عقدت الجمعية المصرية لأمراض القلب مؤتمرها السنوي الواحد والأربعين، تحت عنوان «قلب العالم» بالتعاون مع معهد القلب القومي بحضور ومشاركة ما يقرب من خمسة آلاف طبيب مصري وعربي وأجنبي يعملون في مجال القلب والتخصصات المرتبطة به. ناقش المؤتمر أمراض القلب وقصور الشرايين التاجية وجلطة القلب وتجلطات القلب وقسطرة القلب والقسطرة التداخلية للشرايين التاجية والدعامات والتقنيات الحديثة لعلاج الشرايين، والقسطرة التداخلية لعلاج عيوب صمامات وحجرات القلب والشرايين التاجية، وكهربية القلب، واضطراب نبض القلب، وحالات القلب الحادة والرعاية المركزة القلبية، واستراتيجيات إنقاذ مريض القلب، وعلاج ضغط الدم ودهون الدم وتصلب الشرايين بالأساليب الحديثة، وعلاج عضلة القلب وهبوط القلب وحالات القلب مع البول السكري، وحالات القلب مع الحمل، وأمراض الكلى وأمراض الصدر، والأورام، وجلطات المخ وعلاج العيوب التكوينية للقلب بالتقنيات الحديثة، والقسطرة وجراحة القلب، وتضمن المؤتمر جلسات التعليم المستمر للفنيين والممرضات في الرعاية المركزة والقسطرة. قال الدكتور شريف الطوبجي، رئيس الجمعية المصرية لأمراض القلب رئيس قسم القلب بجامعة القاهرة: تناول المؤتمر على مدار أربعة أيام جميع موضوعات القلب الحديثة والمتشابكة علمياً ونظرياً وعملياً، وتضمن اليوم الأول للمؤتمر ورش عمل ودورات تكثيفية لتخطيط القلب والموجات فوق الصوتية للقلب وقسطرة القلب وإنعاش القلب وبرنامجاً خاصاً للحالات لمناقشة أصعب الحالات وحلولها والدروس المستفادة منها لمناقشة ما جرى من رسائل بحثية في العامين، وتناول المؤتمر الابتكارات في القلب وجلسات خاصة تناقش الأدوية والتقنيات والأجهزة التي تحت الدراسة وفي سبيلها لخدمة مجال القلب والقسطرة التداخلية لعلاج حجرات القلب وعلاج جلطات المخ وورش عمل للتقنيات الحديثة والأشعة المقطعية للقلب والرنين المغناطيسي، ولأول مرة تصوير الشرايين التاجية بالموجات الصوتية، ويناقش المؤتمر أيضاً التطور في جراحات القلب والتكامل مع أطباء القلب وجلسات لمناقشة التوعية الصحية في مجال القلب والرياضة ومنع التدخين وجلسات ثقافية عن الأدب والآثار المصرية والجغرافيا والطبيعة المصرية. وقال الدكتور محمد المراغي، نائب عميد معهد القلب القومي: إن المؤتمر ناقش أحدث ما وصل إليه العلم في عملية زرع الصمام الأورطي عن طريق القسطرة التي تمكن المريض من ممارسة حياته الطبيعية بعد أربعة أو خمسة أيام من إجرائها، كما يناقش تقنية أخرى وهي علاج تمدد وتمزق الشريان الأورطي. ويقول الدكتور أحمد مجدي، أستاذ أمراض القلب بمعهد القلب القومي: إن المؤتمر شارك فيه جمعية القلب الأوروبية والرابطة الأوروبية لحالات القلب وهيئة القلب الأمريكية وبرنامج ومؤتمر مقاومة الأزمات القلبية بمعهد القلب ونقابة الأطباء ووزارة الصحة وهيئة القلب السعودية وجمعية القلب الإماراتية وجمعية القسطرة التونسية، ودعونا أقطاب القلب وعلماءه ومنظماته في العالم للمشاركة في المؤتمر، وأن المؤتمر كانت به عشر قاعات تعمل في وقت واحد. ويوضح الدكتور جمال شعبان، مساعد عميد معهد القلب القومي، الهدف من المؤتمر: هو إعطاء جرعات مكثفة عن الثوابت والجديد والتطورات في أمراض القلب ومناقشة التحديات العلمية والنواحي العملية وتبادل الخبرات مع العلماء من دول العالم والأقطار العربية وإدخال التقنيات الحديثة إلى مصر بعرضها في المؤتمر ومناقشة المشاكل التي تواجه مريض القلب المصري