هل حقًا يمكن أن ترفرف أعلام داعش فى إسرائيل؟.. الإجابة عن هذا السؤال باتت محل اهتمام الدوائر السياسية فى إسرائيل بالفعل، خصوصًا بعد تحذيرات وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى فى مؤتمر «سبان» من أن السلطة الفلسطينية على وشك الانهيار، حيث قال فى خطابه بالمؤتمر «إن البديل لخطة حل الدولتين هو الدولة الواحدة لشعبين، وهو ما سيجعلها دولة أبرتهايد»، وهو ما اتفقت معه فيه «هيلاى كلينتون» المرشحة المحتملة للرئاسة فى الولاياتالمتحدة، قائلة: «إنه بانهيار السلطة الفلسطينية سنجد أعلام تنظيم داعش ترفرف فوق إسرائيل». تصريحات كيرى وكلينتون، دفعت الساسة والباحثين فى إسرائيل إلى البدء فى وضع سيناريوهات للحالة التى ستكون عليها إسرائيل إذا انهارت السلطة الفلسطينية بالفعل. حيث كتب «عدى مينتس» المدير السابق لمجلس يهودا والسامرة، دراسة بجريدة معاريف، تتناول هذا الأمر، وورد فيها أن السلطة الفلسطينية التى وقفت عاجزة عن وقف انتفاضة السكاكين فى الضفة الغربية أو لأنها لا تريد أن تفعل ذلك، بالإضافة إلى احتمال استقالة أبو مازن كلها أمور توحى بأن انهيار السلطة الفلسطينية بات قريبًا. وأوضح «عُدى» أن على إسرائيل الاستعداد لليوم التالى لانهيار السلطة الفلسطينية فوقتها التنسيق الأمنى سيضعف، وستكون إسرائيل مجبرة على الرد على عناصر من القوى الأمنية الفلسطينية فى حين تصاعد العنف، وقد يجرنا ذلك للدخول فى مواجهة مع تنظيم «فتح» الذى كان سبب هدوء كبير فى الضفة سابقًا. وأضاف: إن على إسرائيل أن تطرح حلًا لحكم ذاتى عملى فى حالة فشل حل الدولتين وانهيار السلطة، وهو الحكم الذى يمنح العرب حق انتخاب مؤسساتهم، أما السكان الفلسطينيون الذين يقيمون فى مناطق «ج» فسيحصلون بعد بدء الحكم الذاتى على حقوق أى مواطن آخر فى دولة إسرائيل، وتكون قوات الأمن الإسرائيلية هى المسئولة بصورة مطلقة عن الأمن فى الحكم الذاتى. وأشار الباحث الإسرائيلى إلى أن إسرائيل عليها أن تتبع بعض الإجراءات من أجل قمع داعش بأن تنزع السلاح من جميع التنظيمات الإرهابية، وحتى فى مناطق الحكم الذاتى الفلسطينية لن يسمح لقوات الشرطة سوى بحمل مسدسات، وتكون إسرائيل هى المسئولة عن السيطرة الأمنية الكاملة ما بين البحر والنهر. محذرا من أنه فى جميع الأحوال، فمن الممنوع أن تتضمن أى خطة سياسية مقترحات اتفاقية أوسلو بأن يكون الفلسطينيون مسئولين عن أمنهم. فنزع سلاح السلطة الفلسطينية إذا تحقق سيناريو انهيارها، ينطوى على فرصة للدفع بعملية سياسية كبيرة مع سعى للحصول على دعم دولى تدريجى لحكم ذاتى عربى، وتحسين الاقتصاد الفلسطينى، وتحقيق خطة اليمين بتطبيق السيادة على مناطق «ج». وفى نفس السياق علق «زلمان شوفال» السفير الإسرائيلى الأسبق فى واشنطن فى مقاله بجريدة «إسرائيل اليوم» رفضه لحل الدولتين، رافضًا الاتجاهات التى تعتقد أن بانهيار السلطة الفلسطينية سيتعاظم داعش فى الضفة، قائلًا إن العكس هو الصحيح فقيام دولة فلسطينية هو الذى سيتسبب فى نمو داعش أو أى جهة جهادية أخرى، فمن الصعب إقامة دولة عربية أخرى فى ظل انهيار الأنظمة العربية القائمة، وفى ظل تصاعد قوة داعش وازدياد قوة وتأثير إيران على رأس المعسكر الإسلامى الشيعى. وقال المحلل السياسى «أورى سفير» فى مقاله بجريدة معاريف: إن على خلاف السائد فى الساحة السياسية فى تل أبيب، فإن للساحة الأمنية رأيًا آخر، فالجيش الإسرائيلى قد أوصى حكومة تل أبيب بتعزيز السلطة الفلسطينية، وتزويدها بالسلاح والسماح بتسهيلات الحركة إلى داخل إسرائيل وهى التوصية التى أطلقها قائد المنطقة الوسطى رونى نوما أيضا، والذى نفى بعد ذلك أقواله وهو الرأى الذى اجتمع عليه أيضا الشاباك والموساد، لأنهما يدركان جيدا أنه ليس هناك حل عسكرى للمسألة الفلسطينية، مثلما للإرهاب أيضا، والجيش يتحدث من تجاربه، فقصة سيطرته فى المناطق هى قصة فشل، فمعظم الضباط الكبار السابقين فى الجيش الإسرائيلى، وقادة الشاباك والموساد، يؤيدون حل الدولتين.