السينما تنتصر للحرية

شهدت دار الأوبرا المصرية الأسبوع الماضى افتتاح الدورة ال37 لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى، بحضور وزير الثقافة حلمى النمنم والناقدة الفنية ماجدة واصف رئيسة المهرجان، ويوسف شريف رزق الله مدير المهرجان، وقد شهد حفل الافتتاح الذى قام بإخراجه المخرج خالد جلال، رئيس صندوق التنمية الثقافية، حالة تفاعل كبيرة من قبل ضيوف المهرجان بداية من الاستعراض الفرعونى الذى لم يتجاوز الدقيقة مرورا بالبرومو الخاص بالنجوم الكبار عمر الشريف وفاتن حمامة التى تحمل تلك الدورة جائزة باسمها.
بدأ حفل الافتتاح بكلمة قصيرة لوزير الثقافة لم تتجاوز مدتها دقيقة اعلن فيها عن بداية الدورة، ثم كلمة لرئيسة المهرجان ماجدة واصف ورحبت خلالها بأعضاء لجنة التحكيم وضيوف المهرجان.
كرم المهرجان فى دورتة الأولى 5 من رموز الفن فى مصر والعالم على رأسهم النجمة الإيطالية كلوديا كاردينالى والتى قدمت للسينما 153 عملا وكانت قد شاركت عمر الشريف فى أول عمل لها ويحمل اسم «جحا»، كما كرم المهرجان المخرجة الهندية فرح خان عن مجمل أعمالها وكذلك النجم المصرى الكبير حسين فهمى الذى خصص كلمته بعد شكر إدارة المهرجان عن دور الفن فى تنشيط السياحة من خلال دعوته للوفود المشاركة فى المهرجان بزيارة شرم الشيخ حتى يتعرفوا على الحضارة الحقيقية للمصريين، وأخيرا كرمت إدارة المهرجان النجمة نيللى كريم، والجميع تم منحهم جائزة التميز الخاصة والتى تحمل اسم سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، بعدها تم عرض فيلم افتتاح المهرجان فيلم Ricki and the flash للنجمة ميريل ستريل الذى جسدت فيه دور مطربة روك، تعانى من مشاكل مع عائلتها المكونة من الزوج السابق و3 أبناء.
وقد حرص عدد كبير من نجوم الفن على التواجد فى حفل الافتتاح على رأسهم يسرا وإلهام شاهين وليلى علوى ومنال سلامة وجمال سليمان ومصطفى فهمى ورانيا فريد شوقى وخالد النبوى وآخرون، ورغم أن هذا تجمع سينمائى فى المقام الأول إلا أن السياسة أيضا كان لها نصيب من المهرجان، فقد عبر الفنانون عن غضبهم تجاه الموقف العدائى لمصر من بعض الدول فى الفترة الاخيرة ودعوا الجميع إلى تنشيط ودعم السياحة المصرية من خلال إقامة فعاليات فنية على أرض شرم الشيخ. اللافت للنظر أيضا فى حفل الافتتاح هو حرص نجمات كثيرات على الظهور بفساتين لافتة للنظر وجذابه مثل يسرا وليلى علوى وسمية الخشاب ومادلين طبر ومنال سلامة.
يشهد المهرجان هذا العام أكبر مشاركة مصرية منذ سنوات، حيث يعرض 7 أفلام؛ بينها الفيلمان الروائيان الطويلان «من ضهر راجل» تأليف محمد أمين راضى وإخراج كريم السبكى، و«الليلة الكبيرة» تأليف أحمد عبدالله وإخراج سامح عبدالعزيز فى المسابقة الرسمية.
كما يشارك المخرج الشاب كريم شعبان بفيلمه الروائى الطويل الأول «فى يوم» فى مسابقة «آفاق السينما العربية»، وفى قسم «عروض خاصة» تشارك المخرجة الشابة كوثر يونس بفيلمها التسجيلى الطويل «هدية من الماضى: 20 سبتمبر»، أما فى «أسبوع النقاد الدولي» يشارك المخرج رومانى سعد بفيلمه التسجيلى الطويل «توك توك»، و«مسابقة سينما الغد الدولية» فيقدم المخرج الشاب محمد كريم نفسه من خلال فيلمه الروائى القصير الأول «الزيارة»، وتشهد الدورة عرض 120 فيلما فى أقسام متعددة على هامش المسابقة الدولية للمهرجان فمن المقرر أن يشارك بها 16 فيلما، وقسم «عروض خاصة» 20 فيلما، وقسم «مهرجان المهرجانات» 45 فيلما، من بينها أفلام حصدت جوائز رفيعة فى مهرجانات عالمية كبرى ويعرضها المهرجان خارج المسابقة الدولية وتميزت أغلب الافلام التى تشارك فى المهرجان بالتنوع والجرأة فهناك 14 فيلما تحتوى على مشاهد جريئة منها فيلم «مادونا» من إنتاج كوريا الجنوبية ويحتوى على 7 مشاهد ساخنة، وتدور أحداثه حول امرأة فى العقد الثالث من عمرها ترعى مسنًا فى مستشفى، أيضا الفيلم الدنماركى «بين ذراعيك» وكذلك الأيرلندى «بروكلين»، وتدور أحداثه حول فتاة تعيش فى مدينة بروكلين وتهرب من والدتها وتتجول فى شواطئ نيويورك، وهناك أيضًا الفيلم الروسى «+ 14» الذى يروى قصة فتاة تدعى فيكتوريا تعيش قصة حب عبر الإنترنت مع صديقها الذى يتعرض لمشكلة عن طريق بعض أصدقائها.
ومن أستراليا يعرض المهرجان فيلم «أرض الغرباء»، كما يمثل السويد فيلم بعنوان «القطيع» ينتمى إلى نفس هذه النوعية من الاعمال التى تطرح قضايا جريئة، وكذلك الفيلم الأرجنتينى «امرأة من الطين». وقد حرصت إدارة المهرجان على إتاحة الفرص لجمهور وعشاق السينما لمتابعة فعاليات الدورة الجديدة فقد أصدرت د.ماجدة واصف رئيسة مهرجان، قرارًا يقضى بإعفاء طلبة المعهد العالى للسينما وأعضاء النقابات الفنية الثلاثة (السينمائية والتمثيلية والموسيقية) من سداد الرسوم المالية المستحقة عن استخراج بطاقات دخول أفلام الدورة، وقد جاء قرار الإعفاء من قبيل تشجيع طلبة معهد السينما على متابعة العروض، واستثمار فرصة انعقاد المهرجان ليُصبح بمثابة دروس عملية جنبًا إلى جنب مع محاضراتهم النظرية، بينما استهدف القرار تخفيف العبء الاقتصادى عن أعضاء النقابات الفنية، وتشجيعهم على ارتياد قاعات عروض الأفلام للاستفادة من لغتها السينمائية، والتعرف على مدارسها، والتواصل مع أفكارها، والاستمتاع بسحرها وجمالها. كما منحت إدارة المهرجان أيضا الجمهور مجموعة من التذاكر فئة ال50 جنيها تمكنهم من مشاهدة جميع العروض السينمائية فى المهرجان، وبذلك يكون قد حقق المهرجان أهم أهدافه التثقيفية.