سقوط الطائرة الروسية كان بمثابة ضربة قوية لمصر ولجهود المؤسسة العسكرية والأمنية التى بذلت الغالى والنفيس لتطهير سيناء من الإرهاب والمتطرفين، وقبل كل ذلك كانت بمثابة ضربة للسياحة فى مصر، خاصة ونحن مقبلون على موسم السياحة الأهم. لكن، وعلى الرغم من ذلك، فإن الكثير من السياح الذين اختاروا أن يتجاهلوا التحذيرات الغربية والدولية، وفضّلوا البقاء فى مصر واستكمال عطلاتهم، يدركون جيداً أن مثل تلك الحوادث تحدث فى كل مكان فى العالم، وربما يكون ذلك ما دفعهم للبقاء فى مصر، ضاربين بتحذيرات سفارات بلدانهم عرض الحائط. بين هذين الوضعين تراوح السياحة فى مصر، فريق سيطر عليه الرعب وقرر المغادرة، وفريق آخر من محبّى مصر والمنتجعات السياحية فى سيناء بالتحديد فضل البقاء واستئناف عطلاتهم. أما المصريون العاملون فى السياحة، فكانوا أول من أدرك أن ما يحدث ليس سوى مؤامرة إنجليزية أمريكية لتقويض الدولة المصرية، وهدم بنيتها الاقتصادية التى تعتمد على السياحة فى أكثر من 11٪ من ميزانيتها، لذلك تشبّثوا بمواقعهم منتظرين أن تمر العاصفة، وتعود السياحة للتحسن بشكل تدريجى. «البوابة».. ترصد بالصور فى التقارير التالية، الأوضاع المضطربة للسياحة، فى عدة محافظات مصرية، حيث تتراوح الأمور بين مغادرة السياح فى بعض الأماكن، ومحاولات المسئولين البحث عن أسواق جديدة، وتوفير الظروف الجاذبة للسياح. أصحاب الفنادق متفائلون بعودة السياحة ويوجد بشرم الشيخ حوالى 6 أحياء منها أروبسات وهو حى المناطق الصناعية والتجارية، وحى البور يوجد به سكن الموظفين، وبعض المصالح الحكومية، ومساكن العاملين بالفنادق وحى الهضبة يوجد به عدد من الفنادق والقرى السياحية وعدد من المبانى الإسرائيلية التى تركتها إسرائيل عقب الرحيل من سيناء، وكذلك حى خليج نعمة وهو الحى الأشهر والذى يعتبر الممشى السياحى لوجوده فى قلب شرم الشيخ، وبه العديد من الفنادق الكبرى، وكذلك حب نبق الذى يوجد به عدد كبير جدا من الفنادق والقرى السياحية. أيضا يوجد بشرم الشيخ عدد من الوديان والتجمعات البدوية التى يسكنها عدد كبير من القبائل البدوية من أشهرها وأكبرها قبيلة المزينة، وعدد من القبائل الأخرى الكبرى. ليست المرة الأولى لقد تعرضت شرم الشيخ قبل ذلك إلى عدة كبوات بداية من ضربة حادث الأقصر التى أثرت على السياحة فى شرم، مرورا بهجمات 11 سبتمبر، وكذلك العمليات الإرهابية التى حدثت فى شرم الشيخ ودهب فى السنوات الماضية، نعم تعرضت لكبوات وانخفاض فى معدلات السياحة، إلا أنها انتعشت مرة ثانية بل ازدادت السياحة عقب ذلك إلى أكثر من 100٪، فى معدل التدفق السياحى، أى أن شرم تمرض ولا تموت، أما فى هذه الأيام وخاصة بعد حادث الطائرة الروسية المنكوبة، تآمرت عليها مجموعة من الدول على رأسها إنجلتراوأمريكا وإسرائيل، التى استفادت من هذه الكبوة لأن منطقة إيلات الإسرائيلية دائما تعانى من تدهور فى التدفق السياحى لها، وفى معتقد مسئولى السياحة فى إسرائيل أنها سوف تسحب البساط من تحت أقدام شرم الشيخ، وهذا لن يحدث لأن إيلات تفتقد للمناظر الطبيعية التى تتمتع بها شرم الشيخ ولا مناطق غوص ومناطق جبلية مثل محمية رأس محمد المشهورة بالشعب المرجانية، وقبل كل ذلك وأهم شىء يميز شرم الشيخ الأمان والأمن الذى يعيشه السائح فى هذه المدينة الجميلة. كما أن فى شرم الشيخ أهم المناطق الجبلية التى يتمتع بها السائح خلال رحلات السفارى، مثل منطقة وادى الصدى وغيرها من المناطق الأخرى المنتشرة بشرم الشيخ، وكذلك السهرات البدوية الجبلية التى يتمتع بها السائح فى المناطق البدوية ومشاهدة أبناء البدو على طبيعتهم والحياة البدوية على الطبيعة. وتتمتع شرم الشيخ بعدد كبير من المطاعم والكافيهات والديسكوهات ذات الأسماء العالمية، منها سلسلة مطاعم المصريين المعروفة، والسائح يأتى إليها مخصوص، وكذلك بعض الديسكوهات العالمية والتى