سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رغم الأزمات الاقتصادية المتكررة.. المصريون يشترون سجائر ب " 655 مليون جنيه" في 8 شهور.. التجار: الرقم طبيعي مقارنة باستهلاك الزبائن.. ومدخنون: "التبغ" إكسير الحياة
كشفت إحصاءات تابعة للجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، أن مصر تستورد من التبغ المفروم والصالح للمضغ نحو 654 مليون و870 ألف جنيه، في خلال 8 أشهر في الفترة من يناير وحتى شهر أغسطس، وتشير البيانات إلى أنها ارتفعت عن نفس الفترة في العام الماضى، وكانت قد سجلت 579 مليون جنيه. وتوضح البيانات أن واردات مصر من "ورق الدخان" والتبغ الخام تصل إلى 990 مليون و548 ألف جنيه، بعد أن كان حجمها منخفضًا 531 مليون و750 ألف جنيه، في نفس الفترة بالعام الماضي، ولذلك حاولت "البوابة نيوز" التحدث مع عدد من تجار الجملة والقطاعي" وعدد من المدخنين حول هذا الرقم "الضخم" خاصة في ظل الأزمات الاقتصادية التي تمر بها مصر، وسعي الجميع إلى حلها وتوفير أساسيات الحياة من مأكل ومشرب، إضافة إلى السكن والطاقة والحروب القادمة على تلك الموارد. في البداية يقول سيد عليان، تاجر جملة بمنطقة الدقي: السجائر في مصر يتم سحبها أثر من سحب الشاي والسكر، فهناك من التجار يأخذون بضاعة بمجمل 10 آلاف جنيه، يكون 5 آلاف جنيه منها للسجائر، لأنها البضاعة الوحيدة التي مهما غلت يشتريها زبونها، ويفكر فيها قبل الشاي والسكر والزيت والسمنة. وأضاف: الزبون في مصر لا يكترث بأي شيء قبل مزاجه، والمزاج هنا هو السجائر، لكن الأكل بزيت أو سمن لا يهم، وجود الشاي ليس قضية ممكن نشربه على القهوة، لكن وجود السجائر في جيب الزبون أمر ضروري جدًا. ويقول حامد السنّي، أحد الباعة الموجودين بأكشاك منطقة وسط البلد: الزبائن التي تأتي لشراء السجائر، سواء كان "فرط" أو علب بمختلف أنواعها أهم عندي من أي زبون آخر، لأنه لا ينقطع، فكل يوم الموظف يعدي عليا من أجل "تظبيط دماغه" بسيجارته المفضلة، ولكن اللي بيشتري الشيبسي أو العصير مثلًا جاي مرة ثم يذهب ولا يعود، لكن زبون السجاير دائم لا يتغير. ويقول محمود عارف، 25 سنة: أنا أدخن السجائر منذ أن كنت في الصف الثاني الإعدادي، وأعتقد أنني أشتري كل يوم الآن سجائر ب 23 جنيهًا، بمعدل علبة يوميًا، وأعتقد أن فلوس السجائر التي صرفتها في حياتي حتى الآن كانت تكفي لفتح أي مشروع، لكن للأسف دماغي لا تستطيع الاستغناء عن السجائر، فهي اكسير الحياة بالنسبة لي. ويقول سمير مندور، 28 سنة، السجائر لها وضع خاص وأعتقد أن المبلغ المذكور أقل من الحقيقي، فأنا مثلًا نجحت في الاستقلال عن أبي وأمي منذ أن كنت في الفرقة الثانية في الكلية، واستقليت بشكل كامل، بمعنى أجرت شقة وصرفت على نفسي، وبرغم كل ذلك لا أستطيع الاستقلال عن السجائر، ببساطة منع السجائر في مصر سيقابل بعنف جماهيري أكثر من منع المياه من إثيوبيا. وتقول هند عبد العاطي، 30 سنة: أنا مدخنة من 4 سنوات فقط، ولكن لي صديقات مدخنات منذ المرحلة الثانوية، ويستقطعون أجزاء تصل إلى ربع المرتب لشراء السجائر، وبالتالي كل هذا الرقم الذي يعتبره الناس ضخم على السجائر أو التبغ يعتبر عادي مقارنة بما أراه من أصدقائي. ويقول حاتم السيد، 22 سنة، والذي أنهى فترة التجنيد الإجباري منذ أيام- وفقًا لحديثه – أنا كنت في الجيش الناس لا تنعي هم الكل والشرب بالطبع لأن القوات المسلحة توفر لنا تلك الأشياء، لكن كان زملائي يحملون هم السجائر، وإذا تأخر الكنتين يوم مثلًا في شراء السجائر، كان من زملائي من يكون حاله ك "المجنون"، ولكن مثلًا لو تأخرت السيارة التي تنقل لنا المياه المخصصة للشرب، لم يكن هناك أي مشكلة، وبالتالي هذا الرقم أمر طبيعي بالنسبة لي لأن الاستخدام يفوق هذا الرقم.