أكد الدكتور جمال شعبان، مساعد عميد المعهد القومى للقلب، أن قلوب المصريين الأكثر وجعًا وإصابة، عضويًا ومعنويًا بسبب ثورات الربيع العربى، مضيفًا أن المصريين يستهلكون حوالى 80 مليار سيجارة فى العام، بإجمالى 7 مليارات جنيه، من بينهم نصف مليون تحت سن ال15 عاما و50 ألفا تحت سن ال10 سنوات، وهذه كارثة كبرى. وقال مساعد عميد المعهد القومى للقلب ل«البوابة»، على هامش إجراء الكشف على عدد من المرضى المصابين بالقلب دون مقابل، تحت رعاية عبدالرحيم على، النائب البرلمانى، ورئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير موقع وجريدة «البوابة»: «إن إحدى الحالات، ويدعى محمد أحمد عبدالحليم 53 سنة يعانى من صعوبة فى التنفس بمجرد صعوده الدور الأول، وبالكشف عليه، وقياس الضغط، وفحص القسطرة، تبين أنه يعانى من تصلب وضيق فى الشرايين التاجية الخاصة بالقلب». وأَضاف رئيس قسم كهروفسيولوجيا القلب: «إنه وبمتابعة الحالة إكلينيكيا، وبالنظر لفيلم القسطرة الخاص بالحالة، تبين أن المريض لن يستفيد من الجراحة، بل من الممكن أن تضر وتعود بمردود سلبى، وأنه لن يستفيد من الدعامات والشرايين التاجية، لأن الشريان الذى يعتمد عليه الطبيب أثناء الجراحة ضعيف للغاية، ومن الممكن أن يحدث ضيق، وإن كان العلاج دوائيا». ونصح شعبان المريض الأول بالمواظبة على العلاج وضبط تناوله للطعام، وخفض الوزن حوالى 10 كيلو، وأوصى بعمل موجات صوتية له بعد أسبوعين لمعرفة حالة البطين الأيسر. وعن المريض الثانى، ويدعى يحيى 33 عاما، أكد الدكتور جمال شعبان أنه يعانى من روماتيزم القلب منذ سنوات عديدة، وتم عمل جراحة له فى القلب لاستبدال الصمام، والمريض يواظب على أخد جرعات البنسلين طويل المفعول. وقال شعبان: «إن الجديد فى حالة يحيى أنه يعانى من اختلال فى القلب وضربات الأزين الأيسر، وأنه يوجد احتمالات لحدوث جلطة بسبب وجود الذبذبة الإيزينية فى وجود صمام صناعى، وهذا كله يرفع احتمال حدوث جلطات». وأكد شعبان أنه سيجرى فحصا للموجات الصوتية على القلب، لتأكيد المقاسات، مضيفًا أن حالة المريض تعد حالة مزمنة شبه مستقرة، وأنه لن يقوم بعمل تنظيم لنبض القلب، ولكن سيتم الاكتفاء بتقليل ضربات البوطين الأيسر وأن المريض يحتاج إلى ضبط السيولة بشكل كبير. وعن مرضى القلب بصفة عامة فى مصر، يقول دكتور شعبان: «إن مرضى القلب لا يوجد لهم أى إحصائية رسمية تؤكد عددهم»، مضيفًا أن هناك 25٪ من المصريين البالغين يعانون من ارتفاع ضغط الدم و12 مليون مصرى يعانون من مرض السكر، فهؤلاء مشروع مرضى قلب فى مصر، وذلك يعنى أن 30٪ من المصريين معرضون للإصابة بأمراض القلب. وأضاف شعبان، أن المعهد القومى للقلب يستقبل حوالى ثلث المصريين المصابين بالقلب، فيتم إجراء 4 آلاف جراحة قلب مفتوح سنويًا، و15 ألف قسطرة، ويأتى فى الاستقبال 100 ألف حالة فى العام، ومثلهم فى العيادات، ويصل عدد المترددين بصفة عامة إلى ربع مليون سنويًا. وأشار شعبان إلى أن كل الشرائح العمرية معرضة للإصابة بالقلب، على رأسهم الشباب المدخنون، أيا كان نوع التدخين، سواء سيجارة إلكترونية، أو غير ذلك، فمصر تستهلك 80 مليار سيجارة فى العام الواحد ب7 مليارات جنيه، بواقع نصف مليون مدخن تحت سنة 15 سنة، و50 ألفا تحت 10 سنين، وهذه كارثة. وتابع شعبان: «إن أبرز أسباب الإصابة بإمراض القلب هى التوتر والانفعال وارتفاع سقف الطموحات بجانب الإمكانيات الضعيفة، وقلة ممارسة الرياضة، والأكل بكثرة، وكل سيجارة يتم تدخينها من الممكن أن تؤدى إلى الإصابة بأمراض القلب، إلى جانب ظهور الكرش، وهو عبارة عن مقدمة لتراجع العملية الجنسية، وتصلب الشرايين». واختتم مساعد عميد المعهد القومى للقلب حديثه ل«البوابة»، قائلًا: «إن ثورات الربيع العربى واحدة من أهم أسباب إصابة المصريين بأمراض القلب، بالتزامن مع ما صحبها من قلة العمل وانعدام الأمن وزيادة الهموم».