كشف الصيدلي إسلام المنشاوى، الشهير بصيدلي «سوفالدى»، عن وجود شبهة تواطؤ من المسئولين وراء عدم تسجيل الأدوية الأخرى لفيروس «سى» في مصر حتى الآن، وقال إسلام ل«البوابة»: «أنا أول من كشفت مشاكل العلاج ب«السوفالدى»، وبالمستندات العلمية، وعندما كشفت شبهات في صفقة «السوفالدي» قالوا لى: «لم الموضوع ومالكش دعوة»، مشيرا إلى أن نقابة الصيادلة حذرت من العلاج ب«السوفالدى» فهاجمهم المسئولون بالوزارة.. لافتا إلى وجود أعضاء في لجنة الفيروسات لهم مصالح مع شركات الأدوية، معتبرا أن الدليل على ذلك هو عدم تسجيل أدوية أكثر فاعلية من «السوفالدى» على عكس ما يحدث في كل دول العالم، وأضاف: «بعض أطباء الكبد يحصلون على نسبة من شركات «السوفالدى» عن كل روشتة تصرف للمريض، ووزارة الصحة تتجاهل تسجيل الأدوية الأخرى حتى الآن، والمسئولون يعتبروننى أروج شائعات.. كما تطرق إلى تفاصيل القبض عليه واتهامه بأنه يروج شائعات وأكاذيب قبل أن يتم الإفراج عنه والتضييق عليه في عمله.. وإلى نص الحوار: ■ باعتبارك صيدليا.. كيف ترى أدوية فيروس «سي»؟ - شركات الأدوية في الخارج بدأت العمل على إنتاج أدوية لعلاج فيروس «سى» وطرحها للتجارب قبل عشر سنوات تقريبا، وفى 2013م ظهر أول دواء فعال لعلاج الفيرس، وأول عقار نزل السوق هو دواء «الأوليسيو»، وبعدها بنحو شهر تقريبا ظهر «السوفالدى» كعلاج للفيروس، وبدأت بعد ذلك الدارسات تتنشر حول إمكانية أن يتعاطى المريض العقارين مع بعضهما أي «السوفالدى» مع «الأوليسيو»، لأن كل منهما يمكن أن يقضى على أحد الأنزيمات النشطة للفيروس، ما يقلل فترة العلاج وضمان عدم عودة الفيروس للمريض أو انتكاسته بعد فترة كما حدث الآن.
■ ولماذا لم تقم اللجنة القومية للفيروسات باعتماد هذا العلاج؟ - الحقيقة لا أعرف رغم أنى أرسلت لهم الكثير من الأبحاث والدراسات العالمية التي بدأت قبل استيراد «السوفالدى»، والنتائج تظهر أن الفيروس من الممكن أن يظهر بعد العلاج بعدة شهور، وتحدث انتكاسة للمريض في العلاج الثنائى والثلاثى، وقد تم في الخارج تجربته على 28 مريضا فقط، وهذا رقم قليل لتجربة علاج يتم تدواله بين الملايين من المرضى.
■ بعد إصرارك على موقفك.. ماذا تم معك؟ - بعد عرضى لكل تلك المخالفات عن عدم جدوى العلاج الثنائى والثلاثى، تلقيت عدة رسائل تهديد، وقالوا لى: «ملكش دعوة بالموضوع ده عشان لا يتم إيذاؤك»، وبدأت أعمل حملات على الفيس بوك والإنترنت والصحافة لتحذير الناس من العلاج ب«السوفالدى»، وأدعوهم لانتظار الأدوية الجديدة لأنها أهم وأنشط للقضاء على الفيروس، وهذا كلام علمى منشور في الدوريات العالمية والمؤتمرات، والغريب أن مسئولى اللجنة وأساتذة الكبد يحضرون هذه المؤتمرات، وآخر مؤتمر كان في برشلونة، وحضره كل أساتذة الطب في العالم، وكل الدول شرحت التجارب على أدوية الكبد الحديثة، ونحن الوحيدون الذين تكلمنا عن «السوفالدى»، لكن بعد كل ما قدمته لأثبت عجز العلاج الثنائى والثلاثى بدأ التضييق يزيد على في العمل وتقريبا تركت الشغل في مجال تسجيل الأدوية، ورجعت إلى عملى بوزارة الصحة.
■ لماذا لم تذهب إلى المسئولين بوزارة الصحة؟ - (ضحك بسخرية) أرسلت لوزارة الصحة، وقابلت الدكتور طارق سالمان، مساعد وزير الصحة لشئون الصيدلة والمسئول عن تسجيل الأدوية، وقال لى بالحرف الواحد: «ابعد عن المشاكل ولم الموضوع ومالكش دعوة»، ومن يومها بدأت المشاكل، وبدأ التضييق على في عملى أنا وزوجتى التي تعمل في وزارة الصحة في إدارة تسجيل الدواء، وضغطوا على حتى انتقلت إلى إدارة أخرى، وأحسست أن في الأمر شيئا مريبا يشترك فيه المسئولون بالوزارة، وقمت بطبع المستندات التي بحوزتى ربما يحدث في الأمر شىء. وقد حدث ما كنت أتوقعه، وبالفعل تم القبض على من منزلى ليلا، واقتادونى إلى قسم مدينة نصر للتحقيق معى، ولم أعرف ما التهمة الموجهة لى، وذهبت إلى النيابة ولم يوجه لى اتهام. ولكن السؤال الذي وجه إلى كان: ما قولك في أنك تقوم بنشر أخبار كاذبة؟ وكان ردى أنه موضوع علمى بحت، وأنا لدى دليل على كل ما أقوله، وأفرجت عنى النيابة بعد تدخل نقابة الصيادلة، وعرفت بعد ذلك أنه لا توجد أي قضية، وأن الهدف كان تخويفى، وتقريبا هذه كانت «قرصة ودن» لأن القضية لحد دلوقتى متحركتش، ولا اتقفلت ولا اتحفظت وهى لسه في النيابة.
