اهتم كتاب الصحف المصرية في مقالتهم الصادرة اليوم الأحد، بعدد من القضايا التي تهم الرأي العام المصري.. ومنها الحديث عن حركة المحافظين الجدد ، والحرب الدائرة في سوريا. ففي مقاله بصحيفة «الأهرام» قال الكاتب فاروق جويدة، إن الرئيس السيسى لا يريد أن يتحدث عما ورثه من تركة ثقيلة من الخراب والفساد ، وهو مثل رب الأسرة ورث أسرة متهالكة وبيتا من خرائب في الأماكن والأشياء والبشر، ولكن قدره أن يتحمل ذلك كله ويمضى بالسفينة إلى بر الأمان، أن الرجل يتعفف أن يتحدث عن التجريف الذى حدث للعقل المصرى، وكل الناس وأنا منهم تطالبه بفريق عمل قادر ونزيه ليكون شريكه في معركة البناء والمسئولية. وأضاف أن الرجل يترفع أن يخوض في موقف رجال الإعمال الذين خذلوا وطنهم وشعبهم قبل أن يخذلوه ، لقد أخذوا من مصر كل ما كان لديها في ظل عصابة حاكمة لم تخش الله في وطنها، والآن يبخلون على هذا الوطن بالقليل، إننا نعرف أننا شعب نسى متعة العمل واستراح للفضائيات والمخدرات والنت والفوضى، وكل واحد يريد أن يكون مليونيرا دون جهد أو عمل بعد أن استوعب الدرس من عصابات سرقت ولم يحاسبها أحد. وأوضح الكاتب انه باختصار شديد، أراد الرئيس السيسى أن يشكو المصريين لأنفسهم ويحرك ضمائرهم وما بقى فيهم من نوازع الخير والصدق والأمانة.. انه خائف على الوطن وأنا والملايين يصدقون خوفه، وهو حريص على أن تنجح التجربة وأنا والملايين شركاء له في هذا الحلم، وهو لا يستطيع أن يقول إننى لست العهد البائد ولا أنا عهد الجماعة فلماذا لا نقف جميعا أمام العاصفة وهو يعلم عنها أكثر منا جميعا. لم يتحدث الرئيس عن دوائر الفساد التى تحيط بالجهاز الإدارى للدولة وقد ترهل عبر سنوات طويلة من اللامبالاة والعجز وسوء الإدارة ، وهو الآن يقاوم كل عمليات الإصلاح والتطوير حرصا على ميراث طويل من المصالح، هناك أشياء كثيرة لم يتحدث عنها الرئيس وهى بكل تأكيد تحتاج مع القرار الحاسم إلى إرادة شعب وصحوة أمة. واختتم جوده مقاله بان خطاب الرئيس السيسى يحمل الكثير من الشجن والعتاب والأمل ، وإن بقيت أشياء كثيرة لم يفصح عنها لأنه لا يريد أن يجرح كرامة شعبه الذى أحبه ووقف معه في ساعة محنة..ولهذا اختار الرئيس أن يشكو المصريين للمصريين. وفي مقاله بصحيفة «الأهرام» أيضًا، قال الكاتب مكرم محمد أحمد، نجح التقارب الروسي الأمريكي في تمرير قرار تاريخي لمجلس الأمن ، يعكس قدرا غير مسبوق من وحدة الدول الكبري، ويحمل في احدي المرات المعدودة توقيع امريكا والروس والصين، مستهدفا إنهاء الحرب السورية وإقرار تسوية سلمية للازمة بعد 5 سنوات مريرة، راح ضحيتها أكثر من 330 ألف سوري، وتم تشريد ما يزيد علي 5 ملايين نسمة خارج ديارهم وبلادهم، وجري تدمير أجمل المدن العربية، دمشق وحماة وحلب، كما شكلت الحرب تهديدا خطيرا لبقاء ووجود الدولة السورية. وأضاف إن أفضل ما في قرار مجلس الأمن، أنه يعهد إلي الأممالمتحدة بالإشراف علي عملية وقف إطلاق النار ومراقبتها، ويثبت مسئولية مجلس الأمن كجهة مشرفة علي تنفيذ التسوية السلمية، ويؤكد ضرورة الإبقاء علي سوريا دولة موحدة كاملة السيادة علمانية متعددة الأديان والقوميات، ويعطي للشعب السوري الحق في تقرير مستقبله من خلال انتخابات رئاسية نزيهة تجري تحت