سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"ما تسكتيش" حملة تمرد على العنف ضد المرأة.. مصر الأعلى نسبيًا من حيث عدد الحالات.. 30% يتعرضن للعنف الجسدي واللفظي.. "التلاوي": الحملة بداية لجهود مستقبلية عديدة
"مش غلطتك إن طموحك تبقي أم، ومش مشكلتك إنك بلا طموح أو متدلعة أو معنسة أو مسترجلة أو معيوبة أو لاسعة واخترتي تعملي حاجات في حياتك دايما الناس تنتقدها، أوعي تستسلمي ومتديش فرصة لحد إنه يوقفك ويمنعك من اللي بتحبيه واللي نفسك توصلي ليه، دي حياتك اختاري اللي يبسطك ودي اختياراتك وحتى لو كنت مهملة لبيتك.. مش الحل الإهانة والضرب عشان كده ما تسكتيش عن حقك"، كلمات معبرة عن مأساة العديد من السيدات اللاتى يتعرضن للإهانة والعنف سواء كان جسديا أو لفظيا. وبكل أسف تعتبر مصر الأعلى نسبيا في حالات العنف ضد المرأة، رغم إنها من إحدي الدول التي وقعت على ميثاق الأممالمتحدة لحقوق المرأة ووقف العنف ضدها، حيث تعرضت أكثر من 30% من النساء اللاتي سبق لهن الزواج في مصر لشكل من أشكال العنف الجسدي أو الجنسي أو النفسي على يد أزواجهن، وبحسب المسح السكاني لعام 2014، والذي أعلن عنه الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في نوفمبر الماضي، فكان من الواجب تسليط الضوء على هذه القضية التي غفل عنها الكثيرون سهوا أو عمدا من منطلق ثقافة مجتمع ترى أن صوت المرأة لا يعلو على صوت الرجل. وما بين تعدد حالات العنف ضد المرأة ظهرت حملة "ماتسكتيش"، والتي نددت بالرفض التام للعنف ضد المرأة والتضامن مع الحالات المشابهة وحث النساء على رفض ما يتعرضن له من عنف زوجي ومجتمعي بشكل ممنهج. وعبرت حملة "ما تسكتوش" بلافتات في الشوارع تضيء ليلا، ويظهر فيها علامات ضرب وكدمات على وجه البنت، وهو تجسيد للعنف الذي تتعرض له المرأة في المجتمع المصري، وتعتبر الحملة من أكثر الحريصين على حقوق المرأة وعدم انتهاكها ورفضها للقرارات ومشكلات عديدة، ومنها قرار أحمد الزند وزير العدل وهو زواج الأجنبي من المصرية بعد تقديم شهادات استثمار ذات عائد بمبلغ 50 ألف جنيه باسم طالبة الزواج المصرية واستيفاء المستندات المطلوبة لدى مكتب التوثيق، وذلك في حالة تجاوز السن بينهما 25 سنة عند توثيق العقد الزواج،وهنا اعتبر المرأة سلعة تجارية للبيع والشراء، وليست إنسانة تحترم لها حقوقها التي يجب مراعاتها، وبرغم كل ذلك تواجه المرأة عدة مشكلات منها العنف المعنوي والجسدي والتحرش والاغتصاب دون احترام للأدمية البشرية. وتقول ميرفت التلاوي، رئيسة المجلس القومي للمرأة، إن حملة "متسكتوش" تعتبر بداية لجهود مستقبلية حتى يتم رفع الوعي العام حول قضايا العنف ضد المرأة والعمل على حل بعض قضايا، وأوضحت سوف يتم الإعلان عن إنشاء محاكم خاصة تابعة لوزارة العدل تختص فقط بقضايا العنف ضد المرأة، وهذا يعتبر خير دليل على التزام الحكومة بالقضاء على العنف ضد المرأة. حيث اشادت من الضرورة تغليظ عقوبات التحرش، ويجب استغلال جميع المراكز الثقافية الموجودة في محافظات مصر المختلفة؛ لنشر الوعي بقضايا المرأة ويتم من خلالها عرض أفلام قصيرة تسلط الضوء على هذه القضايا. وأشارت التلاوي إلى أن المجلس تبني الحملة لإنهاء العنف ضد المرأة، وذلك بالتعاون مع مؤسسات الدولة المختلفة حتى تتضمن نشر لافتات توعية، وتكون أماكنها في المستشفيات والوحدات الصحية والمراكز الثقافية وغيرها من المنشآت الحيوية التي يتردد عليها الكثير من المواطنين وأكدت أن "ثقافة العنف لن تتغير سوى باستمرار حملات التوعية على مدى العام حتى يتم القضاء عليها نهائيا". وأقامت مجموعة من الصحفيات بعمل وقفة تحت اسم "ماتسكتيش" أمس، على سلالم نقابة الصحفيين وقاموا بعمل ماكيير بشكل مبسط يوضح أثار العنف الذي تتعرض له بعض الفتيات المتزوجات، وكانت الوقفة لا تتضمن المتزوجات فقط لكن كانت وقفة عامة للفتيات والسيدات حيث إنهن أعلن رفضهن التام للعنف ضد المرأة والتضامن مع السيدات اللائى تم تعرضهن للإهانة الجسدية واللفظية وحثهن على أنهن مايسكتوش عن حقهن. حيث إن اللافتات تعبر عن احتجاجهن على العنف ضد المرأة، "لو مد إيده عليكي ماتسكتيش" كان هذا مضمونها التي رفعتها نحو 15 فتاة شاركن في الوقفة. وقالت آية حسني، إحدي منظمات الوقفة،لا يجب أن تتخلي المرأة عن عملها ولا مستقبلها المهني والوظيفي مهما كانت الظروف، وأن العمل هو طريق المرأة لبناء مستقبلها وأن الضامن الوحيد لحريتها والحفاظ على كرامتها هو التعليم. وناشدت يجب على كل راعي اسرة سواء أن كان الأم أو الأب تعليم البنات، لحمايتها في المستقبل. وقالت ريهام المصري صحفية وإحدي مشاركات وقفة، وأنها توجه كلمة لكل امرأة متستسلميش لإحساس الخضوع لأنه مش هترتاحي وهيوصلك لمرض نفسى وحاولي تزودي ثقتك بنفسك وتهتمي بشغلك في داخل وخارج البيت وتهتمي بعلاقاتك الاجتماعية وحاولي مش تتجنبي الناس. وأوضحت هالة حسن إحدي المشاركات في الوقفة حجم المعاناة الجسدية واللفظية التي تحملتها من طليقها، وأنه لم يشارك في الإنفاق على ابنتهما منذ عام ونصف. وأضافت هالة، أنها شاركت في الوقفة لرفضها العنف ضد المرأة وتتمني أن أي رجل يعتدي على زوجته يعاقبه القانون.