والتعليم الطبي المستمر لأطباء القلب المصريين وتشجيع الأبحاث والدراسات في المراكز الطبية المختلفة. وأكد الدكتور باسم ظريف، استشاري أمراض القلب والمشرف على الابحاث في المؤتمر، أن الجديد في المؤتمر في مجال التشخيص هو تشخيص أمراض القلب عن طريق الرنين المغناطيسي، فقد وصلنا الى مستوى متقدم في الأشعة المقطعية، وهي آخر ما وصل إليه التطور في القلب في مصر في مجال الإشاعات التشخيصية، بالإضافة إلى الموجات الصوتية عن طريق المرىء وقسطرة القلب، فمجال الرنين المغناطيسي في الحقيقة حدثت فيه طفرة عالمية، وكذلك علاج الشرايين التاجية، وتم عمل جلسات عمل ألقي الضوء فيها على ما هو حديث في علم تشخيص القلب عن طريق الرنين المغناطيسي سواء في تشخيص عيوب القلب الخلقية أو تشخيص عيوب عضلة القلب، وأخيراً أمراض الشريان التاجي واحتشاء عضلة القلب، كما تم إلقاء الضوء على الطفرة التي حدثت في علم قسطرة القلب وعلاج الشريان التاجي، وهناك نوعان من التطور حدثا خلال الأعوام القليلة الماضية، وهما تشخيص الشريان التاجي من داخل الشريان عن طريق قسطرة الموجات الصوتية، وهي تستطيع أن ترسم بدقة طبقات الشريان من الداخل وتحدد بوضوح كل المشاكل الحديثة داخل الشريان، مما يعطي الطبيب الذي يقوم بإجراء القسطرة تفاصيل غاية في الأهمية تساعده على إجراء العلاج وزرع الدعامات بنجاح، وهي تفيد بعد زرع الدعامات لتحديد مدى تطابق الدعامة مع جدار الشريان بعد زرعها وعدم وجود مسافة تسمح بأي تجلطات خلف الدعامة فهي رؤية من داخل الشريان تعطي مزيداً من التفاصيل التي قد تفتقر إليها أجهزة القسطرة والتصوير الصبغي المعتاد، ثانيهما تصوير الشريان التاجي من الداخل عن طريق منظار الألياف الضوئية، وهي أيضاً تعطي تفاصيل دقيقة تساعد في التشخيص والعلاج أثناء زرع الدعامات وتسليك الشرايين التاجية. وأضاف الدكتور باسم ظريف: أما ما قدمه المؤتمر من طفرة جديدة في علاج أمراض القلب الخلقية أو الوراثية فهو ما قدمه من ورش عمل تم عرض جميع الطرق لإغلاق الثقوب داخل وخارج القلب والقنوات الشريانية، بالإضافة إلى توسيع الصمامات والشرايين بما فيها الشريان الأورطي، كما أننا وصلنا لمراحل متقدمة من دقة التشخيص تكاد تقترب من المستويات العالمية، فهناك صعوبة في تصوير شرايين القلب نظراً لأن القلب عضو متحرك فهو ينقبض في ثوان معدودة لغير موضعه داخل القفص الصدري، مما يجعل صعوبة تصوير الشريان التاجي وهي عكس تماماً الأعضاء الجامدة الساكنة، بالإضافة إلى أن الأشعة المقطعية تقوم بتشخيص حجرات القلب من الداخل والشريان الأورطي وجميع شرايين الجسم، وقد تم تجميع الأبحاث الطبية في علم القلب خلال العام الماضي وتقديمها في المؤتمر في شكل محاضرات من جميع الباحثين الذين قاموا بتلك الأبحاث، وهذا حدث لأول مرة في مؤتمر القلب، نظراً لإيماننا الشديد بأن البحث العلمي هو الطريق الوحيد لمصر للخروج من نطاق دول العالم الثالث إلى مصاف الدول المتقدمة، وأملاً منا أن تتحد جميع المراكز البحثية في مصر في عمل أبحاث قوية مجتمعين مع بعضهم البعض وإدراج مجموعة كبيرة من المرضى ومتابعتهم سنوات طويلة، حتى تكون نتائج لأبحاث وإعطاء نتائج قوية تفيد المرضى على عكس العمل كمراكز بحثية منفصلة بأعداد مرضى قليلة ومتابعة لفترة أقل، وهناك أبحاث قدمت للمؤتمر من مركز الدكتور مجدي يعقوب بأسوان، وأبحاث من الأطباء المصريين بالخارج سواء في أوروبا أو أمريكا أو دول الخليج العربي، وشرفت بالإشراف