عقد الرئيس عبدالفتاح السيسى، اجتماع قمة ثلاثيا مع رئيس وزراء اليونان «أكسيس تسيبراس» ورئيس قبرص «نيكوس أنيستاسياديس»، والذى عقد معه السيسى اجتماعا ثنائيا، قبل القمة الثلاثية. وتأتى تلك الزيارة للتأكيد على دور التحالف الثلاثى الذى أطلقه السيسى بين مصر وقبرص واليونان فى إبريل الماضى أثناء زيارته لقبرص، والذى تطور دوره فى الوقت الحالى لمواجهة التحديات الأمنية التى تهدد المنطقة بأسرها ودول شرق المتوسط، والمتمثلة فى خطر التنظيمات الإرهابية، وناقشت القمة الثلاثية جهود تحقيق الاستقرار فى ليبيا وسوريا، إلى جانب تحقيق الاستقرار والأمن فى منطقة «المتوسط» ومكافحة الإرهاب وإقامة «ستار حديدي» فى البحر المتوسط، لمواجهة الإرهاب وسطو بعض الدول على ثرواته الطبيعية، كما جرى توقيع عدد من الاتفاقيات بمجالات متنوعة للتعاون المشترك فى مقدمتها الطاقة والنقل، وأيضا ربط قناة السويس بالموانئ اليونانية لتعزيز النقل البحرى، وترسيم الحدود البحرية بين مصر وقبرص واليونان، وتأكيد التعاون فى مكافحة الإرهاب، والتوافق فيما يرتبط بآبار الغاز. وأشارت صحيفة «جريك ريبورتر» اليونانية، إلى أن التعاون فى أمن الطاقة وكذلك الأمن البحرى يأتى على رأس جدول أعمال الرئيس السيسى، خاصة فى ظل وجود ملفات شائكة أبرزها التصدى لمحاولات تركيا للسطو على ثروات البحر المتوسط، والتنقيب بالقوة عن الغاز والنفط فى المياه الإقليمية القبرصية، الأمر الذى دفع بنقوسيا لتقديم شكوى للأمم المتحدة حول الأنشطة التركية. وتعمل أثينا على تعزيز إجراءاتها الأمنية خاصة بعد هجمات باريس والتقارير التى تحدثت عن وصول بعض منفذى الهجمات إلى فرنسا عبر اليونان. وتعد ليبيا ملفا رئيسيا على المباحثات المصرية اليونانية القبرصية، وكان الرئيس السيسى دعا فى مؤتمر صحفى، أمس الأول مع رئيس وزراء اليونان، إلى «تعبئة دولية» لتأمين حدود ليبيا ومنع تدفق السلاح والمقاتلين منها، مشددا على أن عدم التحرك سيقود إلى أخطار جديدة فى المنطقة. ووفقا لموقع «ايكاثمريني» اليونانى، فإنه رغم وجود أساطيل وسفن حربية غربية فى البحر المتوسط إلا أن هذا لم يساهم فى الحد من تدفق الإرهابيين إلى دول المنطقة. وأعرب الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال كلمته بالقمة الثلاثية باليونان عن شكره وتقديره للحكومة اليونانية لاستضافتها القمة الثلاثية التى ضمت إلى جانب مصر واليونان دولة قبرص. وقال: «إن انعقاد القمة الثلاثية فى العاصمة اليونانية، للمرة الثالثة فى موعدها المتفق عليه، إنما يدل على إصرارنا جميعا على المضى قدما فى سبيل توفير مقومات التقدم والتنمية، ليس لشعوبنا فحسب بل لشعوب المنطقة وجوارنا الجغرافى بأسره، ويشير كذلك لالتزامنا القوى بالعمل معا وفقا لرؤية مشتركة، نحو تحقيق الأمن والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط، وإقليم شرق المتوسط». وأعرب الرئيس عن تفاؤله بالخطوات العملية الهادفة لتفعيل التعاون الثلاثى بين مصر واليونان وقبرص فى مجالات متعددة، تحمل فرصا واعدة، وعلى رأسها مجالات الطاقة والسياحة والاستثمار والنقل البحرى، ما سيكون له أثر ملموس فى تنفيذ مشروعات محددة، تعود بالنفع على شعوبنا الساعية نحو مستقبل أفضل، متوقعًا أن تشهد الفترة القادمة الإعلان عن تفاصيل هذه المشروعات وبرامج التعاون. وقال «السيسي»: «إن الاجتماع شهد توافقًا كبيرًا فى الرؤى بين الدول الثلاث فى مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك على الساحتين الإقليمية والدولية، حيث جرى الاتفاق على ضرورة استمرار عملنا وتنسيقنا الدءوب لمحاربة الإرهاب، ووقف مصادر تمويله، من منظور شامل، لا يقف عند حدود المواجهات العسكرية والتعاون الأمنى، وإنما يشمل أيضا دحض وتفنيد الأسس الفكرية للجماعات الإرهابية، أخذًا فى الاعتبار كون الدول الثلاث منارات حضارية تاريخية فى المنطقة، وحاضنات لقيم التسامح الدينى على مر العصور، ما يؤهلها للعب دور محورى فى هذا الصدد، من خلال اضطلاع مؤسساتها الدينية العريقة بمهمة تصويب الخطاب الديني». وأكد الرئيس أنه تم الاتفاق على أهمية التوصل لحل عادل للقضية الفلسطينية، يحقق التطلعات المشروعة للشعب الفلسطينى فى الحصول على استقلاله وإنهاء احتلال أراضيه، وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدسالشرقية، بما يساهم فى القضاء على أحد أهم أسباب التوتر وعدم الاستقرار فى الشرق الأوسط، الأمر الذى يتطلب من كافة الأطراف مضاعفة انخراطها وجهودها نحو الاتفاق على التسوية العادلة. وتابع: «على جميع الأطراف المعنية العمل من أجل التوصل لحلول سياسية فى كل من سوريا وليبيا، للحفاظ على وحدتيهما الإقليمية، وصون مقدرات شعبيهما، والحيلولة دون توطن التنظيمات الإرهابية على أراضيهما». وأكد دعم مصر لجهود التوصل لحل عادل للقضية القبرصية، بما يضمن إعادة توحيد شطرى الجزيرة، ويراعى حقوق كافة القبارصة، وفق قرارات الأممالمتحدة ومقررات الشرعية الدولية ذات الصلة، مشددًا على ضرورة التكاتف الدولى للتوصل لحلول عملية لظاهرة الهجرة المتنامية.