تواصل تركيا مساعيها لزيادة روابطها التجارية والثقافية مع دول إفريقيا جنوب الصحراء، رغم الأزمة السياسية التي تعانى منها أنقرة، لتغيير الحلفاء والتنوع الاستراتيجي، وكان الدافع وراء انخراط تركيا في دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى في السنوات الأخيرة هو تنامى الأهمية الاقتصادية في المنطقة بالنسبة لأنقرة، من ناحية اهتمامها بالتنوع بعيدا عن منطقة الشرق الأوسط. وتشير علاقات تركيا المتوترة على نحو متزايد مع شركائها التقليديين في الشرق الأوسط إلى أنها ستستمر في توسيع استراتيجيتها فى دول أفريقيا، حيث ارتفع عدد السفارات التركية في المنطقة، وكذلك عدد الزيارات الثنائية رفيعة المستوى.. كما عقدت قمة الشراكة الثانية التركية - الأفريقية في غينيا الاستوائية في أواخر عام 2014. وكانت دولة الصومال مركز السياسة الاستراتيجية التركية فى أفريقيا، وتعد زيارة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى مقديشيو عام 2011 أول زيارة من نوعها لرئيس حكومة غير أفريقي للبلاد فيما يقرب من 20 عامًا، وقد تزايد تواجد الوكالات والمنظمات غير الحكومية والمشروعات التجارية والوكالات الإنسانية التركية في البلاد. تجدر الإشارة إلى أن حجم تجارة تركيا مع الدول الأفريقية الواقعة جنوب الصحراء الكبرى لا يمثل سوى جزءا ضئيلا من التجارة العالمية لتركيا؛ ولكن الاستثمارات الأجنبية المباشرة من تركيا في تزايد مستمر، فى الوقت الذى يجري فيه التفاوض على عدد من اتفاقيات التجارة الحرة. كما قامت الشركات التركية، وخاصة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم، باحتلال مكانة لها في قطاعات البناء وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، فضلا عن أن الخطوط الجوية التركية تحتل مكانة بارزة باعتبارها الناقل الجوى للمنطقة. وتنامت المساعدات التركية لدول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، حيث توسعت الوكالة التركية للتعاون الدولي والتنمية (تيكا) فى وجودها بالمنطقة، وارتفع بشكل كبير عدد المنح الدراسية التركية المقدمة للطلاب الأفارقة. يذكر أن المنظمات الإنسانية التركية تلعب دورا بارزا في دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، ولا سيما في الدول ذات الكثافة السكانية الكبيرة من المسلمين.