حين قرر مجلس إدارة الأهلي عدم تجديد عقد عدلي القيعي كمسئول عن التعاقدات في النادي لم يكن يدرك هؤلاء أن الرجل الذي سيخلفه في هذا المنصب “,”الحساس“,” بالقلعة الحمراء لن يكون على قدر المسئولية، ليس هذا فحسب ولكن سيكون عبئا على النادي؛ لأن الراتب الذي يتقاضاه ربما يكون قد ذهب في غير موضعه. الحديث هنا ينصب على مجدي طلبة، مسئول التعاقدات الحالي، بالقلعة الحمراء الذي يتواصل فشله مرة تلو الأخرى، لدرجة أن قطاعا عريضا من جمهور القلعة الحمراء بات يترحم على أيام القيعي الذي لقبوه بمهندس الصفقات الذي يستطيع التعاقد مع أي لاعب بمجرد أن يحصل على تفويض بذلك من مجلس الإدارة. ففي أقل من شهر “,”طارت“,” من الأهلي صفقتان، كانتا في متناول اليد، الصفقة الأولى كانت حين فضل مؤمن زكريا لاعب إنبي السابق التوقيع للزمالك بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من الانضمام للأهلي، أما الثانية فكانت من الإسماعيلي الذي خطف محمد زيكا لاعب المقاولون رغم أنه كان قد عقد جلسة مع هادي خشبة مدير قطاع الكرة في الأهلي، واتفق خلالها على جميع التفاصيل. ما حدث في أقل من شهر بالقلعة الحمراء ربما يكون سابقة تاريخية لم تحدث من قبل، وبالطبع يبقى المسئول الأول عنها هادي خشبة الذي يعتبر بمثابة مدير قطاع كرة القدم بدرجة رئيس مجلس الإدارة فهو الحاكم بأمره في هذا القطاع، فضلا عن أنه هو الذي قاد مفاوضات الأهلي في الحالتين. ويبدو أن الثقة التي وضعها حسن حمدي، رئيس النادي، ونائبه محمود الخطيب في خشبة لم تكن في محلها حين تم تصعيده بسرعة الصاروخ بعد اعتزاله اللعب باختراع منصب له كمنسق لقطاع الكرة في النادي؛ ليعمل إلى جوار عدلي القيعي، على أمل أن يستفيد من خبراته، ولكنه بدلا من ذلك بدأ يبحث لنفسه عن دور أكبر، وهناك بعض الخبثاء يتهمونه بأنه وراء الإطاحة بالقيعي مستغلا ثقة حسن حمدي فيه عن طريق إنشاء إدارة للتسويق داخل النادي، وتقليص اختصاصات عدلي على الصفقات فقط قبل أن يخرج القيعي من الصورة نهائيا، في الوقت الذي تولي فيه خشبة ملف قطاع الكرة بالكامل. ومنذ أن بدأ خشبة يسند المهام القيادية في النادي لأهله وعشيرته، بدا أن الأمور لا تسير على ما يرام في القلعة الحمراء، فمجدي طلبة لم يكن الرجل المناسب لخلاقة عقلية بحجم القيعي؛ حيث إنه ورط النادي في صفقة الكونغولي ميدمبو لاعب ليوبار الذي حصل على 400 ألف جنيه ثم رحل عن الأهلي قبل أن يلعب مباراة واحدة في واقعة مثيرة، رغم أن طلبة سافر خلال هذه الفترة إلى الكونغو لإنهاء الصفقة، ولكن واضح أن المهمة كانت أكبر منه. والمثير أنه رغم كل هذا لم يهتز وضع هادي خشبة في الأهلي؛ حيث يضاعف حسن حمدي من صلاحياته بشكل غير طبيعي لدرجة أنه كان يضغط عليه لترشيحه على منصب العضوية في الانتخابات السابقة التي تم تأجيلها لأجل غير مسمى في قائمة إبراهيم المعلم، ولكن خشبة رفض وفضل البقاء في منصبه التنفيذي الذي يدر عليه شهريا أكثر من 70 ألف جنيه، فضلا عن نفوذه المتنامي داخل قطاع الكرة، والذي يفوق كثيرا نفوذ أي عضو بمجلس إدارة النادي.