قرار جمهوري بتشكيل مجلس أمناء الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب    سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم الأربعاء 25 يونيو 2025    وزير الكهرباء يشارك في مؤتمر شنغهاي للطاقات المتجددة وحلول الطاقة النظيفة    مؤشر «نيكاي» الياباني يغلق عند أعلى مستوياته في 4 أشهر    المشاط ندعو مجتمع الأعمال الصيني للاستفادة من المميزات التنافسية للاقتصاد المصري    فتح باب الحجز للطرح الثاني من سكن لكل المصريين 7 بعد أيام    وزيرة البيئة ومحافظ جنوب سيناء يكرمان رواد مستثمري السياحية بمجال الطاقة المتجددة في شرم الشيخ    جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن مقتل 7 من عسكرييه في معارك جنوبي غزة    وزير الخارجية الأمريكي: إيران باتت أبعد بكثير عن صنع سلاح نووي    الترجي التونسي يودع مونديال الأندية 2025 بعد الهزيمة أمام تشيلسي    محافظ القليوبية يعتمد نتيجة الشهادة الإعدادية بنسبة نجاح 83.1%    السيطرة علي حريق مخزن دهانات البراجيل دون إصابات    ضبط 47.2 ألف مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    خلال 24 ساعة.. ضبط 47201 مخالفة مرورية متنوعة    إصابة 13 شخصا فى انقلاب أتوبيس بطريق مصر - إسماعيلية الصحراوى بالشرقية    بعد تكرار وقائع انهيار العقارات.. إجراءات حكومية للتعامل مع المنازل المهددة بالسقوط    تامر عاشور يشعل أجواء مهرجان موازين 2025 رغم إصابته.. استقبال حافل من الجمهور المغربي    إيراداته تخطت 77 مليون جنيه.. فيلم ريستارت يحتفظ بالمركز الثاني في منافسات شباك التذاكر    جامعة أسيوط تعلن عن نتائج امتحانات الفصل الدراسي الثاني بعدد من الكليات    كيف بدأ التقويم الهجري مع العرب؟.. أستاذة تاريخ إسلامي توضح    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الأربعاء    مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية يدعو إيران لاستئناف عمليات التفتيش عقب وقف إطلاق النار    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاربعاء 25-6-2025 في محافظة قنا    تامر عاشور يحيي حفل مهرجان «موازين» ب«بالعكاز» والجمهور يستقبله بالزغاريد المغربية    الجيش الإسرائيلي: مقتل ضابط و6 جنود في معارك جنوبي قطاع غزة    مواعيد مباريات اليوم والقنوات الناقلة.. مواجهات نارية في كأس العالم للأندية    وكالة مهر: اكتشاف وضبط أكثر من 10 آلاف طائرة مسيرة في طهران خلال الأيام الأخيرة    أخبار فاتتك وأنت نايم| قصف مدفعي عنيف يستهدف جباليا البلد شمال قطاع غزة    «بريكس» تدعو إلى إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط    «تمركزه خاطئ.. ويتحمل 3 أهداف».. نجم الأهلي السابق يفتح النار على محمد الشناوي    تصدرت تريند السوشيال ميديا، قصة صورة أعادت الفنانة عبلة كامل إلى الأضواء    «واخدلي بالك» على مسرح قصر ثقافة العريش    رسميًا درجات تنسيق الثانوية العامة 2025 في بورسعيد.. سجل الآن (رابط مباشر)    خبر في الجول - الأهلي يتمسك باستمرار ديانج.. وخطوة لإقناعه    بالأعلام واللافتات.. جماهير الترجي تدعم فلسطين خلال مباراة تشيلسي في مونديال الأندية (صور)    سعر الفراخ البيضاء والبلدي وكرتونة البيض الأبيض والأحمر بالأسواق اليوم الأربعاء 25 يونيو 2025    "كانوا راجعين من درس القرآن".. أب يتخلص من طفليه بسلاح أبيض في المنوفية    بعد عام من الغياب.. ماذا قالت رضوى الشربيني في أول ظهور على dmc؟ (فيديو)    باسم سمرة يواصل تصوير دوره في مسلسل "زمالك بولاق"    منتخب الشباب يخسر أمام ألمانيا ويتأهلان لربع نهائي كأس العالم لليد    حسام بدراوي يكشف أسرار انهيار نظام مبارك: الانتخابات كانت تُزور.. والمستفيدون يتربحون    أمين الفتوى يحذر من إهمال الزوجة عاطفياً: النبي كان نموذجًا في التعبير عن الحب تجاه زوجاته    زيادة طفيفة في مخزون سد النهضة.. «شراقي» يكشف آخر موعد للفتح الإجباري    إعلام فلسطيني: قصف مدفعي عنيف يستهدف جباليا البلد شمال قطاع غزة    عاجل.. بيراميدز يفاوض لاعب الأهلي وهذا رده    أجمل رسائل تهنئة رأس السنة الهجرية 1447.. ارسلها الآن للأهل والأصدقاء ولزملاء العمل    مطران نيويورك يوجّه رسالة رعائية مؤثرة بعد مجزرة كنيسة مار إلياس – الدويلعة    مهمّة للنساء والمراهقين.. 6 أطعمة يومية غنية بالحديد    أبرزها اللب الأبيض.. 4 مصادر ل «البروتين» أوفر وأكثر جودة من الفراخ    ندوة تثقيفية لقوات الدفاع الشعبي في الكاتدرائية بحضور البابا تواضروس (صور)    غدا.. إجازة رسمية بمناسبة رأس السنة الهجرية للقطاع العام والخاص والبنوك بعد قرار رئيس الوزراء    محافظ الفيوم يشهد الاحتفال بالعام الهجري الجديد بمسجد ناصر الكبير.. صور    طارق سليمان: الأهلي عانى من نرجسية بعض اللاعبين بالمونديال    لا تدع الشكوك تضعف موقفك.. برج العقرب اليوم 25 يونيو    من قلب الصين إلى صمت الأديرة.. أرملة وأم لراهبات وكاهن تعلن نذورها الرهبانية الدائمة    غفوة النهار الطويلة قد تؤدي إلى الوفاة.. إليك التوقيت والمدة المثاليين للقيلولة    وزير الصحة: ننتج 91% من أدويتنا محليًا.. ونتصدر صناعة الأدوية فى أفريقيا    رسالة أم لابنها فى الحرب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



انتكاس مرضى "سي" بعد العلاج ب"السوفالدي".. أسئلة وعلامات استفهام.. "الحق في الدواء": الشركات العالمية تتاجر بالضحايا.. "شهادات طبية": توحش الفيروس بعد تناول العقار ووصول قوة انتشاره إلى 5 ملايين
نشر في البوابة يوم 27 - 10 - 2015

بصوت حزين، وصف «ماهر رمضان موسى»، 58 عاما، نفسه بأنه «أول ضحايا السوفالدى»، بينما يسرد تفاصيل ما اعتبره رحلة عذاب مع العلاج من «فيروس سى». أصيب «ماهر» الذي يعمل سكرتيرا بمدرسة العزيزية بالبدرشين، بانتكاسة عقب العلاج من الفيروس، ردته إلى حالة أسوأ وطرحته فريسة للمرض بشكل أكثر قسوة.
ماهر ليس الحالة الوحيدة التي تعرضت لهذه الانتكاسة، لكنه ينضم لطابور طويل ممن أصيبوا بانتكاسة بعد العلاج بعقار «سوفالدى»، فوفق أرقام وإحصاءات فإن نحو 33 % عاودهم المرض من جديد، لكن بطريقة أكثر شراسة، وأكثر خطورة.
