صرح الدكتور سعيد البطوطي أستاذ الاقتصاد والتسويق السياحي بجامعه فرانكفورت ، وعضو اللجنه الاقتصاديه الأوروبية UNECE بأنه غلب على جدول أعمال الاجتماع الألماني للسياحة الذى عقد في لشبونةبالبرتغال خلال الفترة من التاسع عشر حتى الحادي والعشرين من نوفمبر الجاري الأحداث الجارية في بعض الدول ، وعلى رأسها ما حدث مؤخراً في مصر وتونس وفرنسا . وأضاف في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط عقب عودته إلى برلين أنه عقدت يوم 21 نوفمبر الجاري جلسة مغلقة خاصة بالأحداث الإرهابية في باريس ، والخطط المستقبلية الواجب اتباعها من قبل حكومات دول الاتحاد الأوروبي لتأمين السائحين والتي حضرها أحد الخبراء الأمنيين المعروفين في ألمانيا. وأشار إلى أن رئيس الاتحاد أكد خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية ضرورة أن يقوم قطاع السياحة في ألمانيا بمساندة الوجهات السياحية التي تحارب الاٍرهاب ، وأن الإرهاب يطال الجميع ولا يوجد مكان آمن 100٪ الآن على وجه الارض. واستطرد يقول إن مصر وتونس تمثلان وجهتين سياحيتين هامتين بالنسبة لألمانيا ويجب الوقوف بقوة بجانبهما حتى يجتازا محنتهما وينتصرا على الاٍرهاب . وحول القضايا التى تم التعرض لها بشكل عام خلال اجتماع هذا العام ، أوضح أنه تم عرض ومناقشة العديد من القضايا الهامة المتعلقة بصناعة السياحة وكذلك موقف السوق السياحي ، وتأثر الطلب بالأحداث في بعض الوجهات السياحية خاصة مصر وتونس، فضلا عن مشكلة اللاجئين السوريين وكيفية التعامل معها من قبل الحكومة الألمانية . وحول رؤيه الألمان ، ومستقبل السياحة في مصر على ضوء الأحداث الأخيرة ، قال الدكتور البطوطي إن صانعي القرار السياحي في ألمانيا والذين كان معظمهم موجود في الاجتماع متعاطف جدا مع مصر ، ويرون ضرورة مساندة السياحة المصرية حتى تجتاز محنتها ...مؤكدا أن مصر وجهة سياحية هامة متعددة الأنماط السياحية التي تتفرد ببعضها ، وتقع في مقدمة رغبات المستهلك السياحي الألماني ، وكذلك كمنتج أساسي للعديد من الشركات منظمي الرحلات ، وأنه لا يمكن أبداً إغفالها حتى ولو كان الطلب في الوقت الحالي متعثراً نتيجة للأحداث. وحول الإجراءات الاحترازية التي يعكف الاتحاد الألماني للسياحة على تطبيقها لدعم مصر كأحد أهم المقاصد السياحية ، أكد البطوطي أن الاتحاد الألماني للسياحة DRV يساند بقوة صناعة السياحة في مصر ، ويرى أن مصر منتج سياحي متعدد وفريد ، ووجهة سياحية أساسية بالنسبة للسوق السياحي الألماني، منوها بأن الاتحاد يساند بقوة عدم صدور أي تحذيرات للسفر من قبل مكتب (Auswärtiges Amt ) الخارجية الألمانية ، أو التخفيف منها حال وقوع أحداث ، ويدعم بقوة شركات الطيران العارض حتى تستمر الرحلات إلى المطارات المصرية ، كما يقوم بشكل مستمر بتحفيز الشركات السياحية باستمرار وتنمية برامجها السياحية إلى مصر ، لافتا إلى أن رئيس الاتحاد ذكر ذلك بوضوح أثناء الاجتماع. وحول إمكانيه استعاده توافد السائحين الألمان إلى مصر قال ، إنه إذا ألقينا نظرة سريعة على التطور في أعداد السائحين القادمين من السوق الألمانية إلى مصر خلال الفترة الماضية يتضح أن العدد بلغ ذروته عام 2010 حيث بلغ 1,3 مليون سائح، ثم انخفض هذا العدد إلى حوالي 830 ألف عام 2011 ، ثم عاود الارتفاع عام 2012 إلى 1,1 مليون ثم هبط مرة أخرى عام 2013 إلى 820 ألفا ومثل هذا الرقم عام 2014 . وأضاف أنه مقارنة هذا العدد بالعدد الإجمالي للألمان الذين يقومون بعمل رحلات خارج ألمانيا سنوياً (54,6 مليون) نجد أن نصيب مصر محدود جداً مقارنة بوجهات سياحية أخرى منافسة لا تحتوي إلا على نسبة ضئيلة من المقومات السياحية التي تشترك الوجهة السياحية المصرية فيها وتنافسها ، بل والحركة السياحية إليها موسمية وليست على مدار العام مثل تركيا ، إضافة إلى ذلك فتلك النسبة لا تتناسب مطلقا مع عشق الألمان للوجهة السياحية المصرية وولعهم بالسفر إلى