■ ولماذا- من وجهة نظرك- لم يتم إيقاف «السوفالدى» ويتم دعم الأدوية الأخرى مثل «الهارفونى» وغيرها؟ - الحقيقة أن كل ما يحدث يدل على أن بعض المسئولين يقفون خلف صفقة «السوفالدى»، فرغم كل ما نشر من حقائق علمية وأبحاث عالمية، فإن حجم الانتكاسة واضح، وبعد كل هذا، وزارة الصحة تتعمد تسجيل «السوفالدى»، وتتجاهل الأدوية الأخرى، التي تسجل نسبة شفاء مرتفعة دون انتكاسات تذكر، ويدل ذلك على أن إدارة تسجيل الأدوية تعمل لمصلحة شركات معينة، فليس من مصلحة الشركات المصنعة ل«السوفالدى» أن يتم تسجيل أدوية أخرى، لأن ذلك سيلغى العلاج ب«السوفالدى»، خصوصا أن علاج أكثر من عشرة ملايين مريض يحتاج للمليارات من الدولارات، ومن مصلحة الشركات الكبرى بيع الدواء الآن قبل العام المقبل.
■ وأين دور لجنة الفيروسات التابعة لوزارة الصحة؟ - المفروض أن لجنة الفيروسات هي التي تقول إن هذا خطأ أو صحيح، لكن هناك أعضاء في لجنة الفيروسات مصالحهم مع شركات الأدوية المنتجة لأدوية الفيروس، والمريض هو «اللى يضيع في النص»، وأحد المرضى المنتكسين حدث له تحور في المرض نتيجة تناوله علاجا خاطئا، وهذه كارثة، فالأبحاث منشورة في الخارج من قبل استيراد «السوفالدى»، والانتكاسة تحدث مع من عنده تليف كبدى، أو من أخذ «الإنترفيرون» قبل ذلك، وهذا تقليل لفرصة المريض في العلاج، ووزارة الصحة تتجاهل مصالح المريض لصالح الشركات الكبرى، والدليل أن «السوفالدى» تم التسجيل له في وزارة الصحة في أقل من سنة، وهناك أدوية أهم منه حتى الآن لم تنزل السوق ولم يتم تسجيلها، وتوجد عدة أدوية لعلاج فيروس «سى» نسبة الشفاء فيها أعلى والانتكاسة بالنسبة للمرضى محدودة، لكن وزارة الصحة تعطلها لصالح «السوفالدى»، وتوجد شركتان لهما خط إنتاج للمادة الخام ل«السوفالدى» يملكهما مستشار لوزير الصحة السابق عادل العدوى، ورجل الأعمال أحمد العزبى.
■ وكيف يتم عمل مصانع جديدة لإنتاج «السوفالدى» أو المادة الخام رغم ظهور أدوية جديدة أهم منه؟ - حتى الآن الأطباء يكتبون للمريض «السوفالدى» لأنه لم يسمح بغيره، وأى مريض يذهب للعيادات الخاصة، الطبيب يكتب له السوفالدى.
■ وكيف يتم علاج المرضى حتى الآن بالعلاج الثنائي والثلاثي رغم ظهور انتكاسات؟ - المصيبة الكبرى التي اكتشفناها- كصيادلة- ونحن نقوم بصرف الأدوية، أن أغلب أطباء الكبد في مصر متفقون مع شركات «السوفالدى»، للحصول على نسبة عن كل روشتة يتم صرفها للمريض. ورغم أن المرضى يتحملون الآثار الجانبية للعلاج الثنائى والثلاثى في سبيل القضاء على المرض يفاجأون بعد ذلك بانتكاسة وتحور للفيروس.
■ وماذا بعد اعتراف وزارة الصحة ولجنة الفيروسات بالانتكاسات ووقف العلاج الثنائي والثلاثي؟ - هذا ليس كافيا، فلابد من محاسبة المسئولين عن استيراد «السوفالدى» وتحويلهم لجهات التحقيق.
■ هل وقفت نقابة الصيادلة إلى جوارك في قضيتك؟ - في الحقيقة، النقابة منذ البداية حذرت من «السوفالدى»، لكن الوزارة هاجمتها. لكن كان لازما أن يتصدوا للموضوع بشكل أكبر من ذلك، لأن الصيادلة هم المسئولون عن أضرار الأدوية ومشاكلها، لأنهم أكتر ناس يعرفون أضرار ومشاكل الأدوية وتأثيرها على المريض، كما أنهم متابعون لكل الأبحاث الجديدة التي تصدر عن العقاقير الجديدة في الخارج.
■ هل تريد أن توجه رسالة للمسئولين عن المرضى في لجنة الفيروسات؟ - أنتظر من وزارة الصحة تسجيل الأدوية الجديدة لعلاج فيروس «سى» لأن المرضى أصبحوا يعلمون أن العلاج ب«السوفالدى» غير مفيد، ولا يثقون في تصريحات المسئولين، ودائما يسألون عن الأدوية الجديدة. والمفروض أن كل الأدوية يتم تسجيلها ونزولها الأسواق، لتكون متاحة، وتكون هناك منافسة بين شركات الأدوية للأفضل، بدلا من الضغط على المرضى لاستخدام نوع معين من الأدوية، ويجب أن تكون هناك حرية في اختيار الطبيب والمريض لنوع الدواء. وزارة الصحة تتجاهل تسجيل الأدوية الأخرى حتى الآن.. والمسئولون يعتبروننى مروج شائعات