صدر حديثًا عن المركز القومى للترجمة، بالتعاون مع مركز المحروسة للنشر، الطبعة العربية من كتاب "تراجيديا في البداية..هزلية في النهاية" من تأليف سلافوى جيجيك، وترجمة غادة الأمام ومراجعة محمد مدين. وأكد المؤلف أن القصد من عنوان الكتاب يتمثل في كونه مقياسًا أوليًا لمعدل ذكاء القارئ، فإذا كان أول ما يفعله أنه يولد لديه العداء المعهود للشيوعية، وذلك بعد تراجيديا التكتلات والنزعات الشمولية في القرن العشرين، فان كل حديث عن العودة إلى الشيوعية يمكن أن يكون حديثًا هزليًا فحسب، ولكن الحقيقة أنه يتعامل مع أمرين مختلفين كلية،وهما:التراجيديا والهزلية، فإنها يكشف أيضًا وجهين للتاريخ: وجه تراجيدي وآخر هزلي، وهو يتعامل مع الحدثين اللذين يعدان علامة على بداية ونهاية العقد الأول من القرن الواحد والعشرين: أي هجوم 11 سبتمبر عام 2001 والأزمة المالية العالمية في عام 2008. ويستطرد المؤلف:" ينبغي علينا أن نلاحظ التماثل بين لغة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش في خطابه إلى الشعب الأمريكي بعد أحداث 11 سبتمبر وخطابه بعد الانهيار المالي: فما سمعه الأمريكان يبدو إلى حد بعيد وكأنه نسختان للخطاب نفسه، ففي كلا الخطابين كشف بوش التهديد الذي يتعرض له أسلوب الحياه ألأمريكية، والحاجة إلى اتخاذ الإجراءات السريعة والحاسمة للتعامل مع الخطر ومواجهته، وفي كلا الخطابين دعا إلى التعليق الجزئي للقيم الأمريكية من قبيل:( كفالة الحرية الفردية وضمانها والسوق الرأسمالية) لحماية تلك القيم ذاتها فمن أين يأتي هذا التماثل؟ ويشير الفصل الأول إلى تشخيص وتحليل المأزق واستخلاص الأساس للأيديولوجيا الرأسمالية التي تحدد كل من الأزمة نفسها وأسلوب إدراكاتنا وتصوراتنا لهذه الأزمة ومدى استجاباتنا لها، أما الفصل الثاني فيحاول أن يموضع أوجه موقفنا الذي يفتح ويفسح مكانا للأشكال الجديدة للعمل الشيوعي. ويُعد الكتاب بانوراما للعالم بأحداثه المختلفة وثوراته التي غيرت مجرى التاريخ، إذ ينخرط في قلب الأحداث الثورية التحررية، ويَعي معناها الحقيقي. والمؤلف سلافوى جيجيك، فيلسوف ومنظر اجتماعي وناقد سلوفيني، له مساهمات في النظرية السياسية ونظرية التحليل النفسى. وهو باحث كبير في معهد علم الاجتماع بجامعة ليوبليانا بسلوفينيا وأستاذ في كلية الدراسات العليا الأوربية، كما عمل أستاذا زائرا في عدة جامعات منها جامعة شيكاغو وجامعة كولومبيا، وجامعة نيويورك. وهو حاليا مدير للمعهد الدولي للعلوم الإنسانية (بيركبك ) بجامعة لندن ورئيس جامعة التحليل النفسي النظرية، له عدد كبير من المؤلفات في العديد من الموضوعات كالرأسمالية والعنصرية والتسامح والتعددية الثقافية وحقوق الإنسان والبيئة والعولمة والثورة وما بعد الحداثة، من أشهر أعماله كتاب (سنة الأحلام الخطيرة) الذي تُرجم مؤخرا إلى العربية. والمترجمة غادة الأمام حاصلة على دكتوراه في الفلسفة، مدرس في الفلسفة وعلم الجمال في جامعة القاهرة، لها عدد كبير من الأعمال نذكر منها:"الفن والحقيقة في فلسفة هيدجر"، "جماليات الصورة عند جاست".