■ كتب: محمد نور لا يُمكن لأى مصرى وطنى، أن ينكر أو يتجاهل الدور الوطنى الذى يقوم به الأزهر الشريف والكنيسة المصرية تجاه القضايا المصيرية، وإبراز حسهما وموقفهما الوطنى، والدفاع عنه باعتباره واجبا أصيلا ومتينا لا يحتمل التباطؤ أو التكاسل، أو التخلى عنه، منذ ثورة 30 يونيو المجيدة وحتى الآن، ففى أحلك اللحظات وأكثرها تعقيدا، التى يشهدها الوطن بين الحين والآخر، لا تتأخر المؤسسة الدينية المصرية، مُمثلة فى أزهرها وكنيستها، عن إبراز موقفها الوطنى المُساند للقيادة السياسية، ففى أعقاب اندلاع الحرب، التى تشنها دولة الاحتلال الإسرائيلى ضد الشعب الفلسطينى، ساند الأزهر والكنيسة، الموقف الرسمى للدولة المصرية، وأدانا العدوان الاسرائيلى، وطالبا الجهات الدولية، بالوقوف ضد العربدة الإسرائيلية. وفيما يخص محاولات التهجير وقفت المؤسسة الدينية في وجه هذه المحاولات، ولا يتخلى الأزهر والكنيسة عن موقفهما الوطنى بمُختلف القضايا، ولا أحد ينسى موقف الأزهر والكنيسة ضد محاولات الجماعات الدينية المتطرفة، جر البلاد إلى الفوضى والحرب الأهلية، بعد أن خرج الملايين من المصريين لإسقاط حكم الإخوان، وأعلنت المؤسسة الدينية المصرية دعمها لبيان 3 يوليو التاريخى. ينظر الشعب المصرى إلى الأزهر وشيخه الجليل، الدكتور أحمد الطيب نظرة احترام وتوقير وتقدير لأن هذه المؤسسة التى تعد أهم مؤسسة إسلامية فى العالم الإسلامى تمتلك أبعاد الفهم الصحيح لنصوص الشريعة الإسلامية ومقاصدها القائمة على الاعتدال والوسطية وأنها دائما تقف حائط صد ضد الجماعات المتطرفة بكل ما أوتيت من قوة وفهم صحيح لأصول الدين، لما تتمتع به من حنكة وقدرة على الإقناع المستقى من آليات الاعتدال فى القول والفعل بما يتماشى مع آليات العصر والمواقف الصعبة. وقد سألنا الدكتور عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، وكيل الأزهر الأسبق، عن دور الأزهر فى القضايا الوطنية، فأكد لنا أن الازهر وفضيلة الإمام الأكبر والقيادة السياسية على قلب رجل واحد ضد أى مخطط ينال من أمن واستقرار الوطن، وأن الأزهر يثنى على الجهود المبذولة التى يقوم بها الرئيس عبد الفتاح السيسى، تجاه القضية الفلسطينية، ودعمه الدائم ومساندته للشعب الفلسطينى حتى يتحقق أمله فى قيام دولته المستقلة. لافتًا إلى أن ثورة الثلاثين من يونيو التى نحتفل بذكراها هذه الأيام حافظت على استقرار البلاد من الوقوع فى الفتن والاحتراب. ◄ واجب ديني أضاف شومان، أن فضيلة الإمام الأكبر انحاز لمصالح الشعب على الصعيدين السياسى والاجتماعى، لما فيهما من واجب دينى قوى ساهم فى إعلاء الصالح العام للبلاد، وكان فخرًا لكل المصريين كلمته التى لا تنسى أثناء الاجتماع مع القيادة السياسة، وبابا الكنيسة المصرية، وإرساله رسائل طمأنة لكل المصريين ضد الجماعات، الذين كانوا يظنون أنهم يملكون مفاتيح الفهم الصحيح للدين، وهم يرتكبون أشد أنواع العنف والكراهية التى لم تحض عليها الشريعة الإسلامية، مُشيرًا إلى أن الإمام الأكبر استطاع تقدير الحجم الحقيقى للمسئولية الموكلة من الشعب للحفاظ على الأمن القومى، وأعطى شرعية دينية صحيحة للثورة التى زعمت هذه الجماعات أن من يخالفها فقد خالف إرادة السماء. وأوضح، أن البلاد كانت معرضة للفتن والحرب الأهلية، حال عدم مشاركة الأزهر فى ثورة 30 يونيو واحتضان بيان الثالث من يوليو، وأن الأزهر انضم للثورة، بعد أن رأى حجم الجماهير الغفيرة، التى ملأت الشوارع والميادين بالملايين معلنة رفضها لحكم الإخوان، مشيرًا إلى أن من حاولوا تغييب دور الأزهر لحسابات سياسية وفصائلية ضيقة انعكس على أدائهم بشكل قوى فى الشارع المصرى، وردوا على أعقابهم خائبين وبقى دعم