رحلة «ماهر» مع العلاج بدأت في عام 2008، حيث عرف بالصدفة البحتة، إصابته بفيروس «سى» وعندما أجرى التحاليل المطلوبة تبين أن قوة انتشار الفيروس 232 ألفًا، فيما كان قد داهمه تليف كبد من الدرجة الثالثة F3، وبينما كان «ماهر» يتابع العلاج في المستشفيات التابعة للتأمين الصحى في 6 أكتوبر رفض تعاطى حقن الإنترفيرون، وأخذ يعالج نفسه عبر مدعمات للكبد أو تناول الفيتامينات مثل «السيلمارين»، فوجئ في سبتمبر 2014 ببشرى لمرضى فيروس «سى»، إذ كانت الأخبار التي تسوقها وسائل الإعلام تطرح «السوفالدى» كأمل لأمثاله في الشفاء، فبادر بتسجيل بياناته وإنهاء الإجراءات المطلوبة في سبتمبر 2014، وبدأ العلاج في ديسمبر 2014 من خلال كورس علاج «ثلاثى» مكون من «السوفالدى والربيافيرين والإنترفيرون» لمدة 3 شهور، وفى نهاية الكورس أجرى التحاليل التي كشفت عن اختفاء الفيروس تماما، لكن بعد مرور 3 شهور من إنهاء الكورس العلاجى أجرى تحليلا كانت نتيجته قاسية إذ تبين منه عودة الفيروس من جديد، والأخطر كان هو تحوره بقوة انتشار أعلى، فبدلا من قوة انتشار تساوى 232.000 قبل العلاج، ارتفعت إلى 5 ملايين بعد توقف العلاج.
شهادات طبية: توحش الفيروس بعد تناول "العقار" ووصول قوة انتشاره إلى 5 ملايين
نسبة إصابة أحد المرضى ارتفعت من 273 ألفًا قبل «الكورس» إلى مليون و600 ألف، أول الضحايا: قالوا لى في التأمين الصحى «نتائجنا 99% نجاح وأنت ال 1%» ثم فوجئت بكثيرين مثلي أعداد «المنتكسين» تمثل 34% من المرضى، ورئيس مركز الكبد: «الضحايا 10% فقط».
يقول ماهر عن ذلك: بعد تحور الفيروس وعودته كالوحش لينهش في كبدى، أسرعت للتأمين الصحى، وكان الرد الذي ألقوه في وجهى بكل بساطة: «ليك ربنا.. نتائجنا 99٪ نجاح وأنت ال 1٪».
ويتابع «ماهر»، تبين لى بعد ذلك أننى لست وحدى، فبعد مرور 3 شهور فوجئت بعشرات الأصدقاء ممن انتهوا من الكورس العلاجى، قد تعرضوا لانتكاسات أيضا، وعاد الفيروس يهاجمهم بقوة، وعانوا من حالات مثل البهاق الجلدى وحاليا يعيش بعضهم منعزلا عن أسرته وآخرون أصيبوا بسرطان الكبد أو تهتك المفاصل، وأجرى أحدهم عملية جراحية لعلاج مفصله من هذه الآثار الجانبية بلغت تكلفتها 150 ألف جنيه حتى يستطيع المشى.. وقبل أن يتوقف عن الحديث، قال بحزن: «لمصلحة من المتاجرة بآمال المرضى في العلاج.. حسبى الله ونعم الوكيل في وزارة الصحة اللى ضيعت آخر جزء باقٍ من كبدى المصاب بالتليف».
الحالة الثانية التي رصدتها «البوابة» كانت حالة «فتحى»، فبعدما سجل بياناته على موقع وزارة الصحة على الإنترنت في 18 سبتمبر 2014، وأنهى كل إجراءات بدء الكورس العلاجى في 13 نوفمبر 2014، بوحدة الفيروسات الكبدية بمستشفى المنصورة الدولى الجديدة، وأنهى الكورس العلاجى في 28 إبريل 2015، بينت التحاليل التي أجراها أن الفيروس اختفى تمامًا، وطبقا للكورس العلاجى، فقد نصح الأطباء فتحى بإجراء تحاليل كل 3 شهور للتأكد من عدم نشاط الفيروس مرة أخرى.. وهو ما يقول فتحى عن تكلفته: «هذا الكورس كلفنى قرابة ال 15 ألف جنيه، حيث تعاطيت 6 علب سوفالدى ب 2200 جنيه، بخلاف أقراص الريبافيرين، والتحاليل، التي كان آخرها منذ 4 أيام فقط». لكن في يوم 2 يونيو 2015، وقع خبر كالصاعقة على نفس فتحى وأسرته الصغيرة، حيث جاءت نتيجة تحليل نشاط الفيروس «إيجابية»، وهو ما يعنى أن العلاج «فشنك»، حسب وصف «فتحى»، الذي وقع أسيرا في قبضة «الانتكاسة المرضية»، لكن الأخطر كان أن تحور الفيروس وأصبح أكثر نشاطًا، ومقاومة لمنظومة العلاج القديمة «السوفالدى».