على اللجنة التي قامت بتقييم الأبحاث، وتم إعطاء ثلاث جوائز لأفضل ثلاثة أعمال قدمت، وكان بحثان من الثلاثة عن الدراسات الجينية الوراثية لأمراض القلب وأهم التوصيات التي خرج بها المؤتمر التأكيد على استخدام جميع الطرق التشخيصية لتقييم حالة المريض، ويظهر في الأفق استخدام الموجات الصوتية للشريان التاجي والألياف الضوئية، بالإضافة إلى ما هو قادم بقوة في الفترة القادمة، وهو استخدام الرنين المغناطيسي لتشخيص أمراض القلب المختلفة والتأكيد على ما وصل إليه العلم الحديث في مصر في مجال العلاج، سواء ما هو متقدم في علاج العيوب الخلقية عن طريق قسطرة القلب والجديد في علاج كهربة القلب وعلاجات اختلال ضربات القلب، والجديد في علاج هبوط عضلة القلب، سواء عن طريق الأجهزة الكهربائية أو مضخات القلب المساعدة والتطور الهائل والمذهل في دعامات القلب والشرايين التاجية، وكان هناك خط عريض في المؤتمر وهو الطب الوقائي عن طريق تقديم النصح الدائم للمريض عن طريق تنظيم حياته وتغذيته والإصرار على الرياضة لتفادى أي مضاعفات قد تؤثر على قلبه، وهناك جلسة مهمة كانت عن السمنة واضطرابات النوم «الشخير» الذي يؤدي إلى آثار سلبية على ضغط الدم وعضلة القلب والشريان التاجي، وتم بحث ما هو جديد في هذا الموضوع والتأكيد على أن التخلص من السمنة المفرطة أكثر الطرق كفاءة في بحث المرضى وعلاجهم، وكانت هناك جلسات في الطب الوقائي عن التدخين، وتمت دراسة الطرق المختلفة لتحجيم مشكلة التدخين سواء السلبي منه أو الإيجابي عن طريق منح المدخن الدعم النفسي والدوائي لمساعدته عن الإقلاع عن التدخين. وقال الدكتور طارق عبدالغفار، رئيس الجمعية المصرية للقلب والأوعية الدموية: من الموضوعات التي نوقشت في المؤتمر دور الكوليسترول بأنواعه المختلفة في الإصابة بأمراض الشرايين عامة، والشرايين التاجية للقلب على وجه الخصوص وكلنا نعلم أن زيادة نسبة الدهون قليلة الكثافة التي تعرف باسم «إل دي إل»، عندما ترتفع بنسبة 1% تزيد من الإصابة بأمراض الشريان التاجي للقلب بنسبة 1% أيضاً، ومن هنا فإن هناك الكثير من العقاقير المستخدمة لتقليل نسبة الدهون منخفضة الكثافة التي أجري عليها الكثير من الأبحاث العلمية خلال العشر سنوات الماضية وساعدت في علاج زيادة نسبة هذه النوعية من الدهون، ولكن من ناحية أخرى فإن زيادة نسبة الدهون عالية الكثافة والمعروفة باسم «إتش دي إل»، والمعروفة أيضاً بالدهون النافعة فإن زيادة هذه الدهون بنسبة 1% تقلل من الإصابة بمرض الشرايين التاجية بمتوسط نسبة 3% في المتوسط 2% في الرجال و4% في النساء، وأن هناك أبحاثاً علمية أجريت لزيادة نسبة هذه النوعية من الدهون، وانتهت إلى نتائج غير مرضية خلال العشر سنوات الأخيرة، وذلك لأن هذه النوعية من الدهون عالية الكثافة «النافعة» تنقسم إلى أنواع مختلفة، التي منها ما هو ضار وما هو حامٍ للقلب، ولكن الأبحاث الحالية التي ينتظر أن تأتي بنتائج إيجابية قد توصلت إلى فصل الأنواع المختلفة ووجود العقاقير التي ترفع نسبة الدهون النافعة منها فقط التي تقوم بحماية القلب عن طريق وقف نشاط البروتين الذي يقوم بتكسير الدهون عالية الكثافة المفيدة التي تقوم بسحب الدهون منخفضة الكثافة، وتنتظر أن تأتي النتائج ثمارها خلال عامي 2015 و2016، وسوف تحدث هذه العقاقير انقلاباً في علاج الدهون وارتفاع نسبة الدهون عالية الكثافة، التي يمثل ارتفاعها طفرة جديدة في الوقاية من الإصابة بأمراض الشرايين التاجية.