تقام بداخلها أكبر الحفلات لأشهر المطربين والمغنيين العالميين. كارثة الطائرة الروسية تأثرت شرم الشيخ بعد أحداث الطائرة المنكوبة فكانت نسبة الإشغالات الفندقية قبل سقوط الطائرة تصل إلى 90٪ معظمهم من السياح الروس والإنجليز وبعض الجنسيات الأخرى، وعقب سقوط الطائرة وخاصة بعد القرار الذى اتخذته روسيا بإرسال طائراتها لنقل رعاياها من شرم الشيخ، اهتزت سوق السياحة وقرر عدد كبير من السياح مغادرة شرم الشيخ من مختلف الجنسيات، وخاصة الروسية والإنجليزية بعد التحذيرات.. إلا أنه ما زال عدد بسيط من السياح فى شرم الشيخ الذين يعلمون جيدا أن ما يحدث فى شرم الشيخ وما يحاك بها ما هو إلا مؤامرة مدبرة من الدول الأوروبية لضرب السياحة فى شرم الشيخ. سياح روس: نعرف أنها مؤامرة «البوابة» التقت عددا من السياح الروس ليحكوا لنا عن شعورهم تجاه هذه المأساة وما تفسيرهم لها. يقول «تداور فردوفتش «روسى»: «إننى أعشق شرم الشيخ، وجئت هنا أكثر من مرة أنا وزوجتى لعشقى لشرم الشيخ، وأعلم جيدا حقيقة ما المقصود من هذه المؤامرة التى وراءها أمريكا والأخرى إنجلترا، مقصود منها أولا ضرب العلاقات القوية بين الحكومة المصرية والروسية، وثانيا هو ضرب السياحة وسحب السياح من شرم إلى تركيا وإسرائيل، إلا أننا لم نغادر شرم الشيخ رغم التحذيرات، سنظل متواجدين فى شرم لحين انتهاء فتره الإجازة لأننا نشعر بالأمن هنا». فيما يقول «شلنن رادوفتش «روسي»: «لن أترك شرم الشيخ، وعندما تنتهى مدة الإجازة سوف أحضر مرة ثانية، وسوف آتى بصحبة أصدقائى فى روسيا وأدعوهم إلى شرم قبل أعياد الميلاد والكريسماس لأننى أعلم جيدا أن ما تتعرض له شرم الشيخ ما هو إلا مؤامرة مدروسة المقصود منها ضرب السياحة والاقتصاد المصرى». المستثمرون والعاملون بشرم: صامدون أما أصحاب المنشآت والمحلات والمطاعم الموجودون فى شرم فتحدثوا ل«البوابة» حول هذه المأساة وكيف يستقبلونها، وأكد محمد وحيد صاحب عدة مطاعم معروفة أن ما حدث لشرم الشيخ يعتبر كارثة بكل المقاييس الهدف منها النيل من مصر وزعزعة الاقتصاد المصرى، لكن نحن هنا فى شرم الشيخ كمستثمرين وأصحاب محلات لن نخضع لمثل هذه المؤامرة، ونقف وراءها ولن نستسلم لأننا تعودنا عليها وزرناها أكثر من مرة، وسوف نصبر ولن نركع وسوف نقف فى ظهر الرئيس السيسى مهما حدث ولن يضار أى عامل فى محلاتنا لأنهم صبروا معنا وفى هذه الأحوال لن نتركهم أبدا. وصرّح جيفارا الجافى رئيس الغرفة الفندقية بجنوب سيناءوشرم الشيخ: «نعم تأثرت شرم الشيخ، لكن لن يستمر هذا التأثير فترة كبيرة لأننا تعودنا على ذلك من قبل، فشرم الشيخ تمرض ولا تموت أبدا لأنها ذات اسم عالمى، العالم يقصد هذا المنتجع لأنه ليس له مثيل، نحن كغرفة سوف نتحرك سريعا لشرح هذا الموقف المتآمر، ونؤكد أن السياحة سوف تعود مرة أخرى خلال الموسم السياحى القادم». وأضاف الجافى: نسبة الإشغالات السياحية الآن وصلت إلى 30٪ وهذه نسبة ضعيفة جدا بالنسبة لما كانت تشهده شرم الشيخ من قبل، أما بخصوص الاستغناء عن العمالة فسوف ندرس مع أصحاب الفنادق بشرم الشيخ عدم الاستغناء عن أى عامل أو موظف فى أى فندق، إننى مع جميع العمال والموظفين وسوف أقف ضد أى صاحب فندق يقوم بطرد أى عامل، بل سأتضامن معهم فى أى خطوة أو إجراء يتخذونه إذا اقتضى الأمر حتى إذا وصل إلى الإضراب. كما أكد سمير منيع مدير أحد الفنادق بشرم الشيخ «هناك نسبة كبيرة من السياح خلال الأيام الماضية قد قامت بترك الفنادق بعد التحذيرات التى اتخذتها بلادهم لكن هناك عددا من السياح متواجدين فى شرم وخاصة فى الفندق الخاص بنا، ولم يغادروا حتى الآن وقاموا بإمضاء استمارة بأنهم مسئولون عن أنفسهم وعلى مسئوليتة الشخصية، فهناك العديد من السياح قاموا بتوقيع هذه الاستمارات لأنهم يعشقون شرم الشيخ، ويعرفون جيدا أن ما يحدث مؤامرة على السياحة فى شرم الشيخ وعلى الاقتصاد المصرى».