"قطرة أمل" تواجه العنف ضد المرأة بالماكياج والصور

رنا وشروق... قررتا دعم النساء المتعرضات للعنف بطريقة جديدة ومبتكرة، عن طريق استخدام الماكياج والصور لإبراز آثار العنف على وجه المرأة وجسدها، بهدف تقديم الدعم والمساندة للنساء المعنّفات، من خلال إطلاق حملة "قطرة أمل" على موقع "انستجرام" أمس، الأحد، لدعم المرأة المصرية في مواجهة العنف.
بدأت الفكرة من خلال المدونة رنا خليل التي تعاونت مع صديقتها شروق القصبي -والتي تعمل كخبيرة تجميل- لإطلاق حملة "قطرة أمل" من خلال مجموعة صور تبرز المشاكل التي تتعرض لها المرأة المعنّفة.
وتقول المدونة رنا خليل "فكرت في الحملة مع شروق والمصورشريف يمني، لتقديم نوع من الدعم للنساء المتعرضات للعنف، لكن بعيدا عن الندوات والغرف المغلقة"، حيث قاموا بتصوير مجموعة من الصور التي تعبر عن أشكال العنف المختلفة التي تتعرض لها المرأة المصرية.
وتضيف رنا أن هذه الحملة تأتي في إطار حملة ال16 يوما الدولية لمناهضة العنف ضد المرأة، موضحة "حبينا نعرف الناس شكل الست المضروبة إيه، لأن فيه ناس كتير ما تعرفش تأثير الضرب على الست على الرغم من انه حال كثير من الستات".
وتعرضت أكثر من 30% من النساء -اللاتي سبق لهن الزواج في مصر- لشكل من أشكال العنف الجسدي أو الجنسي أو النفسي على يد أزواجهن، بحسب المسح السكاني الصحي في مصر لعام 2014، والذي أعلن عنه الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء حديثا.
وتنقسم الحملة إلى ثلاثة أجزاء، حيث ركز الجزء الأول على العنف ضد الزوجة، والجزء الثاني على الاغتصاب، والجزء الثالث على التحرش.
وتؤكد رنا أن بعض الصور ركزت على جوانب إيجابية، فهي تعبر عن الأمل لدى المرأة المصرية من خلال الإشارة بعدم خوفها من المجتمع، وأهمية مواجهة ما يحدث لها من عنف.
وتقول "قمنا بنشر صورة لعروسة ترتدي فستانا أبيض وهي تمسك بورد برتقالي، تضامنا مع حملة الأمم المتحدة التي تعتبر اللون البرتقالي لون مميز لمواجهة العنف ضد المرأة.
وتتعرض 99% من المصريات لنوع من التحرش، وفق دراسة أصدرتها هيئة الأمم المتحدة للمرأة في عام 2013. وقال المجلس القومي لحقوق الإنسان -في نوفمبر 2012- إن أكثر من 70% من النساء في مصر يتعرضن للتحرش في الشوارع والأماكن والمواصلات العامة.
وعبرت الصور عن العنف ضد المرأة بسبب العلاقات الحميمة بين الأزواج، حيث قالت هيئة الأمم المتحدة للمرأة إن هناك أنواعا كثيرة من العنف تتعرض لها المرأة معظمها غير معلوم بسبب عدم البوح خوفا من المجتمع، وأشارت إلى أن 6 من كل 10 ناجيات من العنف يفضلن الصمت عن طلب الدعم أو الحماية، بحسب أحدث إحصائيات توفرت لدى الهيئة.
وعن ردود الأفعال تجاه الحملة، تؤكد رنا أن إعلان الحملة على موقع التواصل الاجتماعي "انستجرام" لاقى ترحيب وإعجاب المئات بالفكرة، وعزز إيمانهم بضرورة مساندة المرأة المصرية، حيث قام أكثر من 600 شخص في اليوم الأول بالانضمام للحملة بالإضافة إلى بعض المنظمات الدولية الخاصة بالمرأة.
ومن جانبها، تقول خبيرة التجميل شروق القصبي "إننا استخدمنا الماكياج لإظهار العنف الواقع على المرأة عن طريق استخدام الصور، وهي فكرة جديدة ومختلفة توضح معاناة المرأة بشكل يثير الاهتمام بالقضية والتعاطف معها".