قالت صحيفة "توركيش ويكلي" إن أنقرة تتخذ القاهرة طريقا تنطلق منه الى الأسواق الأفريقية المهمة كثيرا بالنسبة للاقتصاد التركي الذي بدا يفرض نفسه جيدا في الفترة الأخيرة. واضافت الصحيفة التركية أن أنقرة تعي جيدا أهمية القاهرة بالنسبة لها خاصة موقع مصر المتميز من الشرق الأوسط والقارة الأفريقية، مدللة على ذلك بالزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الي القاهرة. كما اشارت الصحيفة الى أن أحمد داوود أوغلو وزير الخارجية التركي يقدر جيدا الضرورة الملحة للتحالف بين مصر وتركيا، حيث أنه دائما ما يطلق على القاهرةوأنقرة مصطلح " المحور الإقليمي".
ومن ناحية اخري نشرت صحيفة زمان التركية تقريرا عن الطموحات التركية للوصول الي أفريقيا بهدف السيطرة عليها اقتصاديا في المقام الأول من خلال العديد من المحاور التي تبدأ بتكثيف البعثات الدبلوماسية في جميع الدول الأفريقية وغزو المنتجات التركية لهذه الدول. وقالت "زمان" التركية إن الانفتاح علي افريقيا والسيطرة علي خيراتها الكثيرة حلم يراود تركيا منذ عقود إلا أن هذا الحلم تعثر نتيجة لبعض الظروف التي تتعلق بالسياسة الداخلية لتركيا وبعض الاضطرابات السياسية الداخلية التي شهدتها فب العقود التي سبقت عام 2000 حتي تولي حزب العدالة والتنمية التركي الذي بدأ تحقيق الحلم التركي بالوصول الي القارة السمراء الغنية بالخيرات التي تتسارع معظم القوي الكبري عليها للاستفادة من خيراتها.
وأضافت الصحيفة أن حزب العدالة والتنمية التركي خصص العام 2005 ليكون عام تركيا وقد تم الإعلان عن ذلك بالفعل في أروقة السياسة التركية حيث شهد هذا العام سلسلة من التغييرات بين تركيا وعدد من الدول الأفريقية ، حث شهدت العلاقات في هذه الفترة بعض الأحداث المشتركة بين تركيا والدول الأفريقية وعقد بعض القمم بن تركيا وعدد من زعماء القارة السمراء في إسطنبول.
وأشارت الصحيفة الي أن تركيا بدأت تقوي علاقاتها وبشكل مكثف خاصة الدول التي تقع في منطقة شبه الصحراء التي تعتبر شبه مهملة من جانب بعض الدول حيث بدأت تركيا بالفعل جني ثمار توطيد العلاقات الاقتصادية مع هذه الدول، مضيفة: من وجهة نظر أنقرة أن هذا التحول الكبير في الوصول الي أفريقيا يتطلب من تركيا المزيد من الجهد وهو ما أدركه الساسة الأتراك بالفعل وأحسنوا استغلال الفرص التي أتيحت أمامهم مما جعلهم يجنون ثمار هذه الدول الأفريقية الفقيرة.
وأوضحت الصحيفة التركية أن مشاركة أفريقيا في حجم التجارة التركية بلغ حوالي 5 %، وهناك توقعات مبشرة بازدياد هذه النسبة، وقالت الصحيفة إن الأرقام تتحدث عن ذلك، ففي 2002 وصل حجم التجارة مع جميع الدول الإفريقية 2.9 مليار دولار، ووصل الي 1508 مليار دولار في العام الماضي بزيادة بلغت 445 %، وبلغت الصادرات التركية الي أفريقيا 10.3 مليار دولار في 2011 مقارنة ب6.8 مليار دولار من الواردات في 2002.
