بلافتات احتجاجية وماكياج "رمزي" للتعبير عن آثار العنف الذي تتعرض له النساء والفتيات في مصر حتى من أقرب الأقارب، شاركت مجموعة من الفتيات في وقفة صامتة، مساء اليوم الثلاثاء، على سلالم نقابة الصحفيين بوسط القاهرة. "لا للعنف ضد المرأة"، "لو مد إيده عليكي ماتسكتيش" .. كان هذا مضمون اللافتات التي رفعتها نحو 15 فتاة نظمن وشاركن في الوقفة. وقالت آية حسني، إحدى منظمات الوقفة، لأصوات مصرية، إن الهدف من الوقفة هو رفض العنف الذي تتعرض له المرأة بمختلف أشكاله وتفعيل مواد القانون التي تجرمه، وإعلان رفض الفتيات المشاركات لقرار "الزواج السياحي". وكان وزير العدل أصدر قرارا في ديسمبر الجاري بإلزام طالب الزواج الأجنبي من مصرية بتقديم شهادات استثمار ذات عائد دوري بالبنك الأهلي المصري بمبلغ 50 ألف جنيه باسم طالبة الزواج المصرية. ووصفت آية القرار بأنه "بيع لفتيات مصر في سوق النخاسة". وعن فكرة استخدام مستحضرات التجميل للتعبير بشكل رمزي عن العنف تجاه النساء قالت آية:"هدفنا نوصل رسالة لأنصاف الرجال اللي بيتعدوا على النساء باللفظ أو العنف الجسدي بأننا هناخد حقنا بأبسط سلاح عندنا وهو الماكياج". وأشارت إلى أنهم استوحوا الفكرة من مبادرة "قطرة أمل"، والتي دشنت عبر موقع "إنستجرام" خلال الشهر الجاري، كوسيلة مبتكرة لمناهضة العنف ضد النساء. كما أشارت إلى أن الوقفة جاءت انطلاقا من الحملة الدولية "16 يوم من النضال ضد العنف القائم على النوع الاجتماعي". وانطلقت الحملة لأول مرة عام 1991، وتبدأ الحملة كل عام يوم 25 نوفمبر، وهو اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء، وتستمر حتى 10 ديسمبر، وهو اليوم العالمي لحقوق الإنسان. وأوضحت آية، أنها اختارت أن يكون موعد الوقفة بعد انتهاء الحملة الدولية حتى تستمر الفعاليات المناهضة للعنف ضد المرأة على مدار العام، مشيرة إلى تنظيم فعاليات أخرى في وقت لاحق لتوعية النساء برفض الانتهاكات التي يتعرضن لها. وأشارت إلى أن الوقفة لا تنظمها أي جهة، وإنما مجموعة من الفتيات، قائلة: "اقترحت الفكرة على مجموعة من زميلاتي الصحفيات وتحمسن لها.. وعملنا صفحة على "فيس بوك" تفاعل معها البنات وشاركن في الوقفة". وذكرت صفحة الدعوة على "فيس بوك" في بيان لها، إنها وقفة سلمية صامتة لإعلان الاحتجاج على العنف "المتزايد" ضد المرأة بشكل عام و"الممنهج" من الأزواج ضد النساء، ولفت البيان إلى حصول منظمي الوقفة على تصريح من وزارة الداخلية. وتعرضت أكثر من 30% من النساء اللاتي سبق لهن الزواج في مصر لشكل من أشكال العنف الجسدي أو الجنسي أو النفسي على يد أزواجهن، بحسب المسح السكاني الصحي في مصر لعام 2014، والذي أعلن عنه الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في نوفمبر الماضي. وقالت هالة حسن، إحدى المشاركات في الوقفة، لأصوات مصرية، إنها تعرضت للعنف الجسدي والإهانة من طليقها، وأنه لم يشارك في الإنفاق على طفلتهما منذ انفصالهما قبل عام ونصف لأنه لا يعمل. وأضافت أنها شاركت في الوقفة لإعلان رفضها للعنف ضد النساء والمطالبة بتجريمه، قائلة:" نفسي أي راجل يمد إيده على مراته القانون يعاقبه ويتحبس، والرجال في مصر تتعلم تحترم الستات". وقالت سمر إبراهيم، مشاركة في الوقفة، لأصوات مصرية، إن عملها كصحفية جعلها تتردد على محكمة الأسرة باستمرار، ويقابلها هناك قصصا لكثير من النساء المعنفات، وجاءت لتوجه رسالة "لا للعنف ضد المرأة".