أثار إعلان المملكة العربية السعودية أمس، عن تدشين تحالف إسلامى لمحاربة الإرهاب، تساؤلات عن مصير القوة العربية المشتركة التى اقترحتها مصر، وبخاصة مع اقتراب موعد انعقاد قمة جامعة الدول العربية، المفترض أن تقر تشكيل القوة. وأبدى دبلوماسيون عرب، تخوفهم من أن تؤثر هذه الخطوة سلبا على جهود تشكيل القوة، خاصة أنها خرجت بدون معالم أو ملامح محددة حتى الآن، حول شكل هذا التحالف وتكوينه وحدود قدراته العسكرية ومناطق عملياته وآلياتها. وقال دبلوماسى عربى ل«البوابة»، مفضلا عدم ذكر اسمه، إنه كان يجب استخدام القوة العربية المشتركة كقاعدة لإنشاء هذا التحالف، وكان أولى بالسعودية أن تعزز وتقوى القوة وتساند إقرارها، ثم بعد ذلك تتجه لتكوين تحالف أوسع وأكبر. ولفت الدبلوماسى العربى إلى أن قرار القوة العربية المشتركة الذى تبنته مصر، لم يكن ليقتصر على الدول العربية، وأن مصر قدمت للمسئولين العرب منذ أغسطس الماضى تصورا كاملا عن تلك القوة وفرص تحولها إلى تحالف دولى إقليمى أكبر، وهو ما وافق عليه جميع الأعضاء، لكن بعض الدول رأت تأجيلها حاليا. وكان من المقرر إقرار القمة العربية المشتركة فى اجتماع وزراء خارجية ودفاع الدول العربية، قبل أشهر لكن الاجتماع تأجل، بطلب سعودي، ما جعل الدبلوماسى العربى يتساءل عن مدى تأثير الخطوة السعودية على دور الجامعة العربية فى اتخاذ وتنفيذ القرارات الخاصة بالمنطقة، مبديا تخوفه من أن تتسبب هذه الخطوة فى «موت الجامعة». فى المقابل، أعلنت الخارجية المصرية تأييدها لجميع الجهود الدولية والإقليمية لمحاربة الإرهاب، لكنها أشارت فى الوقت ذاته إلى أن التحالف الإسلامى الذى أعلنت عنه المملكة العربية السعودية يختلف تماما عن فكرة القوة العربية المشتركة. ونفى المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية المستشار أحمد أبوزيد، وجود علاقة بين التحالف الإسلامى ضد الإرهاب الذى شكلته السعودية أمس ومقترح إنشاء قوة عربية مشتركة، وأوضح فى تصريح صحفى أن هناك اختلافا بين الطرحين، فالتحالف الإسلامى يستهدف مكافحة الإرهاب فقط، أما القوة العربية المشتركة فهى تتعامل مع التحديات التى تواجه الأمن القومى العربى بمختلف أشكالها، وفى النطاق العربى فقط. وفى السياق نفسه، أكد مصدر سياسى مصرى ل«البوابة»، أن القوة العربية المشتركة تهدف إلى تعزيز أمن الدول العربية وتحقيق المصالح الاستراتيجية العربية، وأن تكون ضمانا للاستقرار السياسى والاجتماعى والأمنى والعسكري، وليست لمجرد شن حرب على الإرهاب فقط. وأوضح المصدر أن القوتين يمكن أن تعملا على عدة مسارات، فالتنظيمات الإرهابية أصبحت عابرة للحدود والدول والقارات ووجودها لا يقتصر على الدول العربية فقط، بل تمتد فى نيجيريا وأوروبا ودول آسيا، وهو ما سيجعل التحالف الإسلامى هاما لتخطى الحدود والقارات لمحاربة الإرهاب.