوم رغم الضوضاء التى كان يفعلها أطفالها، وعندما لا أستطيع التكيف مع الضوضاء أترك المنزل وأذهب لأجلس على المقهى مع بعض الأصدقاء، واستمر الوضع على هذا الحال كثيرا حتى حدثت الكارثة». ويضيف: «يوم الواقعة عدت من العمل مبكرا فوجدت أطفالها وطلبوا منى أن أحضر لهم الطعام، فدخلت إلى المطبخ ولم أجد إلا القليل من الأكل، فجهزته ووضعته لهم، وبعد دقائق بدأ الطفل الصغير فى البكاء الشديد وأصبح مصدر إزعاج فى المنزل، حاولت إسكاته، لكن دون جدوى، وبعد أن اقتربت منه وجدت أنه تبول على نفسه، فضربته، لكن صرخاته تعالت، فقمت «بعضه من كتفه»، وبعد عدة دقائق سقط على الأرض ومات». ويتابع: «شعرت بالخوف الشديد، واتصلت بأفراد عائلتى وأخبرتهم بما حدث، وطلبوا منى اصطحابه إلى أقرب مستشفى لإسعافه، وبعد الكشف عليه أكد لى الطبيب أنه فارق الحياة، حاولت أن أجد حلا لهذه المشكلة، وهاتفت عم الطفل وأخبرته أنه تعب قليلا وذهبت به إلى المستشفى، إلا أنه توفى وأحاول أن أستخرج تصريح دفن له، وحضر «أنور. ع. ال» عم الطفل إلى المستشفى، ولم يقتنع بالكلام وطلب من أحد الأطباء الكشف عليه لبيان ما به، وأكد الطبيب أنه تعرض للضرب والتعذيب لأن هناك آثار تورم وكدمات بجميع أنحاء جسده، بالإضافة إلى وجود «عضة فى كتفه»، ما أدى إلى وفاته، وعلى الفور أسرع إلى قسم الشرطة وحرر محضرا ضدى». من جانبه، أكد عم الطفل، خلال التحقيقات التى أشرف عليها المستشار «على محجوب»، رئيس نيابة بولاق، أن المتهم كان دائم التعدى بالضرب على أبناء شقيقه، وأن الطفل أكد له ذلك أكثر من مرة أنه تعرض لاعتداءات، مشيرا إلى أنه توجه إلى محكمة الأسرة وأقام دعوى ضد زوجة شقيقه لإسقاط الحضانة عنها والحصول على الأطفال لتربيتهم. وبسؤال الأم قالت إنها تركت الأطفال فى المنزل وخرجت لقضاء بعض الاحتياجات، وبعد عدة ساعات تلقت اتصالا من عم الطفل يؤكد أنه توفى بعد أن اعتدى عليه زوجها، وقد اتهمت الأخير بالتسبب فى وفاة نجلها الصغير وأمر المستشار «محمد الششتاوى» وكيل نيابة بولاق الدكرور بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات بتهمة «ضرب أفضى إلى موت».