أكدت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أن الهجوم الذي استهدف منطقة السلطان أحمد السياحية في مدينة إسطنبول التركية، أسفر عن مقتل 10 سائحين، نتيجة قاتمة لا مفر منها لمكافحة الإرهاب وتنظيم داعش، حيث تم شن الهجمات ضد "الأهداف السهلة". وأشارت الصحيفة الأمريكية، في تقرير على موقعها الإلكترونى، اليوم الأربعاء، إلى أن تفجير إسطنبول جاء في الوقت الذي يواجه فيه تنظيم داعش ضغط متزايد من التحالف العسكري الدولى، الذي كثف هجماته على المنشآت النفطية التي يسيطر عليها التنظيم واستطاع مؤخرا طرد عناصر التنظيم الإرهابى من مدينة الرمادى، إحدى المناطق الرئيسية في العراق. وقال دانيال بنيامين، باحث في دارتموث والمنسق السابق لمكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية خلال الولاية الأولى لباراك أوباما، إنه من الواضح أن التنظيم الإرهابى يقوم بتنويع استراتيجيته ويصر على استهداف مزيد من الأهداف السهلة خارج مناطق تمركزه في سورياوالعراق، وأضاف أن هناك حالة من التناقض حيث إنهم يلحقون المزيد من الألم بمدن العالم، بينما يواجهون في الوقت نفسه انتكاسات متتالية. وقالت "نيويورك تايمز"، إن تلك الهجمات التي تقشعر لها الأبدان وتستهدف المدنيين، يبدو أنها ستتواصل، وتضيف أن القلق المتزايد في أوروبا والولايات المتحدةوتركيا وغيرها من الدول، بشأن الإرهاب يعمل على تآكل التعاطف والرحمة ويؤجج الكراهية ضد الأجانب والتعصب. ورأت أنه بالنسبة للرئيس التركى رجب طيب أردوغان، فإن تورط شخص سورى في الهجوم، مثلما أشار في تصريحات الثلاثاء، من شأنه أن يتسبب في تعقيد تعاون حكومته مع الاتحاد الأوروبي في وقف تدفق المهاجرين عبر الشواطئ التركية إلى أوروبا، فضلا عن تعزيز رغبته في منع دخول السوريين إلى تركيا حيث قامت بلاده مؤخرا بغلق الحدود الجنوبية مع سوريا في وجه اللاجئين الجدد وفرضت إجراءات مشددة على المطارات. وحذر "سونر كاجابتاى"، من أنه إذا كان المفجر الانتحارى كان يستهدف السياح الألمان تحديدا، فإن تنظيم داعش يبدو أنه يصر على خلق رد فعل مضاد للاجئين في أوروبا مستهدفا تأجيج المشاعر المعادية للإسلام في القارة.