إشراف دولي. وأشار الى أن القرار يرسم خريطة طريق لإنهاء الأزمة تبدأ بوقف إطلاق النار في جميع أنحاء سوريا وتشكيل حكومة وحدة وطنية تضم ممثلين للمعارضة والحكم تبدأ باقرار وقف إطلاق النار في أول العام الجديد ، وتستهدف في غضون 6 أشهر وضع دستور جديد وإجراء انتخابات رئاسية تحت إشراف الأممالمتحدة يشارك فيها السوريون في الداخل والمهجر في غضون 18 شهرا، علي أن يسبق ذلك نداء من الأمين العام للأمم المتحدة يطالب الدول الأعضاء بمنع وقمع الأعمال الإرهابية التي يرتكبها في سوريا تنظيم داعش وجبهة النصرة وكل الجماعات المرتبطة بالتنظيمين علي النحو الذي يحدده مجلس الأمن. وأكد الكاتب فى ختام مقاله أنه ما من شك فى أن قرار مجلس الأمن يفتح الطريق أمام تكتيل جهود المجتمع الدولي للحرب علي جماعات الإرهاب داخل سوريا، كما انه يمثل رسالة مهمة وواضحة لكل الأطراف بأنه حان الوقت لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا، مشيرًا إلى أن لا تزال هناك مشكلات مهمة تعترض تنفيذ القرار، لعل أهمها تشكيل وفد المعارضة السورية وضمان خلوه من أي ممثلين لجماعات الإرهاب، وتوافق كل الأطراف علي قائمة موحدة للجماعات الإرهابية التي يتحتم إعلان الحرب عليها واجتثاث جذورها، وطبيعة الدور المتوقع من جانب إيران، لكن أيا من هذه المشكلات لا يشكل عقبة كؤود في ظل استمرار توافق الروس والأمريكيين. وفي مقاله بصحيفة «الأخبار» أعرب الكاتب جلال دويدار عن أمله أن تكون هناك جدية في اجتماع وزراء الخارجية العرب للوصول الي صيغة فاعلة في مواجهة المؤامرات التي تستهدف الأمن والسيادة، وقال إننا لسنا في حاجة الي قرارات إنشائية لمعالجة أمورنا المصيرية، ولكننا في حاجة الي قرارات فاعلة لنحافظ علي مصالحنا وامننا القومي كعرب. لقد شاءت الأقدار أن تنكشف أطماع وطموحات أردوغان - تركيا المتخفي تحت عباءة الإسلام، هذه النزعة العدوانية كانت وراء عدوانه المتعمد علي سيادة العراق وارباك جنوده ليكونوا بجانب تنظيم داعش الحليف، أنه لم يستطع إخفاء نزعة العثمانية العدوانية والهيمنة باستخدام الكذب والخداع والتضليل سعياً الي إحياء الماضي القائم علي التوسع والسيطرة والهيمنة ، وكانت وسيلته في ذلك اتباع استراتيجية جماعة الإرهاب الإخواني الذين تسلطوا علي ثورة 25 يناير واتخذوا منها مظلة للوصول الي غايتهم بالاستيلاء علي مقدرات مصر. وأضاف أنه علي هدي ما قام به هذا الكيان الإخواني الإرهابي الذي ينتمي اليه فكراً وانحرافاً عمل علي احتواء غضبة الشعب السوري علي حكم بشار الأسد لتحقيق هذه الغاية، لجأ الي الإغداق علي الجماعات المسلحة السورية بالسلاح والمال الي جانب توفير المأوي وفتح الحدود المشتركة مع سوريا لدخول المسلحين المرتزقة الممولين خارجياً، واعتقد أن هذا المخطط سيسمح له بالاستيلاء علي أجزاء من شمال سوريا ليلتحق بمنطقة الإسكندرونة التي سبق وتم ضمها إلي تركيا، تضمن هذا المخطط العدواني الحصول علي غطاء دولي يسمح باقامة منطقة عازلة وحظر الطيران علي هذا الشمال السوري الذي تم تسكينه بعناصر من أصل تركي (التركمان). واكد أن هذا المخطط الاردوغاني استهدف بشكل أساسي تمزيق دولة سوريا العربية وتقسيمها وقدم الرعاية والدعم لتسهيل دخول «داعش» إلي