سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حصاد وزارة الآثار في 2015.. الكشف عن أسرار الأهرامات.. وتفعيل ملف المعارض الخارجية.. وتجهيز توت عنخ آمون لزائريه بالكريسماس.. إحباط تهريب 1124 قطعة أثرية نادرة
حملت وزارة الآثار في حقيبتها حصادًا ذاخرًا بعدد كبير من القضايا التي شغلت الرأي العام خلال عام 2015، وكان من أبرز تلك القضايا هو عجز الوزارة عن استرداد عدد كبير من الآثار التي تم تهريبها للخارج، ليتربع على قائمة الإخفاقات التي واجهت وزارة الآثار في هذا الملف هو عجزها عن وقف بيع تمثال "سخم كا"، والذي قام متحف "نورثامبتون" بيعه بمبلغ 41 مليون جنيه إسترليني، لتنطلق الدعوات العالمية لوقف تصديره خارج بريطانيا، ولكن تبوء كل محاولات منعه بالفشل لغياب الأسانيد القانونية التي حالت دون عودة التمثال. وفي الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الآثار عن فتحها حسابًا للتبرع لعودة التمثال، أسهم ذلك في ارتفاع سعره والترويج له دون أن يكون هناك حساب فعلي للتبرع، وهو ما أثار سخرية رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما وضع الآثار في حرج جعلها تدافع عن هذا القصور بإصدار بيان إعلامي يشرح فيه كل الملابسات المتعلقة ببيع التمثال منذ عام 2012، حيث قامت الآثار حينها بمخاطبة المتحف البريطاني عن طريق السفارة المصرية بلندن بموافاة ما يضمن شرعية حصولهم على التمثال، وجاء رد المتحف عن طريق السفارة المصرية بلندن بتاريخ 2/ 11/ 2012 بأنه تم إهداؤه للمتحف من قبل عائلة "ماركيز" والذي حصل عليه من مصر عن طريق الشراء، وفي هذا التوقيت قامت صالة "كريستي" في لندن بعرض التمثال للبيع يوم 10 يوليو عام 2014 كانت هذه القضية هي أبرز الإخفاقات التي واجهت الآثار في هذا الملف قابلها في رصيد الإنجازات تسليم الهيكل البشري الأثري من بلجيكا، والذي خرج منذ عام 1980 بمرافقة البعثة العلمية لجامعة لوفين البلجيكية والعاملة آنذاك بموقع نزلة خاطر بمحافظة سوهاج. في هذا السياق كانت أعمال الحفر خلسة والتهريب هي أبرز الأزمات التي دفعت بعدد كبير من كنوزنا الأثرية لتهريب للخارج لتعرض كنوزنا في عدد كبير من المزادات العالمية، وهو ما يحتاج لإعادة النظر في هذا الملف الهام والذي يتشابه بشكل كبير مع وزارة الخارجية التي تحتاج لبذل جهد أكبر مع وزارة الآثار لتحريك ملف استرداد الآثار. وكان من بين أبرز الوقائع اللطيفة جراء جرائم الحفر خلسة هو العثور على مقصورة أثرية كاملة بطول 12 مترًا بمنطقة إدفو بأسوان ظهرت للنور نتاج لتلك العملية على يد أحد المواطنين بالأقصر في بيته لتخرج لنا كنزًا أثريًّا سرعان ما قامت شرطة الآثار بضبطه. وقبل نهاية عام 2015 تحرك الدكتور ممدوح الدماطي وزير الآثار بقوة لينزع عن وزارة الآثار الكسل والإخفاقات التي واجهت وزارته منذ توليه حقيبتها، ليقوم بالإعلان عن عدد كبير من المشروعات الأثرية التي حركت المياه الراكدة، ودفعت للترويج للسياحة العالمية، فكان أبرز تلك التحركات هو استضافة عالم المصريات البريطاني نيكولاس ريفرز الذي أثار انقسامًا حادًّا بين عدد كبير من علماء المصريات بنظريته العلمية التي أكدت وجود غرفة دفن لم تكتشف بعد بجوار مقبرة الملك توت عنخ آمون، وهو ما جعل الدكتور زاهي حواس وزير الآثار الأسبق يشن حملة شرسة على صفحات الرأي العام للتشهير بعدم صحة نظرية "ريفرز". مؤكدا عدم وجود شيء يثبت صحة نظريته، ولكن " الآثار" تجاهلت تلك الانتقادات. وحاول الوزير استثمار هذا الجدل للترويج للآثار المصرية من خلال دعوة وسائل الإعلام الأجنبية والعربية