البحرين والسودان يقطعان العلاقات بعد السعودية الإمارات: تخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسى لدرجة «القائم بالأعمال» المنامة: يجب التصدى بكل قوة ل«سياسات طهران الطائفية» تصاعدت حدة المواجهة العربية الإيرانية، أمس، بإعلان مملكة البحرين والسودان قطع علاقتيهما الدبلوماسية مع إيران، بعد يوم من إعلان وزير الخارجية السعودى، عادل الجبير، قطع علاقات بلاده مع طهران، فيما قررت الإمارات تخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسى مع إيران إلى مستوى قائم بالأعمال وتخفيض عدد الدبلوماسيين الإيرانيين فى الدولة. البحرين: طهران تنشر الخراب أعلن بيان صادر عن وزارة خارجية مملكة البحرين، قطع العلاقات الدبلوماسية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وطلبت من جميع أعضاء بعثتها مغادرة المملكة خلال 48 ساعة. كما قررت البحرين إغلاق بعثتها الدبلوماسية لدى إيران وسحب جميع أعضاء بعثتها، فيما ستشرع المملكة فى اتخاذ الإجراءات المترتبة على تنفيذ قرار قطع العلاقات. واتهم البيان إيران ب«التدخل السافر والخطير ليس فى شئون مملكة البحرين فحسب، بل وفى شئون دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وكذلك الدول العربية الشقيقة، دون أدنى مراعاة لقيم أو قانون أو أخلاق، أو اعتبار لمبادئ حسن الجوار أو التزام بمبادئ الأممالمتحدة ومنظمة التعاون الإسلامى، ما يؤكد إصرارًا على إشاعة الخراب والدمار وإثارة الاضطرابات والفتنة فى المنطقة عبر توفير الحماية وتقديم الدعم للإرهابيين والمتطرفين وتهريب الأسلحة والمتفجرات لاستعمالها من قبل الخلايا الإرهابية التابعة لها فى إزهاق الأرواح وقتل الأبرياء». ودعا إلى الوقوف بقوة أمام «السياسات الطائفية التى لا يمكن الصمت عليها أو القبول بها وإنما تستوجب وعلى الفور ضرورة التصدى لها بكل قوة ومواجهتها بكل حسم، منعًا لحدوث فوضى واسعة وحفاظًا على أمن واستقرار المنطقة بكاملها وعدم تعريض مقدرات شعوبها لأى خطر». السودان فى كتف الرياض من جانبه، أبلغ وزير الدولة السودانى، الفريق طه عثمان الحسين، ولى ولى العهد السعودى وزير الدفاع، محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، فى اتصال هاتفى، أمس، طرد السفير الإيرانى من بلاده. وقال الفريق طه خلال الاتصال أن الجمهورية السودانية قررت طرد السفير الإيرانى من السودان وكامل البعثة، واستدعاء السفير السودانى من إيران، مؤكدا إدانة السودان للتدخلات الإيرانية فى المنطقة، عبر نهج طائفى، إلى جانب إهمال السلطات الإيرانية منع الاعتداءات على السفارة والقنصلية السعودية فى إيران. وعبر عن وقوف الجمهورية السودانية وتضامنها مع المملكة العربية السعودية فى مواجهتها للإرهاب وتنفيذ الإجراءات الرادعة له. الإمارات تواجه التدخلات وقررت الإمارات تخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسى مع إيران إلى مستوى قائم بالأعمال وتخفيض عدد الدبلوماسيين الإيرانيين فى الدولة. وقالت وكالة الأنباء الإماراتية، إنه تم استدعاء سيف الزعابى سفير الدولة فى طهران تطبيقا لهذا القرار. وقالت وزارة الخارجية الإماراتية فى بيان لها، إن هذه الخطوة الاستثنائية تم اتخاذها فى ضوء التدخل الإيرانى المستمر فى الشأن الداخلى الخليجى والعربى والذى وصل إلى مستويات غير مسبوقة فى الآونة الأخيرة. وأكدت أن المبادئ الحاكمة للعلاقات الإيجابية والطبيعية بين الدول أساسها الاحترام المتبادل للسيادة وعدم التدخل فى الشئون الداخلية. واستدعت وزارة الخارجية الإمارتية، الأحد، السفير الإيرانى للاحتجاج على الاعتداءات التى طالت سفارة السعودية فى العاصمة الإيرانية، طهران، والقنصلية السعودية فى مشهد، شمال شرق إيران. وقالت وكالة الأنباء الإماراتية إن وزارة الخارجية استدعت السفير الإيرانى لدى الدولة وسلمته مذكرة احتجاج خطية من دولة الإمارات على خلفية التدخل الإيرانى فى الشأن السيادى للسعودية. وأضاف البيان أن مذكرة الاحتجاج شملت الاعتداءات التى وقعت على مقار البعثات الدبلوماسية السعودية فى طهران ومدينة مشهد، وما يمثله ذلك من انتهاك للمواثيق والأعراف الدولية. وأثار الهجوم على مقرى سفارة وقنصلية السعودية فى إيران استنكارا واسعا، إذ أدان الأردن والكويت وأمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية، فى بيانات منفصلة، الاعتداءات. وأعلن وزير الخارجية السعودى عادل الجبير، الأحد، قطع بلاده علاقاتها مع إيران، وسط تصاعد الأزمة بين البلدين إثر إعدام السلطات السعودية لرجل الدين الشيعى نمر النمر. ورأى المسئول الإيرانى، ما وصفه ب«ضغوط تمارسها السعودية على بلدان أخرى من أجل تبنى الخيار الذى لجأت إليه فى تعاطيها مع إيران»، مضيفا أن الرياض تبذل جهودا لموقف خليجى موحد لقطع العلاقات مع بلاده. السعودية: طفح الكيل إلى ذلك، قال مصدر مقرب من دوائر الحكم فى المملكة العربية السعودية، تعقيبًا على قطع بين الرياضوطهران: «لقد طفح الكيل». وأضاف المصدر، أن الحكومة السعودية ليست مستاءة من إيران فحسب وإنما من الولاياتالمتحدة أيضا لإخفاقها المتصور فى الرد على ما تعتبره الرياض تدخل إيران فى كل أنحاء المنطقة. وكانت الولاياتالمتحدة وخمس دول أخرى قد أبرمت اتفاقا مع إيران فى 14 يوليو الماضى وافقت بموجبه طهران على الحد من برنامجها النووى مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية عنها. وقال المصدر: «لقد طفح الكيل. مرة أخرى إيران تبدى عدم اكتراثها بالغرب. وهى تواصل رعاية الإرهاب وإطلاق الصواريخ الباليستية ولا أحد يحرك ساكنا إزاء ذلك».