سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خبراء: إعدامات السعودية تؤكد التعاون التاريخي بين إيران و"القاعدة".. قيادي شيعي: العلاقة بينهما مستحيلة.. ومحللون يؤكدون: العلاقة تاريخية.. ومن المحتمل ازدياد الهجمات الإرهابية في المملكة
جمع القرار الذي نفذته المملكة العربية السعودية، بإعدام 47 عنصرًا إرهابيًا، تنظيم القاعدة وإيران، نظرًا لإعدام المنظر الشيعي نمر باقر النمر وأعضاء بالتنظيم بالإضافة لأعضاء بتنظيم داعش، وأعاد الحديث حول العلاقة التاريخية بين القاعدة وإيران واحتمالية تعاونهما بشكل موسع ضد السعودية للثأر منها في الفترة المقبلة، بعد اتفاقهما على إسقاط المملكة وحكامها. فبينما أصدرت القاعدة بيانًا قبل يوم من تنفيذ أحكام الإعدام تتوعد فيه حكام السعودية بالويل والذبح في حالة إعدام مقاتليها، شجب آية الله أحمد خاتمي، عضو مجلس خبراء القيادة في إيران، إعدام السعودية للنمر، أمس، وتكهن بأن تكون هناك تداعيات من شأنها إسقاط أسرة آل سعود الحاكمة. وكان موقع "وكالة الحدث الدولية" العراقي قد نشر قبل أسبوع وثائق قال إنها صادرة من جهاز المخابرات العراقي في 2006، تؤكد ضلوع إيران في تمويل وتدريب وتسليح عناصر تنظيم القاعدة في العراق، من خلال رصد معسكرات التنظيم داخل إيران والتي يتلقى فيها تدريبًا على عمليات التفجير واستخدام الأسلحة المختلفة بإشراف عناصر من الحرس الثوري الإيراني وقيادات إيرانية في ذلك الوقت. كما رصدت تلك الوثائق لقاء هؤلاء الأشخاص مع عناصر من التنظيم، وبيّنت تحركات سعد بن لادن، نجل أسامة بن لادن، وسيف العدل الرجل الثالث في تنظيم القاعدة، من إيران إلى سوريا بغرض تشكيل هيئة عامة للقاعدة وخلايا إرهابية جديدة، وتجنيد وتدريب اللاجئين اللبنانيين الموجودين في سوريا للقتال. ورصدت لقاء عدد من عناصر التنظيم مع ممثلين من حزب الله. واتهم أبو محمد العدناني، المتحدث باسم تنظيم داعش، القاعدة بالتحالف مع إيران. وتداولت عدة مصادر بحثية في الآونة الأخيرة علاقة الإدارة الإيرانية في طهران بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، مع الاختلاف حول طبيعة أهداف تلك العلاقة. حيث اعتبرت مجلة "السياسة الدولية" المصرية أن العلاقة مبنية على "اعتبارات المصالح المشتركة" التي تجعل التعاون بينهما مقبولًا، فيما ذكرت اعترافات لقادة بتنظيم القاعدة أن التنظيم يدار من إيران، رغم الخلافات الأيديولوجية، وسرد أبو حفص الموريتاني، أحد المنظرين العلميين السابقين ورأس اللجنة الشرعية للتنظيم، في مذكراته بعض المواقف التاريخية لتنظيم القاعدة في مسيرته القتالية، وكيف احتوت طهران قادة ورءوس في القاعدة، لخدمة مصالحها. في حين تحدث مركز "آي اتش اس" لاستشارات الدفاع والمخاطر والأمن عن طبيعة تلك العلاقة السرية وتطورها ومظاهر التعاون والصدام فيها، معتبرًا أنها "تحالف مستبعد". وتحدث دانيال بايمان، مدير الأبحاث في مركز سابان لسياسة الشرق الأوسط بمؤسسة بروكينجز، عن أن إيران تضفي على هذه العلاقة نوعًا من