حللت دراسة لمعهد دراسات الحرب، وهو معهد أمريكي يقع مقره في مدينة مونتريال الكندية، سياسة تنظيم داعش مع الدول الأوروبية خلال عامي 2014 و2015، وقالت الدراسة التي أعدها فريق مكافحة الإرهاب بالمعهد ونشرها موقعه الإلكتروني، أمس: إن التنظيم يجري حملة لإرهاب واستقطاب أوروبا، وأنه خطط وأعدّ ونفذ محاولات وهجمات ناجحة منذ يناير 2014 حتى الآن في بريطانياوفرنسا وبلجيكا وهولندا وألمانيا وإسبانيا وتركيا وكوسوفو، وسعى إلى معاقبة الدول التي تعمل ضده في العراقوسوريا، كما سعى إلى استقطاب الغرب من خلال التركيز على ردود الأفعال الحكومية والمجتمعية العنيفة ضد المسلمين الأوروبيين؛ حيث يعتقد داعش أن تزايد الفتنة الثقافية يزعزع استقرار أوروبا ويشجع المسلمين هناك على الانضمام إلى صفوفه. وأضافت الدراسة أن التنظيم يحافظ على شبكة دعم واسعة النطاق في أوروبا لتطوير حملة الاستقطاب، ويستفيد مما وصفته بالتجنيد "التاريخي" لخلايا هجومية طورها تنظيم القاعدة، وطور داعش خلايا خاصة لتجنيد آلاف الأوروبيين ومساعدتهم على السفر والقتال مع التنظيم في سورياوالعراق، واستطاع التنظيم في النهاية أن يملك قاعدة عريضة من الدعم الإلكتروني من خلال التواصل الإعلامي. وأشارت الدراسة إلى أن داعش ينشر من وقت لآخر مقاطع فيديو تستهدف جنسيات أوربية معينة لدعوة مسلميها إلى الانضمام إلى القتال ضمن صفوفه أو تنفيذ هجمات في بلادهم. ويتبع المقاتلون الأجانب في هذه الفيديوهات دعوة أبومحمد العدناني، المتحدث الرسمي باسم داعش، التي أطلقها في سبتمبر 2014 لقتل أي "كافر" سواء كان فرنسيًا أو أمريكيًا أو من أية دولة حليفة لهذه البلاد، ومنذ يناير 2014 أجرى مؤيدو التنظيم أو نفذوا 19 هجمة على الأقل بناءً على تحريض العدناني. وأوضحت خريطة نشرها موقع المعهد ضمن الدراسة تأثير الفيديوهات والبيانات التحريضية التي يوجهها داعش لمسلمي أوروبا، حيث ذكرت أنه خلال الفترة التي تمت دراستها نفذ المتأثرون بالتنظيم 18 هجمة في بلاد أوروبية مختلفة، في مقابل 15 هجمة تم تنفيذها بالتنسيق مع التنظيم نفسه. وذكرت أن خمسة دول رفعت حالة الاستعداد القصوى في أعقاب هجمات باريس، هي فرنسا وبلجيكا وبريطانيا وإسبانيا وإيطاليا. ووجه التنظيم تهديدات بتنفيذ هجمات أو دعوات للانضمام إلى صفوفه بشكل خاص لدول روسيا والسويد وبريطانيا وفريسنا وبلجيكا وإسبانيا وإيطاليا وأستراليا وألمانيا ومولدوفا وكرواتيا والبوسنة والهرسك. كذلك حددت عدد العناصر المنتمية للتنظيم فكريًا أو تنظيميًا والتي ضم ضبطها خلال تلك الفترة في كل دولة أوروبية، كمؤشر على المعاقل الرئيسية لعناصر التنظيم وكثافة تواجده في أوروبا، وأظهرت الخريطة أن فرنسا هي الدولة الأوروبية التي خرج منها العدد الأكبر من المقاتلين الدواعش الأجانب. وأوضحت الدراسة أن المقاتلين المتأثرين بداعش والمستجيبين لدعواتها بالقتال ينشطون عبر أوروبا، وبالأخص في بلاد غرب القارة التي تضم أعدادًا كبيرة من المقاتلين. ولكنها اعتبرت أن الهجمات وعمليات الخطف التي نفذها التنظيم في تركيا، المجاورة لسوريا، تعكس امتداد حملات التنظيم الدعائية للقتال في العراقوسوريا بشكل أكبر من حملاته للدعوة للجهاد في الغرب، ورجحت بناءً على ذلك أن يوسع داعش من جهوده للإعداد لتوجيه هجمات إرهابية متطورة في أوربا. وأضافت الدراسة أن التنظيم استخدم عبد الحميد أباعود، قائده البلجيكي المغربي رفيع المستوى، لتنسيق محاولات مضاعفة للهجمات في تركياوفرنسا، وقد تعيد قادة بنفس مهارة أباعود إلى بلادهم الأوروبية للتخطيط لهجمات إرهابية بها، أو في أيٍ من البلاد التي بها تواجد تاريخي لخلايا جهادية، بما فيها إسبانيا والمغرب وجزر البلقان وإيطاليا وهولندا والدانمارك والسويد. وقد تستثمر الشبكات البشرية المترابطة التي تجمع هذه الخلايا التعاون المخابراتي غير الكافي بين البلاد الأوروبية للتخطيط لهجمات وتنفيذها، مع استمرار التنظيم في استخدام شبكته العالمية للتحريض على الهجمات الإرهابية وإلهام مؤيديه بخطط تنفيذها في الدول الغربية بما فيها الولاياتالمتحدة؛ ودللت على التهديد الداعشي الذي تواجهه الولايات بإعلان تاشفين مالك، إحدى منفذات التفجير الذي قتل 14 شخصًا في مدينة سان برناردينو الأمريكية في الثاني من ديسمبر الماضي، البيعة لداعش قبل أو خلال العملية.