التمييز الذى يمارسه المجتمع ضد المرأة زاد بعد ظهور أفكار الإسلاميين وخاصة السلفيين الذين جعلوا المرأة شغلهم الشاغل، وتفننوا في إظهار الفقه المتشدد الذي يزيد من اضطهادها، وقد لخصت طبيبة مصرية حالهم بقولها «لو اختفت النساء من مجتمع، لاختفى السلفيون».
ضرب الحبيب
لا يري المجتمع ولا الإسلاميون أن العنف ضد المرأة يعتبر جريمة، فضرب الأب لإبنته أو الزوج لزوجته هو من حق الرجل، ومن حقه حرمانها من حقوقها حتى وإن تعلمت وخرجت للعمل.
وفى الإحصاءات أن 35٪ من الزوجات تعرضن للضرب من الزوج مرة واحدة على الأقل، 69٪ من الزوجات تعرضن للضرب بسبب رفض معاشرة الزوج أو بسبب الرد عليه بلهجة لاتعجبه.
والعنف ضد المرأة ظاهرة عالمية، لكنه فى مجتمع يدعى التدين يعتبر متناقضا مع قيم الدين، ويرجع اضطهاد المرأة إلى تفضيل الرجل عليها بسبب التقاليد المتوارثة والأفكار المنسوبة زوراً للدين‐‐‐.
ستر العورة
استخدم الإسلاميون الخطب والدروس لإقناع الناس وخاصة النساء باستحالة المساواة بين الرجل والمرأة بسبب أن المرأة عورة وناقصة عقل ودين.
أكد على ذلك حسن البنا فى رسالته إلى المرأة المسلمة بقوله إن «المجتمع الإسلامى مجتمع انفرادى لامجتمع مشترك».
والمرأة لا يجب اختلاطها بالمجتمع فهى عورة ولذلك يجب أن يسترها الرجل، وهى فى نظر الإسلاميين مصدر متعة وفى نفس الوقت أصل البشر، ولهذا فأغلب الإسلاميين لايكتفى بزوجة واحدة، بل يتحسرون على عصر الجوارى وما ملكت الإيمان.
فالمرأة محكوم عليها بالتحجب والاحتجاب عن نظر الرجل، لكنه مشغول بها وهى متحجبة أمامه وعارية فى خياله.
تسيطر المفاهيم الخاطئة على بعض الناس، وتتحول مع الوقت تلك المفاهيم إلى قيم اجتماعية لا مبرر لها سوى أنها من العادات والتقاليد.
كفاية تحرش!
فى الوقت الذى يزداد فيه العنف ضد المرأة يزداد التحرش بها، فالمرأة هى الحلقة الأضعف، والرجل ينتهز أى فرصة للتحرش بها جسديا أو لفظيا، ويستمتع هو بذلك باعتباره مظهرا للرجولة.
فأغلب الرجال مهووسون بالجنس، وتتم إثارتهم جنسيا بمجرد رؤية أى أنثى، وهو دليل على كبت جنسى وخلل فى التربية ونقص فى الإيمان.
وفى حالات التحرش تلوم المرأة غيرها من النساء، مثل الأم التى تؤنب ابنتها لأنها تم التحرش بها أو تعرضها لمحاولة اعتداء، فلا يكفيها تأنيب الرجل لها بل تؤنب النساء بعضهن البعض.
أخيرا اتجوزت!
العنوسة مقصود بها تخطى سن الزواج المتعارف عليه بالنسبة للجنسين، ولكنها أصبحت تخص البنات فقط، فالمجتمعات البدوية والريفية تعتبر العانس من تجاوز عمرها العشرين، وفى المدن من تجاوز عمرها الثلاثين، وفى الإحصاءات أن عدد العوانس 8 ملايين، بنسبة 40٪ من الفتيات فى سن الزواج.
فالعنوسة تطارد البنت من سن المراهقة حتى تشعر بالخوف من أن يفوتها قطار الزواج، فالمرأة التى لم تتزوج لا أهمية لشخصها أو لعملها فهى عانس وبس.
مجرد كلمة تسجن إنسانة لتصبح مهمتها هى العثور على من يسمح لها بركوب قطار الزواج السعيد أو غير السعيد مش مهم، المهم إنها لحقت القطار.
تعقيب
حرية المرأة تتم بوعيها بحقوقها، وبتوعية المجتمع بقضاياها حتى يطبق العدل والمساواة بين الجميع، قال تعالى: «وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ..» (النساء - 32) وعن النبى عليه الصلاة والسلام: «النساء شقائق الرجال».