تعد مدينة رشيد بمحافظة البحيرة، ثاني أكبر المدن التي تحتوي على الآثار الإسلامية بعد القاهرة، وعلى الرغم من ذلك سقطت المدينة من حسابات المسئولين وأصبحت المساجد والمنازل الأثرية مهدده بالانهيار. كاميرا "البوابة "، رصدت الإهمال الذي تتعرض له المساجد والبيوت الأثرية برشيد، وسط تقاعس هيئة الآثار للتحرك لإنقاذ البيوت الأثرية والمساجد التي أصبحت آيلة للسقوط بفضل الإهمال الشديد إضافة إلى القمامة التي تحيط بها. وتعد بوابة أبو الريش الأثرية برشيد نموذج للإهمال من القائمين على الآثار بالمحافظة بعد إغفال ترميمها، رغم المطالبات من أهالي المنطقة بسرعة التحرك قبل وقوع كارثة جديدة وسقوط البوابة الأثرية على المواطنين، كما حدث بعد انهيار سور في محيط قلعة قايتباي وأسفر ذلك عن مقتل طفل. فيما يمثل مسجد المحلي، أقدم مساجد المدينة ويحمل ذكرى عزيزة على قلوب أهل رشيد وكل المصريين وهي الانتصار على حملة فريزر، فمن على مئذنته انطلق الأذان في غير موعده إيذانا ببدء الهجوم على عساكر الحملة الإنجليزية، والذي يعاني من الإهمال وتقاعس المسؤولين بالآثار على الانتهاء من أعمال ترميمه، الذي توقف العمل به منذ سنوات ونتج عن ذلك غرق المسجد في مياه الصرف الصحي والمياه الجوفيه، وأصبح يمثل خطورة في انتظار وقوع كارثة كبرى بسقوط مئذنة المسجد. ويبلغ عدد البيوت الأثرية برشيد 21 بيتا أثريا، أشهرها منزل حسين عرب كلى"، الذي تحول إلى متحف رشيد القومي يضم تاريخ المدينة وبطولاتها ضد الإستعمار ويتكون من أربعة أدوار، ثم منزل الأمصيلي الأثري، ومنزل حسيبة غزال، وطاحونة أبو شاهين، ويعتبر منزل حسيبة غزال ملحقًا بمنزل الأمصيلي وهو للخدم، أما طاحونة أبو شاهين فهي المثال الوحيد الباقي من الطواحين، وهى مزدوجة ذات دورين ومازلت بحالة جيدة وصالحة للاستعمال، تم بناؤه عام 1808 ميلادية على يد عثمان أغا الأمصيلي وكان جنديًا بالجيش العثماني ويتكون من ثلاثة أدوار. وبينما يعد منزل ثابت الأثري برشيد، الذي بني في النصف الأول من القرن الثاني عشر الهجري أيضا ويتكون من ثلاثة أدوار، الدور الأول للرجال وبه حجرات من المصبعات الحديدية، والثاني مخصص للنساء وبه مشربيات خشبية، أما منزل القناديلي، فيتكون من ثلاثة طوابق وتمتاز حجراته بالسقوف المزخرفة بزخارف عربية - أرابيسك وتم تشييده في النصف الثاني من القرن 12 هجرية. ومنزل رمضان الأثري، وكان يقيم به عثمان أغا حاكم رشيد أيام حملة فريزر ومنه بدأت المعركة ضد الإنجليز عام 1807 ويتكون من أربعة طوابق وتم تشييده في النصف الأول من القرن 12 هجرية، منزل علوان والذي شهد هذا المنزل اجتماع أحمد عرابي باشا بعلوان بك من أكبر تجار رشيد بعد أن تولى عرابي نظارة الحربية سنة 1299 هجرية. ومن جانبه أكد أحمد السمري، رئيس لجنة الحريات بنقابة المحامين برشيد، أن مسلسل الإهمال بآثار رشيد ينذر بكارثة، مشيرا إلى أن معظم البيوت والمنازل الأثرية والمساجد برشيد تتعرض للانهيار نتيجة الإهمال من القائمين على الآثار وعدم التحرك لحماية تاريخ المدينة الأثرية. وأضاف السمري، أنه رغم الزيارات للمسئولين بالأثار للمدينة وعلي رأسهم وزير الآثار والوعود بإنقاذ أثار المدينة إلا أن تلك الوعود كانت أمام وسائل الإعلام فقط دون أي تحرك. وأشار "السمري"، إلى أنه تم اخطار الوحدة المحلية لمركز ومدينة رشيد وإرسال شكاوى لمحافظ البحيرة، بالوضع السيئ لما وصلت إليه الآثار في مدينة رشيد وخطورة الإهمال والتحذير من وقوع كارثة خاصة بأهالي المناطق المجاورة للمساجد والبيوت الأثرية الآيلة للسقوط، وحتى الآن لم يتم التحرك سوي بتشكيل لجان رمزية فقط ن دون العمل على أرض الواقع. وأوضح وليد الكفراوي، المتحدث باسم القوى الثورية في رشيد، أن مسجد المحلي تحول لبحيرة من مياه الصرف الصحي والمياه الجوفية عقب توقف أعمال الترميم التي تم إسنادها إلى مقاول من قبل هيئة الآثار في شهر أكتوبر عام 2008 بعد توقف العمل فجأة. وأشار الكفراوي، إلى أن المياه الجوفيه ملأت ساحة الصلاة بالمسجد وأرتفعت لنصف متر عن مستوى الأرض، مضيفا: "طالبا من المسئولين بالمحافظة ترميم المسجد بالجهود الذاتية للحفاظ على تراث المدينة، وحماية سكان المنطقة المجاورة من انهيار المسجد والمأذنة، إلا أن مسؤلى وزارة هيئة الآثار، رفضوا طلب الأهالي بإعادة بناء المسجد من جديد، مشيرين إلى أن القانون يحظر ترميم المساجد الاثريه بالجهود الذاتيه وفى نفس الوقت لم تقدم وزارة الآثار بالترميم حتى الآن. وطالب الكفراوي، وزير الآثار بزيارة بوابة أبو الريش ومسجد المحلي ومسجد زغلول ورؤية الإهمال الشديد في ملفات ترميم آثار المدينة.