سوريا وتمكنه من الاستيلاء علي منطقة الرقة والاستقرار فيها للانطلاق إلي مناطق أخري، وفي هذا الإطار كانت تعليماته واضحة بأن تكون تركيا المعبر الرئيسي بل الوحيد لعبور المرتزقة المسلحين الذين اصبحوا يشكلون الجانب الأكبر من التنظيم العامل في سوريا. وأوضح الكاتب أن أطماع هذا التركي «الموتور» لم تقتصر علي سوريا، وإنما امتدت وبشكل عدواني فج الي أراضي دولة العراق ، وتمثل ذلك في الاعتداء علي سيادة هذا البلد بارسال قواته الي قرب مدينة الموصل الواقعة تحت احتلال حليفه «داعش». بالطبع فأن هذه التحركات المجنونة لا يمكن أن تكون بعيده من توجهات الولاياتالمتحدة رغم ما تم إعلانه عن المطالبة بانسحاب القوات التركية ، وهو بهذا التدخل العسكري في العراق يعمل علي استكمال المخطط الامريكي التآمري لتدمير وتقسيم العراق وضمان أن يكون له نصيب في هذه الكعكة. كل هذه الحقائق كشفت للجميع أن «أردوغان» الذي يدّعي انتماءه الإسلامي يقف وراء كل ما أصاب الأمة العربية من كوارث، ليس هذا فحسب بل انه عمد الي توظيف انتهازيته لخدمة أطماعة وعدائه للعرب والإسلام. في هذا الشأن يمكن القول انه ومن خلال رعايته للإرهاب قد ساهم بشكل كبير في تشويه صورة الإسلام.. لم تكن مؤامرة اللاجئين السوريين المقتحمين للحدود الأوروبية انطلاقاً من تركيا سوي إحدي حلقات نشر الكراهية ضد العرب والمسلمين في كل أوروبا. اننا مازلنا نقول إن البقية سوف تأتي إلي أن يخلصنا الله من أمثال هذا الأردوغان. وفي مقاله بصحيفة «الأخبار» أيضًا، قال الكاتب محمد بركات، إنني أري انه من الإنصاف ومن الواجب أن نتوجه بالشكر لكل مسئول تم إعفاؤه من منصبه ، في إطار ضرورات التغيير الذي تحتمه الظروف وتفرضه الرغبة في ضخ دماء جديدة في شريان المسيرة الوطنية، الساعية للتنمية والاستجابة لمطالب وطموحات المواطنين في جميع المجالات التنفيذية والخدمية، وأعتقد أن هذا تقليد لابد أن نعمل به، في إطار الاحترام الواجب لكل مسئول سابق، سواء كان محافظا أو غير ذلك، ما دام هذا المسئول اجتهد في القيام بواجبه ولم يقصر في محاولة الوفاء بمسئولياته في حدود طاقته وقدرته، ولم يهمل أو يسرق أو يرتش او يهدر المال العام. وأضاف اذا ما توخينا الحقيقة والواقع فلابد أن نقول بكل الوضوح، إن مهمة ثقيلة تنتظر المحافظين الجدد وايضا الباقين في مناصبهم، ونرجو الله أن يعينهم عليها، وان يوفقهم في الوفاء بالمسئوليات الجسام الملقاة علي عاتقهم، والمتمثلة في التكليف بادارة وتنظيم شئون المحافظات والنهوض بها وتطويرها، والتصدي لمشاكل وقضايا وهموم أهلها وأبنائها، والتخفيف من معاناتهم، والسعي لتحقيق مطالبهم والاستجابة لطموحاتهم وآمالهم في العيش الكريم وتوفير سبل الحياة لهم ولأسرهم، مؤكدا أن المهمة ليس سهلة ولا هينة، بل هي مسئولية جسيمة في ظل ظروف غاية في الدقة يمر بها الوطن كله علي كل المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية، وما يتطلبه ذلك من صواب الرؤية وكفاءة العمل والقدرة علي الإنجاز، والحكمة في الإدارة وحسن التواصل مع الجماهير. وأوضح أنه يزيد من جسامة وثقل هذه المسئولية ما اصبح مدركا ومألوفا للاسف ، من تفش لصور ومظاهر الإهمال وعدم الانضباط وانتشار التسيب، فضلا عن