اكتسى وجهه بالتجاعيد، وتيبس جلد وجهه، وفقدت وجنتاه بريقهما، رغم أنه لا يزال شابًا في ال 35 من عمره، هكذا التقت «البوابة» ب«أشرف محمد إبراهيم»، الذي اكتشف إصابته بفيروس «سى» عندما كان يريد التبرع بفص كبدى، ليبدأ رحلة المعاناة الطويلة.
كان معدل انتشار فيروس سى عند اكتشافه المرض 360 ألفًا، وفقا لتحليل B C R، (معدل قوة الانتشار) لذا سجل بياناته في وزارة الصحة يوم 9 ديسمبر 2014، وبعدها بدأ العلاج ب«السوفالدى» لمدة 3 شهور باستخدام الإنترفيرون والريبافيرين والسوفالدى «العلاج الثلاثى».
التزم بإجراء التحاليل الدورية وأثبتت التحاليل بعد انتهاء «كورس العلاج» مباشرة سلبية الفيروس، إلا أنه بعد مضى 3 أشهر على انتهاء العلاج، وفى يوم 5 أغسطس 2015، علم أن الفيروس عاود نشاطه بعدما أجرى تحليلًا وكانت نتيجته «إيجابية»، بما يعنى أنه تعرض لانتكاسة.
يقول أشرف: «نتائج التحليل بينت تحاليل B C R، وهى أرقام توضح درجة انتشار الفيروس في التحاليل، أن الفيروس ارتفع من 273 ألفًا قبل الكورس العلاجى، إلى مليون و600 ألف بعد مرور شهر واحد من إنهاء العلاج، وحاليا قد يصل ل 2 مليون».
يضيف «أشرف» باكيا: «لقد تحملت الأعراض الجانبية التي عانيت منها أثناء فترة العلاج، بداية من الصداع والإغماء والإصابة بالصفراء، وهبوط عام في الجسم، مع ضعف الحالة الجنسية، لقد تحمل كل هذا ولكن دون جدوى».
الدكتور محمد عز العرب، استشارى المعهد القومى للكبد بوزارة الصحة، يعرف الانتكاسة بأنها عدم استجابة المريض لدواء «السوفالدى»، وحدوث تحور للفيروس المسبب للمرض، ما يجعله مقاومًا لكل المنظومة الدوائية المنتمية لنفس فصيلة العلاج المسُتخدم في علاجه في الحالة الأولى.
ويقول الدكتور محمد عز العرب، عن ذلك: حدوث انتكاسة يكتشف بعدما يجُرى المريض تحاليل على نفسه، بعد تعاطى العلاج الثلاثى، أو الثنائى، عقب انقضاء فترة ال6 شهور التي يعُالج فيها المريض، وبدون التحاليل لا يتم الكشف عن الانتكاسة. لذا فإنه يلزم على من عانى من انتكاسة بعد أن تم علاجه ألا يعُالج بنفس نوع الدواء المستخدم، لأن تحور الفيروس يجعل الدواء بلا فاعلية، ما يتطلب علاجا بنوع آخر من الأدوية، حيث يعمل على إنزيم آخر من إنزيمات فيروس «سى». وحسبما يبين الدكتور على عوف رئيس لجنة تجارة الأدوية في الغرفة التجارية، فإن نحو 7 ملايين مريض بنسبة 6٪ من الشعب المصرى، مصُابون بفيروس «سى» من نوع «الجين الرابع»، وأن هناك نحو 25 ألف مريض يعانون من انتكاسة بسبب عدم تقبل أجسادهم للعلاج.
