قال خالد حدادة، أمين عام الحزب الشيوعي اللبناني، إن لبنان أصبح دولة فيدرالية مقنعة، محذرا من أن استمرار الصيغة الطائفية الحالية في لبنان يهدد كيان الدولة، ومشيرا إلى أن الطائفية امتدت إلى معظم أجزاء الدولة اللبنانية بما فيها الأجهزة الأمنية . وأضاف زعيم الجزب الشيوعي اللبناني -في حديث مع وكالة أنباء الشرق الأوسط تعليقا على تلميح بعض الزعماء المسيحيين اللبنانيين بينهم العماد ميشال عون للفيدرالية مؤخرا- أن الفيدرالية مطبقة بالفعل في لبنان لكن بشكل مقنع، فكل لبناني يولد في مستشفى طائفي، يذهب إلى روضة أطفال طائفية، مدرسة وجامعة طائفية، لا يوظف إلا على أساس طائفي، وينتمي لحزب طائفي، أما من هم خارج هذه الأحزاب الطائفية، فأما يضطرون للهجرة أو أقلية يذهبون إلى الإطار المدني الديمقراطي غير الطائفي . وأوضح أن البناء الفيدرالي في لبنان موجود وينقصه فقط الإعلان عنه وفدرلة الجيش، فالقوى الأمنية بالفعل موزعة على أساس طائفي، مشيرا إلى أن لبنان قد يكون فيدراليا أكثر من كثير من الدول الفيدرالية في العالم، على حد تصريحه . وحول طرح العماد ميشال عون زعيم التيار الوطني الحر القائل بإنه إذا أراد اللبنانيون الفيدرالية فنحن مع الفيدرالية، قال حدادة إن الزعامات الطائفية بمن فيهم العماد ميشال عون رغم علاقتنا وصداقتنا معه، وإيماننا أنه عمل منهجا جديدا، لكنه في النهاية زعيم طائفي ويتحدث باسم المسيحيين، مشددا على ضرورة وضع قانون انتخابات غير طائفي، وأن يكون مجلس النواب غير طائفي، ويمكن تأسيس مجلس شيوخ للطوائف وهذا الصيغة الموجودة في اتفاق الطائف . ورأى أن قادة المسيحيين يخطئون خطأ كبيرا إذا ظنوا أن النظام الطائفي سوف يحميهم، فالنظام الطائفي مع الوقت سوف يراعي موضوع الأكثرية السكانية، وبالتالي سوف يعيد تركيب التوزيعة الطائفية مع بقاء طائفية النظام، مضيفا بقوله “,”انطلاقا من ذلك فمصلحة المسيحيين مثلهم مثل كل اللبنانيين أن يبنى الانتماء إلى لبنان على أساس المواطنة وليس على أساس الدين والطائفة . وقال حدادة “,”نحن أمام حقيقتين، أن الصيغة اللبنانية بشكلها الراهن لم يعد إمكانية لإعادة تكوينها وتصليبها، هناك إمكانية لحل كاريكاتوري مثلما حدث في اجتماع الدوحة الذي أدى إلى تشكيل حكومة (بعد أزمة 7 مايو 2008) لمدة أربع سنوات ثم تنهار . وأضاف “,”كل حل وتجميد يتسبب في حرب أهلية تأخذ أرواح عشرات الآلاف من الضحايا والمهجرين “,”. واعتبر أن كل الأطراف ترى أن الصيغة الحالية وما يسمى بالتعايش أو الديمقراطية التوافقية أو الميثاقية، انهارت في لبنان، قائلا “,”خطاب السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله يقول إن الصيغة انهارت كذلك القوات اللبنانية والعماد ميشال عون زعيم التيار الوطني الحر، حتى حزب الكتائب الذي يعتبر نفسه حارس الصيغة ، يقول أيضا إن الصيغة انهارت.. هذه الحقيقة متفق عليها “,”. ولفت الانتباه إلى أن تعفن هذه الصيغة ينتقل إلى الكيان الوطني اللبناني، ومعربا عن الخشية من أن الإصرار على الكيان المتعفن ينعكس على الوطن اللبناني . وقال حدادة إن الخلاف حول الحقيقة الثانية وهي أي لبنان نريد؟، البعض يريد الانتقال من هذه الصيغة الطائفية إلى صيغة تعزز التقوقع والانقسام أكثر مثل صيغ الفيدرالية وغيرها، والبعض يريد إعادة تركيب الصيغة بما يعزز حصصه نتيجة التغيير السكاني والديموغرافي الذي حدث، مشيرا إلى أن الزعامات السنية والشيعية تذهب باتجاه إعادة تقسيم الحصص، والزعامات المسيحية تذهب باتجاه الفيدرالية، وكلاهما يضرب أسس الكيان الوطني اللبناني . وأضاف “,”نحن نرى أن كل هذا يؤدي إلى انهيار وضع البلد خصوصا في الظروف العربية والسياسية الراهنة، فلا يمكن الحل بهذا الطريقة، الحل يكون بإعادة تركيب البلد باتجاه دولة مدنية ديمقراطية، غير أن حدادة اعترف أن هذا الرأي مازال يشكل أقلية وغير شعبي، وموازين القوى لا تسمح به . ولفت إلى أن حزبه يعتبر أكبر حزب غير طائفي في لبنان وقد يكون الوحيد، مشيرا إلى أن هيئة إحصائية أظهرت أن الحزب الشيوعي هو الحزب الرابع في لبنان، بعد حزب الله والمستقبل والتيار الوطني الحر، وقبل حركة أمل والقوات اللبنانية والحزب الاشتراكي، من حيث حجم الانتماء السياسي من قبل الشعب اللبناني وكان ذلك في إحصاء قامت به إحدى المنظمات المتخصصة منذ نحو 5 سنوات.. كما أنه الحزب الوحيد الموجود في كل لبنان ، واصفا حزبه بأنه “,”يشبه لبنان “,”. واختتم حدادة تصريحاته بالقول إن هذا لا ينعكس في الانتخابات البرلمانية لأن طبيعة القانون تساعد الاحزاب الطائفية، مشيرا إلى أن الحزب يحقق نجاحات واختراقات كبيرة في انتخابات البلديات بما في ذلك في الجنوب أمام حزب الله وأمل ، وفي معاقل تيار المستقبل ، وحتي في بكفيا معقل حزب الكتائب “,”. يشار إلى أن الحزب الشيوعي اللبناني من أقدم الأحزاب في لبنان وتأسس رسميا في 24 أكتوبر 1924 في بلدة الحدث من ضواحي بيروت الجنوبية، وتضم صفوفه أعضاء من مختلف الطوائف اللبنانية ومن الأقليات القومية الموجودة في لبنان، وكان أحد الأحزاب التي شكلت الحركة الوطنية اللبنانية، وساهم في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي عام 1982 ضمن جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، كما أستشهد 12 من مناضليه أثناء القصف الإسرائيلي في حرب يوليو 2006، ويعد جورج حاوي من أشهر من شغلوا منصب الأمين العام له .