مصر. ولفت إلى أن الوضع السياسي في الوقت الراهن بدأ في الاستقرار ، كما أن الوضع الأمني بدأ في التحسن ، وبدأت الدولة تفرض سيطرتها على الوضع الأمني وأن هذا جيد وهام لتحسين الصورة الذهنية عن مصر كوجهة سياحية آمنة ، ودعم الجهود التسويقية إليها. وأكد تعاطف الاتحاد بشكل كبير مع مصر كوجهة سياحية هامة يجب مساندتها بقوة ،وأن مصر تحتل مكانة هامة في وجدان الشعب الألماني ،وهناك جهود كبيرة تبذل مع الحكومة الاتحادية حتى لا تصدر تحذيرات للسفر إلى مصر ، وهو ما تستجيب له وزارة الخارجية الألمانية. وتابع يقول إن ألمانيا لم تصدر أي تحذيرات للسفر أو الطيران إلى المطارات المصرية بما فيها مطار شرم الشيخ (باستثناء منطقة شمال سيناء والحدود المصرية الإسرائيلية نظرا لوجود عمليات عسكرية للجيش المصري هناك ضد العصابات الإرهابية هناك). وقال الدكتور البطوطى مصر تتميز بغزارة وتنوع المنتج السياحي بها، فلا يمكن أن تجدي وجهة سياحية أخرى تمتلك هذا التنوع الهائل في مقومات الجذب السياحي فهى لديها مقومات طبيعية: الموقع الجغرافي، المناخ، نهر النيل، الشواطئ البحرية ( تناهز3000 كم طولي)، الأحياء البحرية والشعاب المرجانية، الصحارى والواحات والجبال والمحميات الطبيعية ، فضلا عن مقومات ثقافية وتاريخية وأثرية لا تعد ولا تحصى ، بالإضافة إلى مقومات دينية هائلة تشمل معابد وأديرة وكنائس ومساجد وأماكن عبادة ، ومقومات علاجية ورياضية هائلة يمكن تطويرها وتعظيم الاستفادة منها ،بالإضافة إلى مقومات اجتماعية وحضارية حديثة أيضاً يمكن تطويرها. وأكد أن وجود هذا الكم الهائل من مقومات الجذب السياحي في أي دولة وإذا ما أحسن استغلالها بصورة علمية منظمة وخطط تجارية مرنة وحديثة تتماشى مع العصر ومع متطلبات الأسواق السياحية ورغبات المستهلكين السياحيين بها سيسهم بشكل كبير في دعم الاقتصاد القومي ، وأنه من الممكن أن يجعلها في مصاف الدول الغنية، كما سيسهم بشكل كبير في تنمية ورفع مستوى المناطق الطبيعية البعيدة عن العمران والمحرومة من محاور التنمية الصناعية، مما يؤدى إلى رفع المستوى الاقتصادي لسكان تلك المناطق لتدفق الإنفاق السياحي عليها، وبالتالى رفع المستوى الاجتماعي والحضارى وإحياء العادات والتقاليد لديهم وتعميق انتمائهم للدولة وهو ما تفتقده مصر الآن في بعض المناطق. وحول الاستراتيجيه التى يجب اتباعها ، أكد البطوطي ضرورة وضع استراتيجية متقنة تتفق مع الظروف السياسية والاقتصادية السائدة ،وأن يقوم على إعدادها وتنفيذها ومتابعتها وتقييمها أشخاص محترفين في التسويق السياحي ، ووضع الخطط التسويقية القصيرة والطويلة المدى ، وتخطيط المزيج التسويقي المناسب لكل مرحلة، والذي يتضمن المزيج من الاتصالات الترويجية والتسويقية من أجل تحقيق المستوى المنشود من الطلب السياحي للمقصد السياحي المصري وتنميته. وحول الدور الذي من الممكن أن يضطلع به كأستاذ للاقتصاد والتسويق السياحي في ألمانيا ..قال إنه بحكم عمله بالتدريس في الجامعة في ألمانيا وعضو بالعديد من المنظمات الاقتصادية والسياحه الدولية يقوم دائماً بشكل غير مباشر ودائم بمساندة بلده وتصحيح المفاهيم الخاطئة لدى البعض سواء بالنسبة للأحداث السياسية في مصر أو بالنسبة للموقف الأمني أو حتى زيادة التعريف بالمنتج السياحي المصري ،مؤكدا أنه لن يبخل أبداً عن أي طلب مساعدة من أي جهة مصرية . يذكر أن الاجتماع الألماني للسياحة استعرض بحث آخر المستجدات فى كل من مصر وتونس وفرنسا وتأثيرها على السياحة ..وعقد الاجتماع هذا العام بمدينة لشبونةبالبرتغال خلال الفترة من 19 حتى 21 نوفمبر الجاري ، حيث تعد تلك هي المرة الثانية التي يعقد فيها الاتحاد هذا الاجتماع السنوي في البرتغال منذ تأسيسه عام 1987. حضر الاجتماع حوالي 900 من رؤساء ومديري ومسئولين عن شركات السياحة والطيران والتأمين وسكك حديد ألمانيا والمطارات والخدمات المساعدة وعدد من أساتذة الجامعة المتخصصين في ألمانيا.