الأزهر من المواطنين قائمًا ولم يهتز مطلقًا، وقام بالدور الوطنى المُشرف فى الثورات ووقف ضد أصحاب الفكر المُتطرف الدموى الذين حاولوا جر الوطن لخلافات سياسية طائفية، بل استكمل دوره فى توعية المواطنين بمخاطر هذه الجماعات حتى لا تعود أذنابها مجددًا. ◄ نسيج الوطن «وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن».. هذه الكلمات التى أكد عليها البابا تواضروس الثانى، ليست مُجرد مقولة عابرة ولكنها كاشفة عن الدور الوطنى، الذى تتميز به الكنيسة المصرية خلال فترات الأزمات، حيث تعلن الكنيسة دائمًا دعمها الكامل للدولة المصرية، باعتبارها جزءا أساسيا من نسيج هذا الوطن، وأنها على استعداد لدفع أى ضريبة فى سبيل إنقاذ الوطن، وهذا الدعم اعتادت عليه الكنيسة القبطية، منذ سنوات طويلة، وازداد خلال فترة وجود البابا تواضروس، الذى لا يكف عن مساندة الدولة المصرية بمختلف التحديات التى تواجهها، خاصة فى تلك الظروف الصعبة التى تمر بها منطقة الشرق الأوسط، من تقلبات وحروب حيث أعلنت الكنيسة دعمها الكامل للدولة المصريه فى تلك الظروف من عمر الوطن. ◄ اقرأ أيضًا | ثورة شعب حماها الجيش| أهل الشر يواصلون استهداف العلاقة الأقوى على مر العصور ◄ مرحلة جديدة وفقًا لمصدر كنسى بالكنيسة الأرثوذكسية، طلب عدم ذكر اسمه لحساسية منصبه، فإن فترة حكم الإخوان كانت من أكثر الفترات ألمًا وعدم استقرار فى تاريخ مصر الحديث، مؤكداً أنها لم تكن مجرد احتجاج، بل كانت بداية لمرحلة جديدة مطمئنه مليئة بالأمل والتغيير، والنجاحات والتحديات، لبناء وطن جديد لكل المصريين. وقد تحققت تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى، الذى يقود سفينة الوطن إلى بر الأمان وسط كل المخاطر التى تحيط بالبلاد، لبناء جمهورية جديدة لتبقى ثورة 30 يونيو صفحة مجيدة فى تاريخ كل المصريين الشرفاء، ويبقى العمل والأمل ضمانة لكل المصريين. من جانبه، يؤكد القمص موسى إبراهيم، المتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أن موقف الأقباط من القضايا الوطنيه يتماشى مع موقف القيادة السياسية، وأن الكنيسة تقف وتُساند كل القرارات التى تحافظ على استقرار وامن البلاد وهذا كان واضحا فى ظل ما تشهده المنطقة من اضطرابات وحروب، وهذا هو الدور الوطنى للكنيسة المصريه فهى جزء أساسى من الشعب، لافتا الى أن موقف الأقباط من ثورة 30 يونيو جاء متماشيًا مع الملايين التى خرجت للشوارع والميادين للتعبير عن رفضهم للوضع المتدهور وغير المستقر الذى وصلت إليه مصر فى ذلك الوقت، موضحا ان الأوضاع والظروف الصعبة التى كانت تمر بها مصر فى ذلك الوقت، كانت دافعا قويا لكل المصريين الغيورين على بلدهم ومستقبلها وما فقده الشعب من أمن واستقرار بسبب تفاقم الأوضاع، حيث خرج الملايين من الشعب للشوارع والميادين للتعبير عن رفضهم وغضبهم لحكم الإخوان مطالبين برحيل النظام الذى قاد مصر إلى مستقبل مظلم. أضاف، أن الشعب المصرى بمسلميه وأقباطه يظل نسيجا واحدا راسخاً وصامداً رغماً عن أى تحديات طائفية، لافتًا إلى أن فترة حكم الإخوان كان هناك شعور ينتاب المصريين بأن مصر تُسرق وأن هناك شيئا غير طبيعى يحدث، ومحاولات لتغيير الهوية المصرية، موضحًا أنه خلال هذه الفترة لم يكن هناك شىء مستقر، وانعدم الأمن، حيث تم الاعتداء على الكاتدرائية المرقسية لأول مرة فى 7 أبريل 2013، وهى الكنيسة الأم وأكبر كنيسة فى الشرق الأوسط، وهذه الواقعة كانت بمثابة «جرس إنذار» بأن هناك شيئا غير صحيح، تمر به البلاد، لافتا إلى وصف قداسة البابا تواضروس، هذه الأيام التى شهدت أعمال عنف ضد الكنائس بال»صعبة»، حتى جاءت ثورة الثلاثين من يونيو لتضع البلاد على الطريق الصحيح.