ويوضح الدكتور عوف: المشكلة ليست في السوفالدى أو التشكيك في فاعليته؛ لكن الأزمة هي في «بروتوكول العلاج»، وهى «التركيبة أو المواصفات التي تحدد حالة المريض ويتم على أساسها إعطاء المريض الجرعة العلاجية»، حيث إنه لا يتم إجراء تحاليل كافية على المرضى لبيان نوعية العلاج وأى المنظومات سواء الثنائية أو الثلاثية هي التي ستكون ذات فاعلية في القضاء على الفيروس. وبحسب دراسة أجراها المعهد القومى الأمريكى، على عينة عددها 4 آلاف مريض، يعُالجون بمنظومة العلاج الثلاثى «السوفالدى»، فقد بلغت نسبة الشفاء 66.8٪ فقط، وعانى 34.2٪ من انتكاسة، وقد تم اختيار هذه العينة وفق خيارات محددة، تتمحور حول «السن، وهل يعانون من أمراض أخرى، وهل سبق لهم العلاج بالإنترفيرون» أم لا.
ويعلق الدكتور عوف على ذلك بقوله: نتائج هذه الدراسة تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أنه كان على المسئولين عن منظومة الصحة في مصر وخاصة لجنة الفيروسات، أن تراعى هذه الضوابط عند علاج المرضى المصريين. فقد بدأت وزارة الصحة منذ عام 2008 في علاج مرضى فيروس «سى» بمنظومة «الإنترفيرون» وبعض المنشطات الكبدية، وكانت نسبة الشفاء تتراوح من 30 ٪إلى 35٪؛ ولكن المشكلة في أن الإنترفيرون له أعراض جانبية خطيرة في بعضها، لذا كان للسوفالدى وهج وبريق كبير لأن نسبة الشفاء به، حسبما أعلنت وزارة الصحة، قاربت من 90٪، وهى نسبة ضخمة. ويلفت عوف الانتباه إلى أن بعض الشركات استغلت المنظومة العلاجية، وحققت أرباحا بالمليارات من وراء هذه التجارة.
يقول الصيدلى إسلام محمد، المعروف ب«صيدلى السوفالدى»، وهو الذي تصدى لبروتوكول العلاج بعدما أكد أن به الكثير من الأخطاء، وهاجم الشركات التي تتربح من وراء بيع العقار، إن منظومة العلاج في مصر بنيت على أساس خاطئ، فمنذ الإعلان عن عقار السوفالدى وهو معروف أنه يعُالج المرضى الذين لم يصل فيروس «سى» إلى مرحلة التليف الكبدى، وهذا بحسب الأبحاث التي نشُرت مع بدء توزيع عقار السوفالدى؛ ولكن في مصر أعلنت لجنة مكافحة الفيروسات أنه سيتم علاج المرضى الذين وصلت حالتهم المرضية ل «التليف الكبدى»، وهذا أكبر من قدرات العقار، لذا فإن حدوث الانتكاسة متوقع، لأن المرضى المصريين يعانون من «الجين الرابع»، وهو مرحلة متأخرة يحتاج إلى علاجات أخرى. وعلى هذا فإنه كان يجب أن تكون بروتوكولات العلاج، وطبقا لدراسة أمريكية فإن إنزيمات الفيروس الكبدى التي تنقسم إلى ثلاثة أنواع وهى Ns5A وهذا أخطر أنواع الفيروسات المُتحورة ويتم علاجه بنوع جديد من العلاج يسمى «داكلانزة سفير»، والنوع الثانى Ns5B وهذا يتم علاجه بالسوفالدى+ الريبافيرين، أما النوع الثالث فهو Ns34 وهذا يتم علاجه بالأوليسيو، وبالنسبة للمرضى الذي يعانون من فيروس Ns5A، Ns5B، فإنهم يعالجون بالهارفونى.
وهذا ما أوصت به الجمعية الأوربية في شهر إبريل الماضى بأن يتم علاج مرضي فيروس «سى» المتحور أو «الجين الرابع» بعقار الهارفونى، وفى حالة تعذر الحصول على العقار من الممكن أن يتم علاجهم بالبديل الثلاثى «السوفالدى +الإنترفيرون+الريبافيرين»، على أن تكون مدة العلاج هي 6 أشهر كاملة «24 أسبوعا»، ثم يتم عمل تحاليل دورية خلال فترة النقاهة التي تمتد من 3 شهور إلى 6 شهور كاملة.