شيوع الفساد، واستشراء القصور في كل ركن من أركان المحليات ، وهو ما يدفع الكل للإيمان بأن ذلك هو التحدي والعدو الأكبر لمصر والمصريين، وهو العقبة أمام كل محاولات التقدم والانطلاق نحو المستقبل الأفضل. وفى صحيفة «الجمهورية» قال رئيس التحرير فهمى عنبه إن مصر تحتاج إلي أفكار جديدة وحلول مبتكرة للمشاكل المزمنة، خاصة وقد جربنا السياسات التقليدية علي مدي نصف قرن.. ومازالنا نعيش نفس الأزمات ولايتغير سوي الأفراد. وأضاف أنه بعد كل حركة محافظين يستبشر المواطن خيراً.. وللأسف في أغلب الأحوال تظل الشكوي واحدة في كل قرية ومدينة بالمحافظات من بحري للصعيد.. من أكوام القمامة ومن الصرف الصحي وعدم تمهيد الطرق ومياه الشرب الملوثة وازدحام المرور.. تماما مثلما يحدث عند التعديل الوزاري حيث يظل الحديث عن إصلاح السياسات الاقتصادية والمالية وانهاء البطالة والعمل علي تحسين جودة التعليم وتوفير العلاج المجاني للمرضي غير القادرين.. ويستمر العناء حتي تأتي وزارة جديدة أو يتم تغيير المحافظين فيتجدد الأمل ، موضحا أن الأمر لم يعد يتوقف علي استبدال الأشخاص.. ولكن أصبح لزاما استحداث أفكار وحزم برامج وسياسات جديدة تماما.. لم تستهلك من قبل.. ولم تطرأ علي خاطر الوزراء والمحافظين السابقين.. خاصة وان لدينا كوادر وعلماء وخبراء عندهم ما نبحث عنه.. وفي مراكز الأبحاث والجامعات بكل المحافظات والأكاديميات المدنية والعسكرية يوجد دكاترة وأساتذة يبتكرون ما يحتاجه المجتمع وبخامات محلية وبأسعار زهيدة.. لكنهم لايجدون من يكتشفهم.. أو حتي يهتم بالاستماع لما يقولون.. وتنفيذ ما يخترعون. وأشار الكاتب الى أنه يوجد بكل محافظة العديد من الكنوز البشرية والمادية التي لو استطاع المحافظ اكتشافها لنهض بمجتمعه وحقق الاكتفاء الذاتي وزاد من الدخل الذي يجعله يستغني عن الحكومة في العاصمة ، طبعاً إذا تزامن ذلك مع تطبيق اللامركزية واعتماد كل محافظة علي مواردها الا في الضروريات، فما يصلح من خطط واستراتيجيات وسياسات للارتقاء بمحافظة ساحلية.. لاينفع أخري صحراوية.. كما أن الإقليم الزراعي مشاكله تختلف عن الصناعي أو الذي يقوم علي المناجم والمعادن.. وكل محافظ هو أدري بمجتمعه وبنقاط الضعف والقوة.. وعنده الجامعة بكلياتها والجمعيات الأهلية ورجال الأعمال والأندية بشبابها.. الي جانب ما تتمتع به محافظته من ثروات طبيعية.. وهذه هي مصادر قوته.. ووحده الذي يستطيع كحاكم للإقليم وكرئيس "لجمهورية محافظته" أن يحدد أولويات خطة التنمية وتوزيع الميزانية.. ولايجب أن يتم فرض ذلك عليه من الحكومة المركزية علي الأقل حتي يمكن محاسبته.. لان ما يؤديه وهو مجبر كيف نحاسبه عليه ؟ . وأكد أنه يمكن لأي محافظ بمساعدة الأهالي والجامعة المحلية والمجتمع المدني أن يحل مشاكل البطالة وبناء المدارس والمستشفيات ورصف الشوارع وإنارتها.. وايجاد بدائل رخيصة ومن البيئة المحيطة لكل ذلك.. فشباب وعلماء مصر يمكنهم تحويل الفسيخ إلي شربات ، مشيرا الى أن الأفكار كثيرة ومتعددة.. والمواهب مدفونة في كل مكان في هذا الوطن المعطاء.. فقط علي المحافظ أن يدرس الواقع وينبش ويبحث عن الحلول الجديدة والمبتكرة التي نحن في أمس الحاجة اليها لبناء المستقبل والغد الأفضل للأجيال القادمة.