سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الغضب يجتاح "أديس أبابا".. الأمن الإثيوبي يرتكب مجزرة في حق شعبه.. "رايتس ووتش": مقتل 70 من أبناء قبائل الأورومو.. ودبلوماسيون: الحديث عن دعم مصر للمحتجين عارٍ عن الصحة
تعيش دولة إثيوبيا أحداثا دامية نتيجة احتجاج سكان الأقاليم المجاورة ل "أديس ابابا" على مصادرة السلطات لأراضي المزارعين التي تقع في محيط العاصمة بهدف توسيع المجال السكاني للعاصمة الإثيوبية في إطار خطط التنمية المقترحة. وقامت سلطات الأمن الإثيوبية بقتل عشرات المزارعين المنتمين لجبهة " الاورومو " بعد خروجهم في مظاهرات سلمية تطالب الحكومة بوقف نزع الاراضي التي تقع في المجال الحيوي للجبهة. و ذكرت منظمة " هيومن رايتس ووتش " لحقوق الإنسان مقتل 70 شخصا على يد قوات الأمن حتى امس السبت ناهيك عن قيام الجيش الاثيوبي بقطع كل وسائل الاتصال عن أكثر الأماكن في إثيوبيا كاوروميا وبني شنكول واوجادين مخافة أن تحدث فوضى تؤدي إلى ازاحة السلطة الحاكمة في البلاد. ويعاني ابناء " الاورومو " اضطهاد واسع من قبل السلطات الحاكمة في إثيوبيا كونهم يطالبون بالانفصال عن الدولة المركزية كما عددهم الكبير حيث يشكلون أكثر من 40 % من سكان إثيوبيا يستحوذون على 600 كيلو متر من مجمل الاراضي الإثيوبية وقد اتبعت الحكومة الإثيوبية معهم أسلوب الدمج القسري وصادرات العديد من مزارعهم ومواشيهم وقامت بتوطين عناصر إثيوبية لا ينتمون للاورومو بهدف القضاء على قوميتهم التي تخالف ثقافة القبائل التي تشكل جبهة التيجراي الحاكمة. من جانبه أكد موسى حاجي غودو، مهندس طيار ينتمي لجبهة الاورومو، وقد لجأ إلى كينيا، أنه مطاردة من قبل أجهزة الأمن الإثيوبية له على حجم الانتهاكات الكبير الذي يتعرض لها ابناء قبيلته من قبل أجهزة الدولة الأمنية، متهمًا الحكومة الإثيوبية باعتماد سياسة التنكيل والقتل بحق أفراد القومية التي ينتمي اليها، إضافة إلى الاعتقال العشوائي واغتصاب النساء والتهجير القسري والاستيطان المنظم والإبادة الجماعية ومحاربة الثقافة الخاصة للقومية وإلى جانب الاورومو يعاني أيضا سكان اقليم اوجادين الصومالي والذي يخضع للسلطة اديس ابابا بعد أن قامت باحتلاله لذات المعاملة كما قبائل بني شينكول والتي صادرت الحكومة اراضيهم وبناء سد النهضة فوقها فضلا عن مخاوفهم من ارتداد المياه التي سيسببها بناء السد وتداعيات ذلك اراضيهم وقراهم التي يسكوننها. و قد اتهمت بعض الشخصيات الإثيوبية القاهرة بدعم الحراك السياسي الذي تشهد عدة مناطق إثيوبية هذه الايام، مشيرة إلى أن الأمر مجرد نكاية مصرية ضد إثيوبيا على خلفية أزمة النهضة واعتبروا قيام المحتجين برفع العلم المصري إشارة على الدعم الذي تقدمه القاهرة للمحتجين. ووصفت السفيرة منى عمر، مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون الأفريقية: إن حديث البعض عن دعم مصر للحراك السياسي الذي تقوده جبهة الأورومو الإثيوبية ضد حكومة أديس أبابا ب"الكلام الفارغ ". وأشارت عمر، إلى أنه سبق واتهم ميلس زيناوي رئيس الوزراء الإثيوبي الراحل، مصر بدعم حركات انفصالية وهو كلام بعيد تمامًا عن الحقيقة. وأضافت مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون الأفريقية، أن سياسة مصر الخارجية مبنية على عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول. وأكدت