في دراسة للمعهد القومى الأمريكي للصحة، أكدت تعرض ما يقرب من 30٪ من المعالجين بمنظومة العلاج الثنائى «السوفالدى+ الريبافيرين» لانتكاسة، وحدث تحور للفيروس المُسبب لمرض فيروس «سى»، أو ما يسمى طفرة جينية أطلق عليها العلماء (S28t).
وهو ما يعلق عليه الدكتور عز العرب، استشارى المعهد القومى للكبد بوزارة الصحة، قائلا: إن متلقى العلاج الثنائى يتعرضون لانتكاسة بمعدل «1 من كل 3 مرضى»، أما متلقو العلاج الثلاثى فإنهم معرضون لانتكاسة بمعدل «1 من كل 8 مرضى». ويعيب عز العرب على لجنة الفيروسات عدم توافر إحصائيات دقيقة عن عدد متلقى علاج السوفالدى حتى الآن، حتى إن إحصائية انتشار الفيروس الكبدى الوبائى غير دقيقة، فبحسب تقرير لمنظمة الصحة العالمية الصادر في عام 2015، أن نسبة مرضى فيروس «سى» نحو 22٪ بواقع 18.12 مليون مريض، وبذا تحتل مصر المرتبة الأولى عالميا في عدد المرضى بالفيروس، وهذا يخالف النسبة من قبل وزارة الصحة التي أعلنت أن النسبة نحو 7 ملايين مريض بنسبة 10٪.
«أي دواء له أعراض جانبية، ولكنها تحسب بحجم هذه الأعراض ونسبة مخاطرها»، هكذا تقول الدكتورة أمانى زغلول «صيدلية إكلينيكى»، وتضيف، عقار السوفالدى وطبقا للنشرة البريطانية الموجودة مع العقار، فإن الذين يعالجون طبقا لمنظومة العلاج الثلاثى «السوفالدى+حقن الإنترفيرون+كبسولات الريبافيرين»، يجب عليهم تناول أدوية مضافة لتقوية جهاز المناعة أو أدوية لوقف نشاط تكاثر الفيروس، وأبرز الأعراض الجانبية للسوفالدى هي «الصداع والهزال وضعف الحركة بخلاف تسببه في الأرق والميل للقىء والهرش والأخطر تسببه في الأنيميا».
وتوضح زغلول، أن الأعراض الجانبية تختلف حسب درجة توطن الفيروس، فبالنسبة لمرضى الجيل الأول من فيروس «سى» يكون علاجهم «سوفالدى+ريبافيرين» لمدة 12 أسبوعا، فإنهم يصابون بانسداد مجرى البول، وقد يؤدى لحدوث عقم. وتضيف الصيدلانية، أن مرضى الجيل الثانى، ويكون علاجهم «السوفالدى» فقط ولمدة 12 أسبوعا، فإنه يعانى من انتشار الدمامل، أم مرضى الجيل الثالث، ويكون علاجهم «بالسوفالدى» فإنهم يعانون من نوبات ضيق في الصدر أو قد تؤدى لحدوث ذبحة صدرية، وذلك في غضون 24 ساعة فقط من آخر جرعة من جرعات السوفالدى.