وفي مجال السياحة قال التقرير الذي أعدته الصحيفة إن عدد السياح الأفارقة الي تركيا لقضاء إجازاتهم هو أيضا في ازياد كبير ففي 2001 كان عدد السياح الأفارقة الي تركيا 181000 ، وبعد عقد من الزمان وصل العدد الي 446000 سائح بمعدل زيادة بلغ 146%، ومن ناحية اخري زاد كذلك عدد الطلاب الأفارقة الذين يدرسون في الجامعات التركية، وهذا ما يوضح سبب زيادة اهتمام وزارة الخارجية التركية –بحسب الصحيفة- وانشغالها بافتتاحح السفارات الجديدة في جميع الدول الأفريقيةن حيث افتتحت الخارجية التركية 22 سفارة جديدة بعدد من دول القارة السمراء خلال الثلاث سنوات الأخيرة لدرجة أن العدد زاد عما كان مخططا له خلال الثلاث سنوات السابقة. ولفتت الصحيفة الي أن تركيا الآن إحدي خمس دول الأكثر تواجدا وتمثيلا في القارة السمراء، والآن هناك 15 دولة أفريقيا افتتحت سفارات لها في أنقرة مع وجود خطة لافتتاح 19 سفارة جديدة للدول الأفريقية الأخري في المستقبل القريب.
وقالت الصحيفة إن تركيا ترسخ لتواجدها فس افريقيا بجميع السبل، فالي جانب النشاطين الدبلوماسي والتجاري فهي أحد الدول المشاركة بقوات لحفظ السلام في مناطق النزاع في افريقيا، وفي سياق مقارب تقوم انقرة بالتوسط لحل النزاعات في أفريقيا وذلك في ضوء السياسة الناعمة التي تتبناها لترويض هذه الدول، حيث قامت بالتوسط في النزاعات الأخيرة التي اندلعت بين إثيوبيا وإريتريا كما أنها لعب دورا محوريا في ثفقة الوساطة بين السودان وجنوب السودان، كما قامت باستضافة "المؤتمر الرابع للأمم المتحدة" عن الدول الإفريقية المتقدمة في الفترة الأخيرة والذي حضرته 45 دولة معظمهم تقريبا من أفريقيا وهو أيضا المؤتمر الذي يعقد مناقشات مكثفة تتناول سبل دعم الفقر والتنمية والتطوير بدول القارة السمراء خلال العشر سنوات القادمة. ولفتت الصحيفة أيضا الي أن الصومال من بين هذه الدول المشاركة في المؤتمر والتي تعاني من حرب أهلية منذ 20 عاما والتي طبق عليها معيار الدول الفاشلة من حيث النمو الاقتصادي إلا أن أنقرة تري أنها ستكون من الدول المتقدمة في القرن الإفريقي. واشارت الصحيفة الي أن أحمد داوود أوغلو طالب البرلمان التركي بتخصيص مبالغ مالية كبيرة وبزيادة معدلات التواجد في دول خليج عدن وهي المنطقة التي تقع بين القرن الأفريقي واليمن متوقعا أن تكون لهذه المنطقة أهمية كبري في المستقبل، مؤكدا علي أن حوالي 60% بالمائة من التجارة العالمية تمر عبر هذه المنطقة وقال إن المنطقة تربط الشرق الأوسط بأفريقيا عبر البحرين الأحمر والمتوسط، وأشارت الصحيفة الي أن تركيا افتتحت سفارة لها في جيبوتي وتخطط لافتتاح أخري في إفريقيا قريبا.
وتابعت زمان: تعتبر تركيا الدولة الوحيدة التي لها تمثيل كامل في مقديشيو حيث تعمل سفارتها بكامل طاقتها، كما أن لها أكبر مباني سفارات في أفريقيا علي الإطلاق تقع علي مساحة 20 فدان في كل من جيبوتي واثيوبيا حيث تتعاون هاتين السفارتين مع سفارة مقديشيو. واستمرارا للسياسيات الناعمة قامت السلطات التركية بتوفير الدعم الي الصومال من خلال تأسيس المدارس والمرافق الصحية ومباني تقديم الخدمات لأهالي مقديشيو كما امتدت جهود المساعدة الي العديد من المناطق الأخري من أفريقيا.
وأوضح التقرير الذي أعدته زمان التركية أن خطوط الطيران الوطنية التركية هي شركة الطيران العالمية الوحيدة التي تربط مقديشيو بباقي دول العالم، كما أنها تسير رحلات أيضا الي باقي الوجهات الإفريقية التي يتعذر علي شركات الطيران الأخري الوصول اليها، مما عاد بالنفع الكبير وتوطيد العلاقات الاقتصادية والسياسية بين أنقرة وباقي العواصم الإفريقية.