عمر، التي عملت ضمن فريق البعثة الدبلوماسية المصرية لدى إثيوبيا في وقت سابق، أن الخارجية المصرية كانت تعطي تعليمات صريحة وصارمة لممثليها في الخارج وخاصة في أفريقيا بعدم التعامل مطلقًا مع أي قوى معارضة. وأدانت مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون الأفريقية، الأسلوب الأمني الذي تعاملت به الشرطة الإثيوبية مع المحتجين حسب متابعتها لوسائل الإعلام، مشيرة إلى أن هذا هو النمط الغالب لدى أجهزة الأمن الإثيوبية في التعامل مع المظاهرات الاحتجاجية، وقد اتبعت الأسلوب ذاته مع مظاهرات الجامعة في فبراير الماضي. وطالبت عمر، بعدم الانسياق وراء كل الأخبار التي تبثها وسائل الإعلام المختلفة، والاستماع لرؤية الحكومة الإثيوبية والجماعات المحتجة حتى نتأكد من الحقيقة، مشيرة إلى أن هذه الصراعات ليست غريبة على المجتمع الإثيوبي، فهو مجتمع متعدد الإثنيات وحتى جبهة التيجراي الحاكمة تعاني من انقسامات وربما تكون احتجاجات الأورومو مشروعة، فهو إقليم يعاني من إهمال شديد في الصحة والخدمات الأساسية منذ حقب بعيدة، هذا إلى جانب إقليم أوجادين، وهو إقليم صومالي احتلته إثيوبيا، ومن ثم فهو دائم الاشتعال وطالما ما اتهمت السلطة الحاكمة في أديس أبابا أهالي أوجادين بأنهم إرهابيون وكذلك إقليم قبائل بني شينكول الذين لديهم اعتراض على بناء سد النهضة فوق أراضيهم، مشددة على أنه لا علاقة للقاهرة بما يحدث هناك من قريب أو بعيد. ونفى رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية، سفير مصر السابق لدى دولة تنزانيا، أن يكون لمصر أي دخل في الحراك السياسي الذي تشهده إثيوبيا هذه الأيام، مؤكدا أنه شأن داخلي ناتج عن سوء الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية لتلك الفئة. وأكد حسن، حرص القاهرة على عدم التدخل في الشئون الداخلية لاية دولة. موضحا أن التركيبة الاجتماعية والأوضاع الاقتصادية التي تعيشها أديس أبابا قد تكون هي المسئولة عن حراك جبهة الأورومو الواقعة في محيط العاصمة الإثيوبية، مضيفًا أن مصر ليست مسئولة عما تداولته بعض وسائل الإعلام من أن القاهرة تدعم الحراك السياسي الإثيوبي على خلفية أزمة سد النهضة. وأشار مساعد وزير الخارجية، إلى أن هناك مشاكل اقتصادية في إثيوبيا وهناك حركة تنمية على نطاق واسع نتج عنها خلل في الوضع الاقتصادي نتيجة ارتفاع الأسعار والتضخم، كما أن مشروع توسيع العاصمة أديس أبابا أدى إلى الاقتراب من المجال الحيوي لملكيات بعض القبائل كالأورومو وتم مصادرة أراضي المزارعين، وهذا بالطبع سيكون له ردة فعل قوية من قبل جبهة الأورومو ضد جبهة التيجراي الحاكمة والتي تخضع لسيطرة كبيرة من قبل قبيلة الأمهرة التي تختص بمعظم المناصب السيادية داخل الدولة. ولفت حسن، إلى أن جبهة الأورومو لها ما يميزها ثقافيا من عادات وتقاليد عن القبائل الاخرى وعاشت مهمشة لفترات طويلة ما قد يدفع إلى عملية اقتتال أهلي، مشيرا إلى أن غياب العدالة في توزيع السلطة والثروة والتنمية داخل الأقاليم الأفريقية عامة وفي إثيوبيا خاصة غالبا ما تنتج عنه صراعات إثنية خاصة أن أديس أبابا يوجد بها تنوع إثني كبير فهناك الاورومو والتيجراي والامهرة والعفر، علاوة على القبائل الصومالية بإقليم أوجادين الذي احتلته إثيوبيا وانتزعته من الصومال في عهد الرئيس سياد بري.