تسبب بعض الأشخاص فى حالة من الذعر لدى أهالى مدينة طنطا وضواحيها عندما ألقوا ببراميل مخلفات رائحة الغاز فى ترعة محلة مرحوم التابعة لمركز طنطا، ما تسبب فى قلق وذعر كبير لأهالى القرية الذين يسكنون بالقرب من شركة البترول ومن محل إقامة السائق بالشركة، الذى ألقى بالبراميل فى الترعة واحتفظ بالباقى فى منزله ففاحت رائحتها، ما أدى إلى استغاثة عدد كثير من المواطنين بشرطة النجدة التى انتقلت إلى مكان الرائحة وتلاحظ أنها رائحة نفاذة، وتم استدعاء طوارئ شركه غاز مصر التى أكدت أن الرائحة صادرة عن مادة خام تسمى المركايتال، وهى تتسبب فى انبعاث الروائح بالغازات البترولية، وعلى الفور تم استدعاء أيمن عبدالرشيد، المهندس بغاز مصر، للتوصل إلى مكان الرائحة، حيث تم الوصول إلى أحد العقارات بقرية محلة مرحوم وهو منزل المدعو «م. ف» وتم قياس الرائحة الموجودة أسفل العقار بواسطة أنبول خاص بهذه المواد. وأكد محمد حشيش، مساعد رئيس شركة القاهرة لتكرير البترول، عدم وجود أى تسريبات فى شركة البترول أو بالغاز الطبيعى، وتم أخذ أقوال المهندس أيمن عبدالرشيد بمحضر إثبات الواقعة، وكشفت تحريات مدير مباحث مركز طنطا أن شركة القاهرة لتكرير البترول قامت بتكليف المدعو «م. ف»، 39 سنة، سائق بشركة البترول ومقيم بمحلة مرحوم التابعة لمركز طنطا، ومحمد عبدالحكيم، كيميائى بالشركة، باستلام 17 برميلًا تحوى نفايات بترولية من الشركة لنقلها إلى المدفن الصحى ببرج العرب بالإسكندرية للتخلص منها وفقًا للقواعد، وقام المهندس الكيميائى بترك البراميل للسائق لتوصيلها وانصرف، عقب ذلك قام السائق باصطحاب البراميل إلى منزله وتفريغ البعض منها لاستغلالها فى الأعمال المنزلية فانتشرت رائحة الغاز وافتضح أمره فقام مسرعا بإلقاء بعض البراميل بأحد المصارف بالقرية وإعطاء باقى البراميل لشقيقه، وقام ضباط المباحث بمركز طنطا برئاسة الرائد أحمد خيرى ومعاونيه بإلقاء القبض على المتهم وشقيقه. «البوابة» التقت المتهمين فى الواقعة، وقال المتهم الأول محمد فتحى، سائق شركة البترول، إنه توجه بسيارته بصحبة المهندس الكيميائى محمد عبدالحكيم «هارب» بأمر وتصريح من مدير الشركة إلى الإسكندرية لدفن النفايات البترولية بالطريقة المتبعة «لكن المهندس المذكور أمرنى بإلقاء 5 براميل والاحتفاظ بالباقى فى منزلى، وقال لى بالحرف ارمى 5 براميل وخد الباقى على بيتك يمكن نحتاجهم، وعندما حدث تسرب الرائحة قمت بالاتصال بأخى الكبير وطلبت منه إحضار عربة «كارو» للتخلص من البراميل، وبالفعل رمينا البراميل فى الترعة وشاهدها أحد الفلاحين وأخذها وقام بتكسيرها بالشاكوش فسمعت الشرطة الصوت وعثروا على البراميل». وأضاف قائلا «أنا ماليش أى دخل فى الموضوع، المهندس هو المسئول وهرب وهو الآن موقوف عن العمل، أنا عندى بنت وولد مش عارف أقولهم إيه أنا فى نظرهم حرامى». وقال المتهم الثانى «س. ف»، 47 سنة، عامل بمحكمة طنطا: «كنت خارج البيت واتصل بى شقيقى وقالى تعالى هات العربة الكارو وحملنا البراميل ورميناها فى المصرف وروحنا، وتانى يوم اتصل بيا قالى تعالى المركز المباحث عايزاك، روحت عادى لأنى ما عملتش حاجة، سألونى فين البراميل قلتلهم رميتهم فى الترعة، وقامت المباحث بالبحث عنها أكثر من ساعة بلا فائدة وعند سماع خبط الفلاح لتكسير البراميل عرفوا مكانهم وانقبض علينا والمهندس هرب لأنه أخد خط السير وأخويا مش معاه ورق يتحرك بيه أنا مظلوم حسبى الله ونعم الوكيل». هذا وأمرت النيابة العامة بحبس المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيق، وأمرت بسرعة ضبط وإحضار المهندس الهارب.