السرية "على عكس علاقتها بجماعات إرهابية أخرى تقدم لها دعمًا ماديًا وعسكريًا ولوجيستيًا". واستشهد بالتقرير الأمريكي الرسمي حول أحداث 11 سبتمبر 2001، والذي ذكر أن إيران "كانت تعمل مع تنظيم القاعدة في بداية التسعينيات، في الوقت الذي تواجدت فيه قيادات التنظيم في السودان"، وهو ما أكدت عليه كتابات سيف العدل التي أشار فيها إلى دور طهران في دعم القاعدة خلال السنوات السابقة لعام 2001. وحدد بايمان بعض مظاهر تلك العلاقة في "مساعدة طهران للتنظيم في تدريب المقاتلين، وتسهيل مرور عناصر القاعدة إلى أفغانستان، عبر إيران –قبل، وبعد أحداث 11 سبتمبر- والسماح لقادة التنظيم بالبقاء تحت إقامة جبرية شكلية في إيران، وهو ما اعتبرته القاعدة ملاذًا آمنًا لها". ودللت المعلومات البحثية من أكثر من مصدر على علاقة طهران بالقاعدة بخطاب أرسله زعيم التنظيم أيمن الظواهري إلى مساعده أبو مصعب الزرقاوي "قائد التنظيم في العراق في ذلك الوقت"، حيث طالبه ب "عدم التعرض للشيعة والإيرانيين نظرًا لوجود أكثر من 100 من أعضاء القاعدة في إيران". وشهدت العلاقة بين طهران والقاعدة بعض الصدامات، التي ربما تكون صدامات شكلية لمزيد من سرية التحالف، ففي نهاية عام 2014 فجرت القاعدة منزل سفير إيران بالعاصمة اليمنية صنعاء، ولكن إيران لم تصدر ردًا قويًا تجاه التنظيم أو تستهدفه بعد تلك الواقعة، بل اكتفت بتصريحات ضعيفة منها تصريح وزير الخارجية الإيراني في فبراير الماضي أن تنظيم القاعدة في اليمن "متطرف وسيئ السمعة". لفت د. حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إلى أن عدم الاستقرار والصراع الطائفي الذي تشهده المنطقة حاليًا، وتكوين التحالف الإسلامي من 34 دولة سنية المذهب، والذي يكوّن بالتالي حزامًا من الدول المقاومة للمد الإيراني الشيعي، يجعل إيران تتطلع إلى استغلال التنظيمات الإرهابية في إثارة القلاقل في المنطقة والحيلولة دون استقرارها. ورغم أن جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة تقاتل النظام السوري برئاسة بشار الأسد، والذي تدعمه إيران، إلا أن إيلي محفوض، رئيس "حركة التغيير" اللبنانية، قال في تصريح سابق أن إيران تمول الجبهة "بهدف زعزعة المنطقة والخليج العربي". بينما نفى سالم الصباغ، القيادي الشيعي وأول معتنق للمذهب في مصر، وجود أية علاقة بين إيران وتنظيم القاعدة أو أي من التنظيمات الجهادية الأخرى. وتابع في تصريحات خاصة ل "البوابة نيوز" أن "هذه التنظيمات القاتلة تعتمد على رفض الوجود الإسلامي الشيعي في العالم". نفى الصباغ كذلك أن يتسبب إعدام المملكة العربية السعودية للمنظر الشيعي نمر باقر النمر، إضافة إلى أعضاء من تنظيم القاعدة، في التعاون بين إيران والتنظيم ضد المملكة أو شن عمليات مشتركة ضدها. بينما قال سلامة أن تعاون إيران مع تنظيم القاعدة لشن هجمات داخل السعودية "أمر وارد ولا يوجد ما يمنعه". وأوضح: "المصلحة تجبّ الطائفية، فمن الممكن أن تتجاوز إيران القاعدة انتماءاتهما المذهبية وتتعاونان ضد السعودية".