لمنطقة الأقصر لتدشين مشروع علمي لبحث نظرية "ريفرز" للترويج للمقبرة بالتعاون مع كلية الهندسة بجامعة القاهرة، ومعهد الحفاظ على التراث والإبتكار بباريس- فرنسا للبدء في إجراء التصوير باستخدام الأشعة تحت الحمراء، لجدران مقبرة توت عنخ آمون يومي 5 و6 نوفمبر الماضيين، وذلك في الأماكن المحتمل أن يوجد بها فتحات بناءً على فرضيات الأثري البروفيسير "نيكولاس". والمتابع جيدا لأداء وزير الآثار خلال عام 2015 سيجد أن الورقة الرابحة والتي كان دائمًا ما يراهن عليها فيكسب جولة جديدة في بقائه هي خطته للإعلان عن مشروعات للترويج للسياحة، وهو ما جعله يعلن عن تدشين أول مشروع لاكتشافها بمنطقة الأهرامات، وهو حلم عدد كبير من علماء الآثار خاصة، وأنه لا يوجد في رصيد أرشيف المنطقة أي معلومات حقيقية أو قاعدة بيانات حول الهندسة الإنشائية التي بنيت على أساسها الأهرامات طيلة السنوات الماضية. "التفكير خارج الصندوق "كان شعار وزارة الآثار في المرحلة الماضية وطوال عام كامل للبدء في البحث عن حلول جديدة لعودة الإيرادات السياحية للمواقع الأثرية التي تعاني من عدم توافر موارد مالية لترميمها وإنقاذها، ولم يكن هذا التكفير نتاج جهد وزارة الآثار فقط. بل جهدًا تعاونت فيه الوزارتان للترويج للمناطق، وكان على رأس القائمة في ذلك منطقة الأهرامات بالجيزة، والتي وجهت دعوة للموسيقار اليوناني العالمي" ياني" لتنظيم حفل أسطوري بمنطقة الأهرامات، ودعوة الممثل مورجان فيريمان الذي قام باستغلال زيارته لمصر لتصوير عدد من المشاهد المتعلقة بفيلمه الوثائقي the story، والذي يتناول سيرة الإله، والذي قام خلاله" مورجان" بالتقاط مشاهد بجانب هرم خوفو إلى جانب تفقده لمركب الهرم، كما كانت الأهرامات محطًّا لأنظار العالم وهي تواجه الإرهاب الذي استهدف الطائرة الروسية في شرم الشيخ وكذلك الانفجارات التي أراقت دماء الأبرياء في فرنسا.. حيث قام كل من وزيري الآثار والسياحة وعدد كبير من الوفود الرسمية بتنظيم وقفة تضامنية ضد الإرهاب بالمنطقة بالتعاون مع الحملة الدولية لحماية التراث "متحدون مع التراث" للتنديد بالتدمير المتعمد للتراث في الدول العربية بقيادة التنظيم الإرهابي "داعش". أما على الصعيد الداخلي والمتعلق بغلق منافذ التهريب، فقد نجحت الوحدات الأثرية في ميناء دمياط بإحباط محاولة لتهريب 1124 قطعة أثرية نادرة وذلك بالتعاون مع وحدة جمارك الميناء والجهات الأمنية هناك، حيث تم ضبط هذه القطع داخل أربعة صناديق خشبية كانت ضمن إحدى الحاويات المصدرة إلى تايلاند عبر ميناء دمياط مخبأة داخل شحنة للمناديل ورقية. وضمت المضبوطات مجموعة كبيرة من القطع الأثرية التي تنتمي إلى العصور الفرعونية واليونانية الرومانية، يأتي من بينها عدد من أواني الألباستر والتماثيل الحجرية والخشبية وعدد من الأقنعة، إضافة إلى مجموعة من تماثيل الأوشابتي ومائدة للقرابين وعدد من مساند الرأس مع جزء من عمود أثري، وقد شهد عام 2015 تحريك ملف المعارض الخارجية بعد توقفها لسنوات طويلة، وكانت فرنسا أول دولة تستقبل معرضا للآثار الخارجية، والذي تم إقامته بمعهد العالم العربي تحت عنوان "أوزوريس.. مصر وكنوزها المغمورة"، والذي افتتحه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بحضور عدد من الوزراء، ومن المعارض الخارجية للملك توت عنخ آمون. يسدل عام 2015 الستار عن أزمة كسره والتي أثارت ردود فعل غاضبة لمستقبل العام الجديد بالعودة إلى قاعة ترميمه الرئيسية بالمتحف المصري بعد خضوعه للترميم طيلة الفترة الماضية لإصلاح الأخطاء القديمة لمستقبل زائريه مع أعياد الكريسماس.