«يا ما دقت ع الراس طبول».. مثل شعبى عبقرى يمكن أن يلخص حالة مدينة شرم الشيخ، التى لا تتعرض لأى حادث يبعد الزوار عنها، إلا وتعود إلى انتعاشها السياحى سريعا، لما بها من عناصر جذب لا مثيل لها فى العالم، وهو ما يؤكده الكثيرون ممن سحرتهم «مدينة السلام». ومؤخرا، تكاتف على شرم الشيخ مجموعة من المتآمرين من بعض الدول الأوروبية ولا سيما أمريكا وبريطانيا، ليبعدوا عنها عشاقها قسرا، بزعم أنها ليست آمنة، فى أعقاب حادث سقوط الطائرة الروسية بسبب ما قالوا إنه قنبلة زرعها إرهابى تابع لتنظيم «داعش»، الذى تبنى العملية ترويجا لنفسه. لكن أصحاب الفنادق والبازارات والمطاعم والمراقص، أبدوا تفاؤلهم بعودة الحركة السياحية سريعا إلى وضعها الطبيعي، وهو ما أكده عدد من الزوار الذين لا يزالون يتجولون فيها بأمان وسلام، على الرغم من قرارات بلدانهم بمنع السفر إليها، وإجلاء رعاياها منها. فمثلا يقول تيودور فردوفتش، السائح الروسى الذى التقته «البوابة» بشرم الشيخ: «إننى أعشق هذه المدينة، وآتى أنا وزوجتى إلى هنا كثيرا، كما أننى لن أغادر إلى بلادى قبل انتهاء إجازتي، فأنا أشعر بالأمان التام، على الرغم من التحذيرات». ويتابع فردوفتش: «أعلم جيدا أن المقصود من هذه المؤامرة التى تحاك ضدها من جانب أمريكا وإنجلترا، هو ضرب العلاقات القوية بين القاهرة وموسكو، وضرب السياحة المصرية لصالح تركيا وإسرائيل». ويؤكد «شلنن رادوفتش» بدوره: «لن أترك شرم الشيخ حتى تنتهى الإجازة، وسوف أحضر مرة ثانية ليس أنا وزوجتى فقط، إنما سوف آتى بصحبة أصدقائى فى روسيا، لقضاء أعياد الميلاد والكريسماس، لأننى أعلم جيدا أن ما تتعرض له هذه المدينة، ما هو إلا مؤامرة مدروسة، المقصود منها ضرب الاقتصاد المصري». كما كشف سمير منيع، مدير أحد الفنادق بشرم الشيخ، أن عددا من النزلاء لم يغادروا حتى الآن، ووقعوا استمارات تفيد بأنهم مسئولون عن أنفسهم فى ظل ما تدعيه وسائل الإعلام من أن المدينة التى يعشقونها ليست آمنة، وعرضة للعمليات الإرهابية. وما يفسر هذا التمسك من السياح بتكرار زيارة شرم الشيخ، إلى جانب تأكيدهم الشعور بالأمان، ما تتمتع به محافظة جنوبسيناء عموما، من عناصر جذب متفردة، فمساحتها التى تبلغ 25 كيلومترا مربعا، معظمها تطل على البحر الأحمر بشواطئه الآسرة، وبها 6 أحياء عامرة بالفنادق والقرى السياحية، وفروع لأشهر المطاعم والمراقص فى العالم، كما فى أحياء «الهضبة» و«خليج نعمة» و«نبق». وإلى جانب ذلك، تزخر جنوبسيناء عامة، بالكثير من الوديان والمناظر الطبيعية ومناطق الغوص والمحميات الطبيعية، مثل «رأس محمد» التى يوجد بها نصف الشعب المرجانية الموجودة فى العالم، فضلا عن المناطق الجبلية مثل وادى الصدى التى يتمتع فيها السياح برحلات السفارى، وبمعايشة أبناء البدو على الطبيعة، والسهر بصحبتهم. وبعيدا عن عوامل الجذب السياحي، فمدن جنوبسيناء التى يعيش فيها نحو 250 ألف نسمة، تحتضن عدة مدارس حكومية وخاصة، وفروعا من الجامعات بجميع أقسامها، كما أن شرم الشيخ يوجد بها أكبر المساجد الإسلامية والتى تتميز بالتراث المملوكي، وكذلك عدد من أكبر الكنائس فى مصر. وفى السابق تأثرت شرم الشيخ بعدة كبوات، بداية من ضربة حادث الأقصر مرورا بهجمات 11 سبتمبر وكذلك العمليات الإرهابية التى حدثت فى «دهب»، وانخفض معدل التوافد السياحي، إلا أنها انتعشت مرة ثانية، بل ازدادت السياحة عقب ذلك إلى أكثر من 100٪، ما جعل العاملين بالمجال السياحى فى المدينة متفائلين بعودة ارتفاع الإشغالات التى انخفضت فى أعقاب الأزمة الأخيرة إلى 30٪ فقط. وفى هذا السياق، يقول محمد وحيد، صاحب عدة مطاعم معروفة، إن «ما حدث لشرم الشيخ يعتبر كارثة، لكننا كمستثمرين وأصحاب محلات لن نخضع لمثل هذه المؤامرة، وسوف نقف فى ظهر الرئيس عبدالفتاح السيسى مهما حدث، كما أنه لن يضار أى عامل فى محلاتنا، لأنهم صبروا معنا فى هذه الظروف». أما هشام المارية، سائق تاكسى، فيؤكد أنه وزملاؤه كلهم أمل فى عودة التدفق السياحى قريبا، وخاصة خلال أعياد الكريسماس، لكنه طالب المسئولين بسرعة التحرك لفتح أسواق أخرى تأتى بالسياح إلى شرم الشيخ. وعلى هذه النقطة تحديدا، رد جيفارا الجافى، رئيس الغرفة الفندقية بجنوبسيناءوشرم الشيخ، بأن الغرفة تتخذ خطوات لشرح الموقف الحقيقى للمؤامرة الغربية على شرم الشيخ، مشيرا إلى أن المستثمرين فى شرم الشيخ، يخططون لعدة زيارات وجولات مكوكية لفتح أسواق سياحية جديدة. وفى شأن ذى صلة، شدد «الجافى» ل«البوابة» على أنه لن يسمح لأصحاب الفنادق بالاستغناء عن أى عامل أو موظف، بسبب الظروف الحالية، حتى لو اضطر إلى الاعتصام بنفسه تضامنا مع العمال.