بدوره، حذر الدكتور جمال شيحة أستاذ أمراض الكبد، من أعراض جانبية لعقار الأوليسيو، حيث يستخدم في الكورس العلاجي لمرضى فيروس «سى»، إذ لا يمكن إعطاؤه بمفرده، كما يحظر استخدامه مع الحالات المتوسطة أو المتأخرة أو التي تعانى من التليف الكبدى، لأن العلاج يتفاعل مع الكبد مباشرة أو عند تناوله كأقراص عن طريق الفم في ظل أي تليف كبدى وهو ما يؤدى لمضاعفات قد تتسبب في الوفاة، فضلا عن عدم تفضيل عقار «الأوليسيو» في العلاج الجماعى كمراكز الكبد القومية لأن له اشتراطات ومحاذير يجب أن تراعى من قبل فريق طبى متخصص على العكس من الهارفونى، الذي يصلح للعلاج الجماعى، وهو البديل الأفضل الذي تم تجاهله من قبل وزارة الصحة. وهو ما يتفق معه الدكتور عز العرب، مشددا على ضرورة الحذر من تلقى عقار الأوليسيو مع السوفالدى في الحالات التي تعانى عدم انتظام ضربات القلب وتتعاطى عقار «AUDAROUN» المساعد على انتظام ضربات القلب، لأنه باستخدام الأوليسيو من الممكن أن يتسبب لهم في أعراض خطيرة، بالإضافة للمرضى الذين يتناولون أدوية تحتوى على مضادات كالسيوم، إذ لابد أن يكون المريض تحت ملاحظة طبية دقيقة، لأنه عند استخدام «السوفالدى مع الأوليسيو» فقد يؤدى لضعف عضلة القلب ما يهدد بحدوث حالات وفاة. وهو ما تؤكده دراسة هيئة الدواء والأغذية الأمريكية، والتي حصلت «البوابة» على نسخة منها، حيث حذرت الدراسة من تناول عقار الأوليسيو بمفرده في الكورس العلاجى لمرضي فيروس «سى»، حيث يجب تناوله مع عقار السوفالدى، لأنه لا يصلح بمفرده، كما حذرت الدراسة تناول عقار الأوليسيو مع الحالات المُصابة بتليف في الحالة المتوسطة، أو المتأخرة، أو أي درجة وصلت فيها حالة الكبد للتليف، وإلا فإن من سيتناوله فقد يتعرض للوفاة، واعتبرت استخدامه بمفرده «غير آمن».
«المركز المصرى للحق في الدواء» بدوره حذر من ارتفاع نسب الانتكاسة للمرضى الذين انتهوا من كورسات علاج السوفالدى، مشيرا إلى أن النسبة قد تتخطى 30٪، في ظل استغلال الشركات العالمية لحالات المرضى وحاجاتهم للعلاج، وطرحها سيلا من الأدوية الجديدة، تسارع الشركات المحلية لتسجيلها محليا. فيما طرح المركز تساؤلات عن سبب إفراج وزارة الصحة عن الهارفونى، رغم أنه تم تسجيله في سجلات الوزارة قبل الأوليسيو الذي يوجد حاليا في الصيدليات، لكن لن يتم الإعلان عنه إلا بعد الانتهاء من السوفالدى، وهو ما يفرض بدوره تساؤلًا آخر، هل كان ذلك لمصلحة الشركات المنتجة للسوفالدي؟. هذا التساؤل جاءت الإجابة عليه من قبل الوزارة لتنفى تماما، حتى ارتفاع نسبة الحالات التي تعرضت لانتكاسة، فبحسب تصريحات الوزارة، فإن نسبة الشفاء المتوقعة من العقار هي 90 ٪، وهذا أكده الدكتور وحيد دوس في تصريحات سابقة له. وفيما تصدرت مصطلح « NEGATIVE» أي «سلبى» تصريحات مسئولى الوزارة، كان المثير أنه بعد مرور 3 شهور من انتهاء الكورس العلاجى الثنائى أو الثلاثى، أن كثيرا من المرضى قد فوجئوا بما لم يتوقعوه حيث تصدر مصطلح «positive» أي إيجابى أوراق التحاليل التي أجروها عقب العلاج، وهو ما يعنى أن الفيروس عاود نشاطه مرة أخرى. وبمواجهة الدكتور وحيد دوس رئيس مركز الكبد، بما أمكن حصره من قبل، أنكر تعرض 25 ألف مريض لانتكاسة وتجدد لنشاط فيروس «سى» لديهم مرة أخرى، وأصر على أن النسبة هي 10٪ فقط، وهو ما يعد مغايرا لحقائق أثبتتها مراكز أبحاث أمريكية وأوربية وبريطانية، أكدت أن نسبة الإنتكاسة لمن يتناولون المنظومة الثنائية هي 30٪، وقد تتخطى ذلك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.